إعداد - عدنان عضيمة:
بالرغم من التأخر الكبير الذي طرأ على موعد إطلاق برنامج مايكروسوفت الجديد 'ويندوز فيستا'، إلا أنه يستحق من كل مشغلي الكمبيوتر أن يقفوا على رؤوس أصابعهم وهم ينتظرون قدومه· ويقول جو بولجير خبير تكنولوجيا المعلومات في صحيفة 'ذي تايمز' ان مستخدمي الكمبيوتر أصبحوا توّاقين لرؤية هذا الوليد العملاق الذي يمثل أضخم عملية تطوير تنجزها شركة مايكروسوفت في تاريخها· ثم يتساءل: فماذا يضير الناس لو انتظروا بضعة أشهر إضافية حتى يستكمل 'فيستا' تكوينه؟·
وبالرغم من كل ما قيل حول فضائل لعبة 'إكس بوكس'360 لتشغيل المنصّات الرقمية لألعاب الفيديو، وبرنامج 'إم إس إن' الذي يعد بمثابة نسخة محرك البحث بالإنترنت للبرنامج المذكور، إلا أن 'ويندوز' يبقى القلب النابض لشركة مايكروسوفت وورقتها الاستثمارية الرابحة في عالم البرامج التطبيقية·
والآن، وبعد انقضاء عشرين عاماً على الإطلاق الأول لنظام التشغيل ويندوز، فلقد أثبت أنه يشكل العمود الفقري لأكثر من 90 بالمئة من الحواسيب العاملة في العالم· وهو أيضاً مصدر 31 بالمئة من عوائد الشركة و66 بالمئة من أرباح تشغيل الأنظمة والمنصّات· وساعد ويندوز شركة مايكروسوفت على الاحتفاظ بموقعها كعملاق تجارى في صناعة البرامج التطبيقية، وهي التي بلغ مجمل أصولها الآن 281 مليار دولار·
تحديات
ومع كل هذا، فإن مايكروسوفت تتعرض لهجوم ضارٍ من منافسيها الذين بدأت تظهر أعناقهم الطويلة بعد أن تمكنوا من فهم الفصول المهمة من لعبة تأليف البرامج التطبيقية· ومن بين أشهر هذه الشركات على الإطلاق 'لاينوكس' التي تسجل المزيد من النجاحات في هذا الميدان حتى أصبح البعض يرى فيها الخليفة المنتظرة لمايكروسوفت· وهناك أيضاً شركة 'أبل' التي يعتقد البعض أن 'فيستا' يأتي في إطار السباق التنافسي الذي تخوضه مايكروسوفت معها· وبدأت بعض الشركات الأخرى المتخصصة في تأليف برامج التشغيل بإعداد نسخ منافسة لأشهر برامج مايكروسوفت بما فيها 'وورد' و'إكسيل'· وحتى الشركات الكبرى المتخصصة في تشغيل محركات البحث العملاقة على الإنترنت ومنها جوجل، تبدو شديدة الاهتمام بالاستثمار في برامج التشغيل· ومن ذلك مثلاً أن شركة 'جوجل' ذات الذراع الطويلة، ابتاعت الشهر الماضي حقوق استثمار برنامج "Writely.com" الذي يعدّ أول معالج للنصوص محمول على الإنترنت؛ وهذا يعني أن في وسع أي إنسان استخدامه من دون الحاجة إلى تحميله على سطح مكتب الكمبيوتر الشخصي· وتحمل هذه الخطوة دلالات تنافسية قوية من شأنها أن تصيب مايكروسوفت بأذى شديد· ويمكن لمستخدم هذا النظام أن يدخل إلى ملفاته المخزونة من أي مكان يوجد فيه وليس من كمبيوتر مكتبه فقط· واستحدثت شركات أخرى أيضاً برنامجاً للتشغيل متخصصاً في تخزين الصور فقط· وهذا النمو المتسارع للشركات ذات الأذرع الطويلة أصبح يهدد مستقبل مايكروسوفت ذاتها عن طريق تقديم خدمات بديلة لبرامج التشغيل التي تنتجها· ويرفض دافيد ويكس مدير تسويق برنامج 'فيستا' في المملكة المتحدة هذا الطرح حيث يقول: 'صحيح أن الناس أصبحوا ميّالين للاشتراك في استخدام برامج التشغيل إلا أنهم ما زالوا واقعين تحت التأثير النفسي لظاهرة حبّ الامتلاك الشخصي للأشياء بما فيها برامج التشغيل ذاتها'·
خصائص
ويشير بولجير إلى أن 'فيستا' هو أول إنتاج يتم تعديله جذرياً من سلسلة 'ويندوز' خلال السنوات الخمس الماضية؛ وهو يعدّ أيضاً النسخة الأكثر تطوراً على الإطلاق في تاريخ ابتداع برامج تشغيل الكمبيوتر الشخصي· وتكمن أهم ميزاته الجديدة في قدراته العالية على استظهار الصور والرسوم البيانية والأشكال في الأبعاد الثلاثة؛ وفي وسعه أيضاً استظهار ما يعرف في العلوم الإحصائية باسم 'الرسوم الشفافة'· ويقوم 'فيستا' أيضاً على أسس وقواعد رقمية جديدة تنطوي على أعلى مستويات الأمان والحفاظ على خصوصية المعلومات وصدّ محاولات القراصنة لاقتحام ملفّات الغير· ويرى بعض الخبراء أن 'فيستا' يكون بهذه الخصائص الجديدة قد أسقط أهم العناصر التي كانت تعيب سلفه 'ويندوز إكس بي'·
ويشاء ويكس أن يزفّ لأولئك الذين يستعجلون ظهور 'فيستا' بشرى سارة من خلال تصريح صحفي أدلى به مؤخراً أشار فيه إلى أن العديد من الإضافات التقنية الجديدة التي يحملها 'فيستا' تعد رائعة من حيث ما يمكنها إنجازه من خدمات متقدمة للمستخدمين بالرغم من السهولة الفائقة التي ينطوي عليها استخدامه· وقد يخطئ من يظن أن ميزات 'فيستا' تقتصر على هذه الوظائف المذكورة وحدها؛ وكان بيل جيتس حريصاً على إبراز جملة متنوعة من فضائل 'فيستا' خلال مؤتمر صحفي خاص عقده على هامش معرض المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية الذي نظم في مدينة لاس فيجاس خلال شهر يناير الماضي عندما أشار إلى أن 'فيستا' سوف يجعل من كمبيوتر سطح المكتب أفضل وسيلة للمتعة والتسلية· وتنبع ضرورات هذا التطور الكبير من التوجّه المتزايد لمستخدمي الكمبيوتر الشخصي نحو دمج وظيفتي التصوير والمعالجة الموسيقية بالطرق الرقمية مع بقية البرامج الرقمية الترفيهية·
عدد اليوم
