بيروت - رفيق نصرالله
يعرف المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني انهم سيذهبون مجدداً إلى طاولة الحوار المستديرة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري وسيخرجون دون أن يصدر عن هذا المؤتمر الا ما يؤكد امكانية استمراره وجعل جلساته مفتوحة، وبعضهم يعرف أن المطلوب اقليمياً ودولياً ايضاً ان ينظم المشاركون خطواتهم ومواقفهم وفق حالة الترقب التي تسود المنطقة والتي حملت كلمة سر إلى بيروت بأنه ممنوع الآن على الاقل القيام بأية حركة قد تدفع الأمور نحو مواجهات دراماتيكية لا يريدها الكثيرون·
كل إلى غايته
الأميركيون الذين يوجهون كل أنظارهم الآن الى بغداد لتشكيل حكومة هناك فيما فتح ملف إيران النووي على مصراعيه بعد الإعلان عن التخصيب·
السعوديون والمصريون المتخوفون من النار اللبنانية التي تسكن تحت الرماد مهددة بشظايا مواجهات مذهبية وطائفية على خلفية ما يجري في المنطقة وهو ما سيترك انعكاسات مباشرة على أكثر من مستوى في أكثر من بلد عربي·
الإسرائيليون الذين يعتبرون أن هناك من يقاتل عنهم بعد استدراج الأميركيين الى المستنقع اللبناني· الفلسطينيون المنهمكون الآن في ملف حكومة حماس وتداعياته وهم لن يتمكنوا من مناقشة وضعية السلاح الفلسطيني في لبنان ولا حتى مشاكل اللاجئين - السوريون الذين يراهنون على الوقت لتجميع صفوفهم لهجمة مضادة بعد كل الذي جرى للعاصمة السورية منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى الآن·
القوى المحلية اللبنانية التي تبعثرت وخاصة قوى الرابع عشر من مارس والتي كانت تتوقع استقالة لحود واستلام أمور البلد وفق الأجندة الموضوعة على خلفية كل ما شهده لبنان·
المراوحة
القوى المضادة للرابع عشر من مارس والتي تريد الرهان ايضاً على الوقت وعلى ما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان من أجل قلب الطاولة والجميع في مختلف مواقعهم يريد انتظار تلك المفاجأة التي سيعلنها المحقق الدولي سرج براميرتس والذي يبدو انه يحضر مفاجأة، فالذي سيعلنه التقرير سيشكل انعطافة كبيرة للواقع اللبناني ككل، وعندها سيبدأ فرز المواقف وتحديد معالم المواجهة وقبل ذلك، أي قبل منتصف يونيه القادم سيمارس الجميع سياسة المراوحة مثل الحزب الذي يقف في مكانة دون أي حراك وإن كانت بعض المواقف السياسية تنطلق من هنا وهناك لتسجيل بعض النقاط على غرار الهجوم السياسي الإعلامي للرئيس أميل لحود أو الإعلامي للرئيس اميل لحود او التصريحات الحادة المتبادلة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر·
لكن سيبقى كل ذلك تحت سقف المراوحة لأن كلمة السر كانت حاسمة بأنه ممنوع على كل القوى المحلية أن تتجاوز ذلك نحو أزمات حادة قد تؤثر على حالة الترقب التي يراد لها ان تبقى معلقة حتى تقرير المحقق الدولي وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود على مستوى ملفات المنطقة سواء إزاء ما سيجري في بغداد او الاتجاه الذي سيأخذه الملف النووي الإيراني·
عدد اليوم
