9 يونيو 2012
حصدت 14 مدرسة حكومية وخاصة الأسبوع الماضي 24 جائزة لنجاحها في تقليل بصمتها البيئية عبر ترشيدها من استهلاك الطاقة والمياه والنفايات في إطار مبادرة المدارس المستدامة التي تنفذها هيئة البيئة في أبوظبي للعام الثالث على التوالي.
وتأهلت للمرحلة الأخيرة للمبادرة 30 مدرسة من أصل 103 مدرسة شاركت بالمبادرة. ونجحت 75 مدرسة بقياس بصمتها البيئية من خلال إجراء التدقيق البيئي أحد المكونات الرئيسية لمبادرة المدارس المستدامة، حيث أنشأت 88 مدرسة من المدارس المشاركة نوادي بيئية فعالة لزيادة الوعي البيئي داخل مدارسهم ومجتمعهم.
ونظمت الهيئة في إطار المبادرة خلال العام الدراسي الحالي 14 دورة تدريبية وورشتي عمل حضرهما 627 معلماً ومعلمة من مختلف المدارس المشاركة بالمبادرة. ونظمت 70 مدرسة 770 رحلة ميدانية بيئية شارك فيها 22,336 طالباً وطالبة.
كما شارك 4 طلاب من 4 مدراس من المدارس المشاركة بالمبادرة في مؤتمر حول أنماط حياة مستدامة من أجل اقتصاد أخضر الذي أقيم في الهند حيث حظي الطلبة من خلال مشاركتهم في تمثيل نموذج لجلسة الأمم المتحدة والذي تم خلالها اقتراح أفكار وتوصيات لقمة "ريو + 20" والتي ستطرح ضمن توصيات مؤتمر "تونزا" التي ستناقش في قمة ريو التي ستعقد في 20 يونيو الجاري.
وأعلنت هيئة البيئة في أبوظبي نهاية الأسبوع الماضي أسماء المدارس التي فازت بمبادرة المدارس المستدامة. ووزعت الهيئة، في الحفل السنوي جوائز على المدارس الفائزة للعام الدراسي الحالي تقديرا لجهودها ومبادراتها البيئية ونجاحها في التقليل من بصمتها البيئية.
وتنظم الهيئة مبادرة "المدارس المستدامة" للعام الثالث على التوالي بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم وبدعم من شركة "بي بي" بهدف رفع مستوى الوعي البيئي وغرس السلوك البيئي الإيجابي لدى الطلاب والمعلمين وذلك من خلال الممارسات البيئية الإيجابية التي تهدف إلى تقليل البصمة البيئية.
وقد لاقت المبادرة ردود فعل إيجابية خلال العامين الماضين، وذلك بعد إنجاز المرحلة التجريبية منها بنجاح في العام الأول حيث ارتفع عدد المدارس المشاركة من 26 مدرسة في المرحلة التجريبية إلى 103 مدرسة خلال هذا العام.
وتم تقييم أداء المدارس المشاركة من خلال لجنة تقييم ضمت ممثلين من هيئة البيئة في أبوظبي ومجلس أبوظبي للتعليم وذلك من خلال الزيارات الميدانية والمقابلات والتقارير المقدمة من قبل المدارس، حيث تم تقييمها بناءا على مدى فعالية أنديتها البيئية في تعزيز الوعي البيئي بين صفوف الطلاب والمجتمع، وتأثيرها على البيئة ومواردها الطبيعية، ومدى استخدامها للأساليب المبتكرة التي تركز على السلوكيات والأنشطة الميدانية، ومدى فهمها وتطبيقها لآليات التدقيق البيئي وإشراك الطلاب فعليا في ذلك.
وأوضح معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم خلال حفل توزيع الجوائز أن "المجلس يعمل على تعزيز مفهوم البيئة المستدامة لدى أبنائنا الطلبة والإدارة المدرسية في جميع المدارس العاملة بالإمارة من خلال تنفيذ وطرح العديد من المبادرات والبرامج البيئية".
ويأتي هذا التوجه مكملاً لجهود المجلس من أجل توفير البيئة المدرسية المستدامة التي يتعايش معها الطلبة والطالبات خلال يومهم الدراسي، وذلك من خلال بناء وإعادة تأهيل المدارس بما يتوافق مع معايير الاستدامة البيئية والعالمية والتي تتماشى مع الرؤية العصرية لإمارة أبوظبي.
وقال معالي الخييلي: "إن مبادرة المدارس المستدامة تعد أحد أهم المشاريع التي تدعم متطلبات نظام إدارة البيئة والصحة والسلامة لقطاع التعليم والجاري تطبيقها في جميع المدارس في إمارة أبوظبي، حيث تساعد الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمبادرة في ترسيخ قيم المحافظة على البيئة وترشيد الاستهلاك، بما يساهم في تحقيق البيئة التعليمية المستدامة والحفاظ على صحة وسلامة الطلاب، وإعداد جيل على قدر كبير من الوعي والمسؤولية في التعامل مع مختلف الموارد البيئية، وتشجعيهم على تقديم ابتكارات ورؤى تساعد في حل المشاكل البيئة التي نواجهها في حياتنا اليومية".
وقال الدكتور جابر الجابري نائب الأمين العام بالهيئة في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي إن: "الهيئة تسعى من خلال مبادرة المدارس المستدامة إلى الوصول للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والإداريين وحتى موظفي الصيانة في المدارس، وربطهم جميعا بالمجتمع حيث تعتمد مكونات هذه المبادرة على التفاعل والمشاركة".
وأضاف الدكتور الجابري أن "هذا البرنامج لا يقلل من البصمة البيئية للمدارس المشاركة فحسب، لكنه يساعدها على الانتقال من مرحلة القول إلى مرحلة العمل وتحقيق نتائج ملموسة للوصول إلى بيئة مستدامة".
وأشار نائب الأمين العام بالهيئة إلى أن حفل توزيع الجوائز لهذا العام يتزامن مع يوم البيئة العالمي، الذي يقام هذا العام تحت شعار "الاقتصاد الأخضر: هل هذا يعنيك؟" حيث يتماشى مع مبادرة المدارس المستدامة التي تركز على تقليل البصمة البيئية ووضع الخطط والبرامج اللازمة للحد من التأثيرات التي يسببها الإنسان للبيئة.
من جانبه، قال عبد الكريم المازمي المدير العام والممثل الرئيسي لشركة "بي بي" في دولة الإمارات العربية المتحدة، الراعية لمبادرة المدارس المستدامة خلال حفل توزيع الجوائز إن: "المبادرة نجحت في زيادة الوعي بين الطلاب وساهمت في تغيير أنماطهم السلوكية تجاه البيئة. وتعتبر هذه المبادرة مهمة للأجيال الحالية، كما أنها تشكل مساهمة حقيقة في مستقبل الاستدامة في إمارة أبوظبي".
عدد اليوم
