الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مع المتنبي

10 يونيو 2015 22:48
خاض أحد الولاة في المتنبي وذمه وقدحه بشدة، وكان حضور مجلسه يجارونه في الانتقاص من المتنبي.. والمتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين، وقيل إن لقب المتنبي أطلق عليه لأنه ادعى النبوة، لكن هذه الرواية ضعيفة، والحق الذي عليه ما يشبه الإجماع أنه لُقب بالمتنبي، لأنه كان ينطق بالحكمة والمواعظ في أشعاره التي تعد أروع ما قاله الشعراء العرب، وصارت أشعاره أمثالاً سائرة وحكماً مأثورة مثل قوله: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد وقال عن أشعاره: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم والخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم المهم وبالعودة إلى حكاية الوالي الذي ذم المتنبي ذماً شديداً، ووافقه حضور مجلسه نفاقاً ومداهنة.. كان من بين الحضور الشاعر الكبير أبو العلاء المعري، وكان محباً للمتنبي.. وربما هو غير أبي العلاء.. وسأله الوالي: ألا تقول شيئاً؟ لماذا صمتك؟ ألا تشاركنا ذم هذا الشاعر؟.. فقال أبو العلاء: لو لم يكن للمتنبي غير قوله: لك يا منازل في القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهل لو لم يكن له غير ذلك لكفاي.. فهاج الوالي وماج وأرغى وأزبد وقال: أخرجوا هذا الأعمى من مجلسي ولا يعود إليه أبدا.. فلما خرج أبو العلاء قال الوالي لأصحابه أتعلمون ماذا أراد هذا الأعمى؟ قالوا: لا.. قال الوالي: أراد قول المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني الكامل فتعجب الناس لفطنة أبي العلاء والوالي معاً. خالد جاسم - أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©