استحوذت الاستثمارات الخليجية والعربية على 25% من اجمالي تعاملات سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، بعدما أصبح السوق الأكثر جاذبية بين بورصات دول الخليج، إستناذا إلى المؤشرات المالية.
وبحسب الاحصاءات، بلغت قيمة مشتريات المستثمرين الخليجيين والعرب من أسهم الشركات المدرجة في سوق أبوظبي 2,67 مليار درهم، بما يعادل 25% من اجمالي تعاملات السوق خلال الأشهر الخمسة البالغة 10,97 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 2,49 مليار درهم.
وبذلك حقق الاستثمار الخليجي والعربي صافي شراء بقيمة 176,5 مليون درهم، مقارنة مع صافي شراء بقيمة 234,4 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين حققت الاستثمارات الأجنبية الأخرى في السوق، صافي بيع بقيمة 19,37 مليون درهم، مقارنة مع صافي شراء بقيمة 11,8 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي.
واستقطب سوق أبوظبي منذ مطلع العام الحالي، وحتى نهاية شهر إبريل الماضي 3356 مستثمرا جديدا، ليصل اجمالي عدد المستثمرين إلى 904 آلاف مستثمر، وبلغ عدد المستثمرين الخليجيين الجدد 145 مستثمرا و5 مؤسسات مالية خليجية جديدة، وعدد المستثمرين العرب الجدد 1193 مستثمرا و 3 مؤسسات مالية عربية، و 623 مستثمرا اجنبيا جديدا من الجنسيات الأخرى و78 مؤسسة مالية أجنبية جديدة، وفقا لإحصاءات سوق ابوظبي.
وأوضحت الاحصاءات، أن قيمة مشتريات المستثمرين العرب بلغت 2,04 مليار درهم خلال الأشهر الخمسة، مقابل مبيعات بقيمة ملياري درهم، بصافي شراء قيمته 41,94 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مشتريات المستثمرين الخليجيين 624,8 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 490,20 مليون درهم، وبذلك بلغ صافي الشراء الخليجي نحو 134,6 مليون درهم.
وجاءت مبيعات الجنسيات الأجنبية الأخرى اكبر خلال الأشهر الخمسة بقيمة 1,47 مليار درهم، مقابل مشتريات بقيمة 1,45 مليار درهم، ليصل بذلك صافي البيع نحو 19,37 مليون درهم.
وحافظ السعوديون على صدارة قائمة المستثمرين الخليجيين في سوق ابوظبي خلال الأشهر الخمسة، وبلغت قيمة مشترياتهم 313 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 201,76 مليون درهم، ليحقق الاستثمار السعودي بذلك صافي شراء قيمته 111,24 مليون درهم.
وجاء المستثمرون العمانيون ثانيا، بمشتريات قيمتها 98,2 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 84,85 مليون درهم، بصافي شراء قيمته 13,3 مليون درهم، وحل البحرينيون ثالثا، بمشتريات قيمتها 95,83 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 67,93 مليون درهم، بصافي شراء قيمته 27,9 مليون درهم.
وبلغت قيمة مشتريات المستثمرين الكويتيين خلال الأشهر الخمسة 74,2 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 105,67 مليون درهم، بصافي بيع قيمته 31,4 مليون درهم، ومشتريات المستثمرين القطريين قيمتها 43,5 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 29,97 مليون درهم، بصافي بيع قيمته 13,5 مليون درهم.
وحافظ المستثمرون الأردنيون على صدارة قائمة المستثمرين العرب في سوق أبوظبي خلال الأشهر الخمسة بمشتريات قيمتها 612,19 مليون درهم بما يعادل 30% من اجمالي الاستثمارات العربية في السوق، مقابل مبيعات بقيمة 573,7 مليون درهم، ليصل بذلك صافي الشراء الأردني 38,49 مليون درهم.
وجاء المستثمرون المصريون ثانيا في القائمة العربية بمشتريات قيمتها 397,4 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 400,31 مليون درهم، بصافي بيع قيمته 2,9 مليون درهم، وبلغت قيمة مشتريات الفلسطينيين 305,12 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 291,10 مليون درهم، بصافي شراء قيمته 14 مليون درهم.
وجهة استثمارية مفضلة
وعزا راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق ابوظبي للأوراق المالية في حوار سابق مع “ الاتحاد” ارتفاع حصة المستثمرين الخليجيين والعرب في سوق ابوظبي إلى انهم الأكثر قدرة من غيرهم على معرفة جاذبية الفرص الاستثمارية التي يوفرها سوق ابوظبي، اضافة إلى أنهم الأكثر قناعة بقوة ومتانة اقتصاد دولة الإمارات عامة وإمارة ابوظبي خاصة.
وقال المحلل المالي محمد علي ياسين إن سوق ابوظبي يتسم بأنه الأقل تذبذبا ومخاطرة، قياسا بأسواق أخرى، حيث تكاد تنعدم فيه الارتفاعات غير المبررة، وكذلك الهبوط غير المبرر، الأمر الذي يعتبر أكثر الأسواق جاذبية لشريحة كبيرة من المستثمرين الخليجيين والعرب.
وأضاف أن السوق يعتبر وجهة استثمارية مفضلة للمستثمرين الخليجيين، خصوصا السعوديين، الذين يجدون في العديد من الأسهم المدرجة في السوق فرصة للاستثمار المربح والآمن، خصوصا وأن موجة الهبوط التي شهدتها السوق خلال الشهرين الماضيين أوصلت أسعار الأسهم القيادية إلى مستويات مغرية، وباتت ذات مكررات ربحية تعتبر الأرخص بين أسواق المال الخليجية.
ويتصدر سوق ابوظبي بورصات دول مجلس التعاون الخليجي، كأكثر الأسواق جاذبية للاستثمار من حيث مكررات الربحية، واستنادا إلى مؤشرات التحليل الأساسي، يقدر مكرر ربحية سوق ابوظبي بنحو 9,4 مرة، أقل المكررات بين أسواق المال الخليجية، ويصل مضاعف القيمة الدفترية إلى 1,1 مرة، مقارنة مع بورصة الكويت التي جاءت في صدارة الأسواق التي تصنف “أسواق غالية” بمكرر ربحية 25,8 مرة، ومضاعف قيمة دفترية 1,2 مرة.
ويلجأ مدراء محافظ وصناديق الاستثمار إلى مؤشر مكرر الربحية عند اتخاذ قرارات الشراء والبيع، ويقاس بقسمة السعر السوقي للسهم على العائد على السهم الواحد، وتقاس مكررات القيمة الدفترية بقسمة القيمة السوقية على القيمة الدفترية للسهم، وعادة ما تحتسب مكررات الربحية في ضوء أداء سنة كاملة، وتؤخذ مكررات الأشهر الثلاثة الأولى، كمؤشر للعام المالي ككل.
وقال المحلل المالي حسام الحسيني إن أسواق الإمارات استقطبت استثمارات إقليمية خصوصا الخليجية منها خلال موجة الصعود الأولى التي شهدتها خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، مضيفا أن سلوك المؤسسات المالية الإقليمية مرتبط عادة بشكل أو بأخر بالمؤسسات الأجنبية.
وأوضح أن المستثمر الخليجي موجود في أسواق الإمارات بشكل عام، وكثيرا ما نرى حركته مؤثرة في اسواقنا المحلية في حال تحرك السوق السعودي بقوة سواء ارتفاعا أو هبوطا، وخلال الأسبوع الماضي، تأثرت اسواقنا بالتراجع القوي الذي افتتح به السوق تعاملاته الأسبوعية، منخفضا بأكثر من 4%.
وفيما يتعلق بالاستثمار المؤسسي في سوق ابوظبي، اظهرت الإحصاءات أن قيمة المشتريات الحكومية خلال الأشهر الخمسة بلغت 19,68 مليون درهم، مقابل مبيعات بقيمة 60,78 مليون درهم، ليحقق الاستثمار الحكومي صافي بيع بقيمة 41 مليون درهم.
وعلى العكس، حققت استثمارات الشركات صافي شراء قيمته 25,92 مليون درهم، من مشتريات بقيمة 2,65 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 2,63 مليار درهم.
واستحوذ الاستثمار المؤسسي على 24,2% من اجمالي تعاملات سوق أبوظبي خلال الأشهر الخمسة، مقابل 75,8% للاستثمار الفردي الذي حقق صافي شراء بقيمة 15,6 مليون درهم، من مشتريات بقيمة 8,30 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 8,26 مليار درهم.
10 شركات وساطة تستحوذ على 61% من تداولات سوق أبوظبي
استحوذت 10 شركات وساطة من بين 55 شركة على 61% من تداولات سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الأشهر الخمسة.
وبحسب قائمة نشاط الوسطاء في سوق ابوظبي، بلغت قيمة تعاملات الشركات العشر 13,37 مليار درهم من اجمالي تداولات السوق خلال الأشهر الخمسة البالغة 21,94 مليار درهم بيعا وشراء.
وبحسب قواعد احتساب العمولة، بلغت قيمة العمولات التي حصلت عليها الشركات العشر 36,76 مليون درهم، من اجمالي العمولة المستحقة على تداولات السوق البالغة 60,33 مليون درهم. وتقدر نسبة العمولة بنحو 0,00275 يدفعها كل من البائع والمشتري عن الصفقة المنفذة ، وتوزع بواقع 0,0015 من قيمة الصفقة للوسيط و0,0005 للسوق ومثلها لإدارة المقاصة، في حين تحصل هيئة الأوراق المالية والسلع على نسبة 0,00025 من قيمة الصفقة.
وحافظت شركة أبوظبي للخدمات المالية الاسلامي التابعة لمصرف أبوظبي الاسلامي، على صدارة قائمة الشركات العشر الأكثر نشاطا، وبلغت قيمة تعاملاتها خلال الأشهر الخمسة 3,43 مليار درهم، بما يعادل 15,6% من اجمالي تعاملات سوق ابوظبي.
وحلت شركة أبوظبي للخدمات المالية التابعة لبنك أبوظبي الوطني، في المركز الثاني، بتعاملات قيمتها 2,73 مليار درهم، بما يعادل 12,4% وشركة الرمز للخدمات المالية في المركز الثالث 1,46 مليار درهم، بنسبة 6,6% وجاءت المجموعة المالية المصرية “هيرميس” في المركز الرابع، بقيمة 1,42 مليار درهم، بنسبة 6,49%، وشركة الوسيط المباشر في المركز الخامس 939,26 مليون درهم، بنسبة 4,2%.
وجاءت شركة أرقام سيكوريتز في المركز السادس، بتعاملات قيمتها 815,5 مليون درهم، بنسبة 3,7%، وشعاع كابيتال للخدمات المالية في المركز السابع بقيمة 684,83 مليون درهم، بنسبة 3,1% وشركة الإمارات دبي الوطني في المركز الثامن بقيمة 662,32 مليون درهم بنسبة 3%.
وجاءت شركة الخليج الأول للخدمات المالية التابعة لبنك الخليج الأول في المركز التاسع بتعاملات قيمتها 628,67 مليون درهم، بنسبة 2,86% وشركة الصفوة الاسلامية 601 مليون درهم، بنسبة 2,73%.
عدد اليوم
