الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كاسر الأمواج» شاهد على بدايات النهضة لمدينة أبوظبي

«كاسر الأمواج» شاهد على بدايات النهضة لمدينة أبوظبي
11 يونيو 2013 00:10
مع كل مظاهر العصرية التي فرضت نفسها على مدى سنوات على كورنيش أبوظبي، فإنه بمجرد ذكر منطقة «كاسر الأمواج»، يتبادر إلى الذهن ذلك المشهد القديم المتجدد. تلاطم المياه الزرقاء باتجاه الصخور مع هبوب الرياح، ومن ثم انسيابها برقة بين اليخوت المصطفة عند الرصيف الغربي، أجواء هادئة في النهار وحركة سيارات في الليل يترجل منها الرواد المخلصون لأجمل منظر عند الواجهة البحرية للعاصمة، ولاسيما مع انخفاض درجات الحرارة خلال الفترة المسائية، وتدفق النسمات العليلة على سعة المكان المفتوح على السماء والهواء. يتذكر سكان أبوظبي ممن واكبوا مراحل التطور العمراني الذي شمل توسعة نهاية شارع الكورنيش من الجهة الغربية منذ نحو 15 عاماً، كيف كانت بدايات رسم ملامح المنطقة التي عرفت فيما بعد بـ»كاسر الأمواج». وهم يسرون دائماً بزيارة هذه البقعة المتألقة من المدينة، والتي اتسعت مع الوقت، لتضم الكثير من المنشآت الخدماتية والمطاعم ومراكز البيع. الأمر نفسه بالنسبة لمن توافدوا خلال فترات لاحقة على السكن في أبوظبي، وكذلك الضيوف الذين يجدون في منطقة «كاسر الأمواج» متنفساً للترفيه والتسوق، وعنواناً لاستكشاف جماليات الأبراج التي تنعكس كالمرآة على صفحة المياه النقية. عقد من الماس زيارة «كاسر الأمواج» هذه الأيام تشبه روايات البحث عن أواخر لفحات الطقس الربيعي الذي لا يزال سخياً بتدفق نسماته مساءً. وعلى غير عادة المناخ في مثل هذه الفترة من السنة، تأخرت درجات الرطوبة في الوصول، مما أبقى على شهية رواد الكورنيش بمختلف أبعاده، من الخروج إليه قبيل المغرب وحتى وقت متأخر من الليل. وهذا ما ينطبق على «الكاسر» الذي يعتبر ملتقى عشاق الطبيعة البكر وحماة الحقائق الجغرافيا التي تشبه هذه المنطقة الملتفة نهاية الكورنيش مع كل ما يحوطها من لآلئ ضوئية كعقد متوهج من الماس. وأكثر ما يتجلى ذلك عند الهبوط من الطائرة، حيث لا يخطئ أحد النظر من النافذة باتجاه أسفل، للاستمتاع بمنظر المنطقة المتألقة التي تشكل منها «كاسر الأمواج» كشاهد دائم على إبداعات الطبيعة التي تتباهى بها جزيرة أبوظبي من أي زاوية كانت. وهو مشهد حيوي ينصح السياح بزيارته لالتقاط الصور التذكارية. رصيف بحري ويروي بعض من المتجولين مساءً عند معالم «كاسر الأمواج»، صدق مشاعرهم التي تقودهم بشكل شبه يومي إلى المكان. ويقول سيف العامري الذي كان برفقة اثنين من أصحابه، يجلسون على حافة قريبة من الرصيف البحري، إن «الكاسر» بيته الثاني. وذلك لما يحمله عنه ومعه من ذكريات امتدت معه من سنوات الطفولة إلى المراهقة وحتى الشباب. ويذكر سيف أنه كان طفلا صغيرا عندما كان يأتي مع والده إلى هذه المنطقة بحجة الاطلاع على أعمال الإنشاء التي أبهرت بوقتها سكان أبوظبي، ويشير إلى أنه في ذلك الوقت لم يكن يعي أنه يشهد بزوغ فجر انطلاقة العاصمة نحو المجد العمراني الذي يفاخر به اليوم كجميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة. الحديث نفسه يضيف إليه صديقه خالد الحوسني قائلاً إن منطقة «كاسر الأمواج» هي أول موقع بعيد عن البيت يزوره بمفرده عندما كان لايزال في المرحلة الإعدادية. ويلفت إلى أن هذه الذكريات ثمينة جداً بالنسبة له، لأنها تشكل بدايات النضوج والاستقلالية، بأن يركب سيارة أجرة، ويطلب من السائق أن يقله إلى تلك المنطقة الجديدة الكاشفة، حيث كان يلتقي مع رفاق صفه. وخالد يعتبر نفسه محظوظاً لمواكبة تلك الفترة الذهبية التي مرت على مدينة أبوظبي، مما يجعله مخلصاً حتى اليوم لزيارة الأماكن التي تعيده إلى أيام خلت. وبعيداً عن الذكريات الجميلة، يتحدث يوسف جمعة عن الجماليات التي تتمتع بها منطقة «كاسر الأمواج»، ولاسيما من الناحية السياحية، بحيث تشكل منفذاً للسكان والزوار، ويشير إلى الجولات البحرية التي يتم تنظيمها هناك من على قارب، يتم استئجاره لغرض الترفيه بمشاهدة العاصمة من قلب واجهتها البحرية. ويقول يوسف إن أجمل ما في الأمر أنه لا يقتصر على السياح وحسب، ولا على فترات محددة من السنة. على العكس، بحيث بالإمكان الاستفادة من هذه الرحلات المنعشة بحسب الرغبة، وبناءً على شروط مسبقة يتم تحديدها عند البر. وتذكر علياء عبد الله أنها لطالما استمتعت بالجولات الميدانية التي اعتاد أن ينظمها يخت «شجاع»، التابع لفندق «رويال مريديان - أبوظبي»، والذي يعتبر من أكبر اليخوت السياحية التي تحرص على خدمات الخمس نجوم. وترى أنه مع وفرة الوجهات الترفيهية داخل المدينة وخارجها، فإن بعض الأماكن التقليدية على غرار «كاسر الأمواج» تحظى في النفوس بحنين لا يوصف. وهذا ما تلمسه في كل مرة تزور فيها الرصيف البحري الممتد عند نهاية المنطقة الغربية لكورنيش أبوظبي. وتنصح علياء الجميع ممن لم يحظوا بعد بفرصة استكشاف «كاسر الأمواج»، أن يطلعوا على الفعاليات التي يوفرها من باب التغيير. سباق فولفو للمحيطات تشكل منطقة «كاسر الأمواج» مجمعاً مفتوحاً على الهواء الطلق لاستقبال أهم الأحداث الرياضية في العاصمة الإماراتية، ومنها «سباق فولفو للمحيطات»، والذي تقام دورته الجديدة ما بين منتصف ديسمبر 2014 وحتى 3 يناير 2015. ويترافق وصول اليخوت باقة حافلة من الفعاليات والأنشطة في قرية السباق نهاية الطرف الغربي من الكورنيش، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والعروض الترفيهية. فعاليات جماهيرية بنكهة شعبية كعادتها في كل موسم، تزدان القرية التراثية، الواقعة عند «كاسر الأمواج»، بأنشطتها المتميزة، احتفاءً بالمناسبات المحلية والعالمية، وبينها يوم التراث العالمي واليوم الوطني، ومهرجانات العيد، وسواها من الفعاليات الجماهيرية التي يشرف على تنظيمها نادي تراث الإمارات بنكهة شعبية أصيلة، تنسجم مع روح المكان التاريخي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©