الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس الذي استفاد من غضب الأميركيين وإعصاره عصف بحزبه

10 نوفمبر 2016 00:41
واشنطن (وكالات) عندما أعلن دونالد ترامب ترشحه إلى الرئاسة الأميركية في 16 يونيو 2015 ونزل مع زوجته ميلانيا الدرج المتحرك لبرج ترامب في نيويورك، كان على الأرجح الوحيد الذي أخذ هذا الأمر على محمل الجد. وبعد 17 شهرا، انتخب الملياردير الجمهوري (70 عاما) الذي لم يشغل أي منصب رسمي، الرئيس الخامس والأربعين لأول قوة عالمية. وقد أوصله إلى الحكم غضب قسم من الناخبين يشعرون بأنهم متروكون، وأن النخب خانتهم، وأقلقتهم العولمة والاتفاقات التجارية الدولية التي يعتبرونها تهديدا لوظائفهم. كان ترامب وعد الاثنين في الاجتماعات الأخيرة بمفاجأة «أقوى من المفاجأة التي أحدثتها بريكست»، وأوفى بوعده. وقررت أكثرية من الأميركيين كذبت استطلاعات الرأي التي خلصت جميعا إلى فوز منافسته هيلاري كلينتون، أن تمنحه فرصة، حتى لو أن ثلثيهم يعتقدون أن ترامب ليس مؤهلا للوصول إلى البيت الأبيض. وسخرت وسائل الإعلام الأميركية في البداية من هذا الرجل المعروف بلسانه السليط، والمقدم السابق لبرنامج تلفزيون الواقع الشهير في الولايات المتحدة «ذي إبرنتيس». وكان ترامب يحلم منذ سنوات بخوض السباق إلى البيت الأبيض، لكنه لم ينقل هذا الحلم إلى أرض الواقع. وفي خطاب ترشيحه في يونيو، قدم ترامب صورة قاتمة جدا عن الولايات المتحدة التي تتحول «بلدا من العالم الثالث». وانتقد رجال سياسة «يتحدثون لكنهم لا يفعلون شيئا». ووعد بأن يكون «أكبر رئيس خلقه الله حتى الآن لتأمين فرص عمل»، ووعد ببناء جدار على الحدود المكسيكية للتصدي للهجرة السرية، واتهم المكسيك بأنها ترسل إلى الولايات المتحدة «مجرمين وتجار مخدرات ولصوصا». وبدا الخطاب تبسيطيا ومبالغا فيه، لكنه أودع فيه كل أفكاره. وفي الأسابيع التي تلت خطاب الترشيح، أكد على شبكات التلفزيون ما ورد في الخطاب، وقدم نفسه على أنه مرشح التغيير ضد فساد النخب. لامس ترامب استياء عميقا في أميركا البيضاء المتواضعة الذي لا يريد كثيرون أو لا يستطيعون رؤيته. وترشح 16 جمهوريا آخر إلى الانتخابات الرئاسية التمهيدية منهم جيب بوش ، الحاكم السابق لفلوريدا الذي يعتمد على الحزب وعلى دعم مالي كبير، لكن أحدا منهم لم يصمد أمامه. عبر عن سخريته في تصريحات صادمة عن معارضته الهجرة والتبادل الحر، ووعد بأن «يعيد إلى أميركا عظمتها». وتتوافر لديه حلول بسيطة لجميع المشاكل المعقدة، ووعد بتدمير تنظيم «داعش»، وامتدح الرئيس الروسي. وكانت الجماهير التي يشكل البيض أكثريتها الساحقة، تهرع لحضور اجتماعاته، وتكرر بابتهاج شعاراته وتغفر له تجاوزاته. وهي تهوى هذه النبرة الجديدة، ما تشعر به من حرمان وما تعانيه من قلق. أقنع ترامب هؤلاء الأميركيين القلقين بأنه يعادي النخب. وأتاح له العدد الكبير من المرشحين إلى الانتخابات التمهيدية الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. ورفض الرئيسان السابقان جورج بوش وجورج دبليو بوش والمرشح السابق للرئاسة ميت رومني المشاركة في المؤتمر الجمهوري الذي نصبه في يوليو مرشحا عن الحزب. وساهم في انقسام حزبه، لكنه لم يتمكن من وقف إعصار ترامب الذي مول حملته منذ البداية، وأنفق أكثر من 50 مليون دولار على حملته. وفي المناظرات الرئاسية الثلاث مع كلينتون، بدا سيئ الاستعداد، وتقتصر معرفته بالملفات على العناوين العريضة. واعتبرت الصحافة ثلاث مرات أنه سيخسر الانتخابات، واتهمها بأنها منحازة. تخللت حملته أزمات وهجمات من كل الأنواع من جانبه، ضد قاض لاتيني وضد أب مسلم لجندي قتل في العراق، وضد منافسته «هيلاري الفاسقة»، وأهان النساء والمسلمين والناطقين بالإسبانية والناخبين السود، وغير مرارا فريق حملته. كان ديمقراطيا حتى 1987 ثم جمهوريا (1987-1999) ثم عضوا في حزب الإصلاح (1999-2001)، ثم ديمقراطيا (2001-2009) ثم جمهوريا من جديد. ولد في نيويورك وأرسل إلى مدرسة عسكرية لتهدئة طبعه الثوري، وهو رابع ولد في عائلة من خمسة أولاد لسمسار عقارات نيويوركي. وبعد دراسات في مجال التجارة، التحق بمؤسسة والده الذي ساعده في بداياته، ثم لم يلبث أن تولى إدارتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©