السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حكاية أربعة أحلام من الطفولة

حكاية أربعة أحلام من الطفولة
27 يوليو 2018 23:44
أبوظبي (الاتحاد) يعتبر كتاب «عوشة بنت خليفة السويدي.. الأعمال الشعرية الكاملة والسيرة الذاتية»، وهو من توثيق وجمع وتأليف الدكتورة رفيعة عبيد غباش، والذي صدر بطبعتين وبكتاب إلكتروني عن بيت الشعر التابع لمركز زايد للدراسات والبحوث في أبوظبي، من أشمل الكتب التي تتحدث عن تجربة «فتاة العرب» الشعرية. وفي الكتاب تتحدث الشاعرة الراحلة عن طفولتها فتقول: في طفولتي حلمت أن القمر نزل على وجهي، وأنني ابتلعته حتى نزل من فمي وأنفي، وملأ داخلي كله، أخبرت والدي بهذا الحلم، فسأل الشيخ علي بن ابطحان (من منطقة ليوة)، فقال الشيخ علي: سيهب الله عوشة علماً يضيء كما أضاء القمر. وقالت: درست عند محمد سميع، ذلك الرجل الفاضل وأبناؤه (صديق وعبدالجليل وغالب) هؤلاء من علموني، ولكن الشيخ الفاضل محمد سميع كان يقول لوالدي (رحمه الله): عوشة هي التي تعلمت القرآن، ولست أنا من علَّمها. وتذكرت عوشة حلماً ثانياً، فتقول: كنا قد خرجنا حجاجاً من قطر، وكان ذلك في زمن الملك عبدالعزيز آل سعود، وبعد صلاة الفجر وعودتي من الكعبة نمت، فحلمت بالرسول (عليه الصلاة والسلام)، وأبي بكر وعمر، فبكيت خوفاً ورهبة من رؤية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فمد يده لي، وقال: «زيارة مقبولة»، ثم قام أبو بكر (رضي الله عنه)، ومد يده كذلك، ولم يسلم عليَّ عمر. فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لعمر: «صافحها! هؤلاء نحبهم ويحبوننا». وبكت عوشة من فرحتها بلقاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه. وعن الشعر، تقول: ألهمني الله حب قراءة القرآن، وأنا الآن أحفظ القرآن، والله (سبحانه وتعالى) علم الإنسان ما لم يعلم. وعن موقف أسرتها من قول الشعر؟ قالت: «أبي أحمد العود يفرح ويسعد بقولي الشعر، وأهلي يشجعونني على قول الشعر، ويفخرون به». ثم تعود بنت خليفة فتسترجع حلماً ثالثاً، فتقول: حلمت أنني أجلس في حجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأنا في الحلم أرى من يأتي للسلام عليه، كل يدخل فيقول «السلام عليكم يا رسول الله»، وأتذكر في ذلك الحلم أنني قبلته في كف يده. وتستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أنا لا أدخل الجنة إلا برحمة الله»، حتى الرسول يحتاج إلى رحمة الله ليدخل الجنة. وتذكرت قصيدتها الأخيرة التي قررت فيها الاعتزال وهي «الغفران». فقالت: نحن قلنا الشعر ونحن صغار ولم نتدارك الأمر. قلت لها: يا أمي عوشة، الشعر الذي عندك هو هبة من الله، كما وهبك الآن هذه الطمأنينة في قراءة القرآن، وما قُلْتِهِ من شعر شكلّ أحاسيسنا ومشاعرنا وعبّر عن تلك المرحلة. وهنا عادت وتذكرت حلماً رابعاً، فقالت: «حلمت بالسيدة خديجة (أم عبدالله) تجلس مع نساء من حولها، وكنت أنا مع امرأة أخرى متوجهتين لتلك الحلقة، فقالت المرأة» كأنهن يضربن الودع؟ وعندما اقتربنا سمعنا خديجة تقول: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقلت للمرأة: هذه حلقة حديث لا ودع. فجلست من وراء الحريم أستمع إليها، وعندما انتهت قمت (وقبّلتها على جبينها)، فرفعت رأسها، وقالت: «نلتقي بك إن شاء الله هناك»، وكأنها تواعدني على الجنة. هذا ما روته الدكتورة رفيعة غباش في كتابها عن سرد عوشة بنت خليفة لما حلمت به وأسباب كتابتها قصيدتها «الغفران».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©