الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جاهز» فيلم هندي يختار السخرية لحل المشاكل

«جاهز» فيلم هندي يختار السخرية لحل المشاكل
12 يونيو 2011 19:50
يمثل الفيلم الهندي “جاهز” نموذجاً لنتاجات سينما بوليوود المعاصرة، لجهة هادفيتها نحو تعزيز الحضور الاستعراضي، دون إغفال الجانب الحدثي، حيث يسع الفيلم أن يشير إلى تعايش ممكن بين التنويع الفني الباذخ، المعتمد على كثير من الغناء والرقص لطالما تميزت بهما السينما الهندية، وبين أحداث لا تنقصها السخونة في عمل بصري واحد. ثنائية حادة البديهي أن مزيجاً من هذا الطراز سيكون منطويا على قدر من الفانتازيا، السينما هنا لا تدعي انتحال صفة الواقع أو الحلول مكانه، بقدر ما هي تبحث عن تعايش ما بينها وبينه، أي أن تكون إضافة مزخرفة، ملونة، وربما أمكن القول، ملطفة لتفاصيل هذا الواقع المتسمة عادة بقدر من الخشونة يجدر بالعمل الفني، والسينمائي خاصة، أن يخفف من صلادتها ليمنح تفاصيل العيش المحسوسة قدراً محسوباً من الطراوة والعذوبة. وفق هذه الثنائية المحسوبة بعناية يسير الفيلم الذي تولى إخراجه أني بازميه، وقام ببطولته سلمان خان وماهيش مانجيركار، وهو يروي حكاية زيجة مدبرة بين عائلتين هنديتين تقيم الأولى “عائلة العريس” في الهند، فيما تعيش الثانية في أميركا، ويجري الاتفاق على قدوم العروس إلى بلدها الأصلي لإتمام مراسم الزفاف. نقطة حرجة لا بد من مصادفة تصنع للفيلم مساره المتعرج، وهي تحصل عندما يتزامن وصول الفتاة إلى المطار مع قدوم أخرى في مهمة مماثلة، أي أنها تأتي للزواج من أحد أقربائها، وفي المطار تكتشف الثانية أن أقرباءها هم أعضاء في عصابة دموية، تبغي الثراء بأي ثمن، وأن زواجها نفسه لم يكن أكثر من صفقة رابحة بالنسبة لهم، إذ تناهى إلى مسامعهم أنها سترث ثروة كبيرة، وقد شكل ذلك الدافع الرئيسي وراء سعيهم لإتمام مشروع الزواج. عندما تكتشف الأمر، وهي لا تزال في المطار، تخطر لها فكرة إنقاذية جريئة، فتقرر تقديم نفسها بوصفها عروس العائلة الأخرى، خاصة عندما تعلم أن العروس الحقيقية تنوي اتمام بعض المشاغل قبل الذهاب إلى عائلة عريسها، عند هذه النقطة الحرجة يكون الفيلم قد أرسى خيوط حبكته الأولى، حيث ثمة فتاة تقدم نفسها بوصفها عروساً لابن أحد العائلات المتسامحة التي تمضي جل أوقاتها في الغناء والرقص، في حين أن هناك عائلة أخرى، تعتمد على العنف في حل مشاكلها، تتنظرها بوصفها مصدراً إضافياً للغنى. أزمة موازية إلى جانب هذه الأزمة الرئيسية التي تتولى أحداث الفيلم حلها في سياق درامي موشى بالكثير من الكوميديا، نواجه أزمة أقل تعقيداً تتمثل بكون العريس في العائلة التي لجأت اليها الفتاة رافضا لفكرة الزواج، وقد أعطى موافقته المبدئية على المشروع تحت تأثير ضغوطات عائلته، وهو ينوي التحلل من الالتزام عبر دفعه الفتاة للرجوع عن قرارها اعتماداً على ما يعكسه سلوكه من غرابة أطوار. يكون الثنائي المقبل على زيجة معقدة في طور خوض صراعاته الداخلية بين شاب يحاول تنفير شريكته، وفتاة تبحث عن مأوى بأي ثمن، عندما يجد الاثنان نفسيهما ملزمين بالتخلي عن خصومتهما العابرة لمواجهة تحد لا ينقصه العنف تجسده العائلة الأخرى، ويصير المشهد مفتوحاً على قدر هائل من المفارقات الساخرة التي يدار من خلالها نزاع لا تعوزه الشراسة، حيث يقرر الشاب أن يتخلى عن مواقفه الأولية المعترضة على فكرة الزواج، ليدافع عن عروسته المزيفة، وهو يعتمد في معركته الصعبة خيارات ذات طابع استراتيجي، حيث لا يكتفي بالتصدي المباشر لخصومه المدججين بالمال والنفوذ، بل يعمد إلى اللعب على تناقضات في داخل العائلة نفسها، حيث ثمة صراع على النفوذ بين الشقيقين الأكبرين اللذين أنجب كلاهما عدداً من الأولاد، وهو يستغل هذا التناقض بكثير من الحنكة والذكاء، فيضع قطبي العائلة على خط مواجهة حامية، قبل أن يلجأ إلى الإيحاء لكليهما أن هناك فتاتين سيرثان ثروة هائلة، ان والدهما ينوي تزويجهما في الهند، ويلحق ذلك الإيحاء المخادع بلعبة مرتبة تقنع كبيري العائلة المعادية أن قريبتهما التي يراهنان عليها كزوجة لأحد ابنائهما بفعل الجشع المادي، انما هي مفلسة بفعل ملاحقة أحد المصارف لها، ويتوجب عليها تسديد قرض باهظ. نهاية سعيدة تسير الأمور أخيراً إلى خواتيمها السعيدة، لكن بلوغها هذه النقطة يستدعي الكثير والكثير من المواقف المضحكة، ومن الحراك الاستعراضي المبالغ في بذخه، هكذا يستقيم العمل السينمائي بوصفه مرادفاً إيجابياً للواقع، وليس موازياً له بأي حال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©