عواصم (وكالات)
تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في أول ظهور له، بعد إعلان فوزه في الانتخابات الأميركية أمس، بأن يكون رئيساً لكل الأميركيين، وبأن يقيم علاقات جيدة مع دول العالم، وسط صدمة في الداخل الأميركي والخارج بفوزه بمنصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية. وهنأ عدد من زعماء العالم الرئيس الأميركي الجديد، في حين أبدى بعضهم تخوفهم من أن يقود انتخاب ترامب العالم إلى مزيد من التوتر. في نفس الوقت، أحكم الجمهوريون سيطرتهم على الكونجرس بالفوز بأغلبية مجلسي النواب والشيوخ. وقال ترامب في خطاب النصر أمس «آن الأوان لأميركا لكي تضمد جراح الانقسام، سنضع المصلحة الأميركية أولاً، وسنصل لأرضية مشتركة مع كل دول العالم». وأعرب عن شكره «للوزيرة كلينتون»، مضيفاً أنه تلقى مكالمة منها تهنئه فيها بفوزه، مردفاً «حان الوقت لنا جميعاً لنداوي جراحنا ونستعيد وحدتنا».
وتعهد الرئيس الأميركي الجديد بالعمل على إصلاح البلاد وإعادة البنية التحتية، وخلق فرص عمل للملايين، كما تعهد بالعمل على مضاعفة النمو الاقتصادي بالبلاد. ووجه رسالة طمأنة للعالم، معلناً أن إدارته ستعمل «بنزاهة وعدالة، وسنتفاهم مع كل الدول التي لديها الرغبة في التفاهم معنا». من جهتها، قالت المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون في أول تصريحات عامة لها مساء أمس، إنها عرضت العمل مع ترامب، معربة عن أسفها «لأننا لم نفز في الانتخابات». وأوضحت في خطاب وجهته إلى أنصارها أن نتيجة الانتخابات مؤلمة ومخيبة للآمال، فيما عبرت عن أملها أن يكون ترامب رئيساً ناجحاً للبلاد.
بدوره، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إنه دعا ترامب إلى البيت الأبيض اليوم الخميس، متعهداً بانتقال سلس للسلطة إلى الرئيس الجديد على الرغم من «الخلافات الكبيرة».
وهنأ عدد من زعماء العالم الرئيس الأميركي الجديد، بينما أبدى البعض تخوفه من توتر جديد مع أميركا، فقد هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية ترامب متمنياً «التوفيق والسداد بما يحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع».
كما هنأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ترامب، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين. وهنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترامب، معرباً عن أمله في بث روح جديدة في العلاقات المصرية الأميركية.
وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترامب، متمنياً تحقق السلام في عهده، على «قاعدة الالتزام بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على حدود 1967». وهنأ الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ترامب. وعبر كثير من المسلمين في أنحاء العالم، عن شعور بالفزع من انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وقالوا إنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر بين الغرب والإسلام، ويذكي التطرف.
وفي روسيا قال الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين هنأ ترامب، معبراً «عن أمله في التعاون لإخراج العلاقات الأميركية الروسية من وضع الأزمة، وفي التعامل مع القضايا الدولية والبحث عن أساليب فعالة في مواجهة التحديات المتعلقة بالأمن العالمي».
وكانت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن أول المهنئين، فيما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى أوروبا موحدة قادرة على صون قيمها، وطالب وزير خارجيته ترامب بإيضاحات حول الصراع في سوريا والصفقة النووية لإيران والتغير المناخي.
ودعا الاتحاد الأوروبي ترامب إلى قمة في أقرب فرصة ممكنة، وتوقع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن تكون العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكثر صعوبة. فيما أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني مواصلة العمل مع الولايات المتحدة. وتوقع وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير أوقاتاً «أصعب» مع ترامب، ووصفت وزيرة الدفاع الألمانية فوزه بـ«صدمة كبرى»، وقال وزير العدل الألماني إن «العالم سيزداد جنوناً». أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فقد هنأت ترامب وتعهدت بتعزيز العلاقات مع واشنطن. وهنأ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ترامب، مبدياً الرغبة بتعزيز التعاون الاستراتيجي.
وفي إيران، أفاد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي بأن بلاده مستعدة للتعامل مع جميع التطورات خلال فترة رئاسة ترامب، مؤكداً الالتزام بالاتفاق النووي. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن ترامب لايمكنه إلغاء الاتفاق النووي، لأنه اتفاق دولي تم اعتماده من قبل مجلس الأمن بقرار.
وهنأ الرئيس الصيني شي جين بينج الجمهوري ترامب قائلاً إنه يتطلع إلى العمل معه، «بعيداً عن النزاعات والمواجهات». كما هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرج ترامب، ودعاه إلى المشاركة في أعمال قمة الحلف العام المقبل.
عدد اليوم
