الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحولات في بوصلة الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط

9 نوفمبر 2016 22:50
رغم أن استهلاك الشرق الأوسط من الطاقة يتوقع أن يرتفع إلى الضعف بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات مجلس الطاقة العالمي، بيد أن كثيرين في بعض أجزاء المنطقة ما يزالون محرومين من الطاقة. وإذا ما أرادت الحكومات دفع عجلة التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل من أجل رفاهية شعوبها فلا بد لها من استنباط وسائل لتوفير الطاقة وجعلها متاحة للمواطنين بتكاليف تتناسب ومستوى دخلهم. وهذا بدوره يثير السؤال التالي: كيف يتسنى تحقيق ذلك وفي ذات الوقت خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تسهم في تغير المناخ؟ ففي حال تعثر الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة على نطاق العالم، فإن المناطق التي تعاني من شح المياه ستصبح أكثر سخونة وجفافاً، كما أن الكثير من التجمعات البشرية التي تعيش في المناطق الساحلية قد تتأثر بسبب ارتفاع مناسيب البحر. الشرق الأوسط، إذن، سيحقق منافع عظيمة إذا ما قام بدوره في تحقيق انتقال سلس إلى عالم يحتوي على نسب أقل من الكربون. وغني عن القول إن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح آخذة في الانتشار عالمياً وستلعب دوراً أساسياً في هذا التحول. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة تسهم شركة مصدر في تطوير ونشر استخدام الطاقة النظيفة. وهنالك العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها دولة الإمارات، خطت خطوات مهمة نحو تطوير محطات الطاقة الشمسية. غير أن الطاقة المتجددة تحتاج لوقت طويل لكي يصل إنتاجها إلى المستوى المطلوب. فالكهرباء التي يتم إنتاجها من الشمس والرياح تسهم بأقل من خمس استهلاك العالم من الطاقة. ولكي يتم انتشار الطاقة المتجددة على النحو المنشود لا بد من توسع استخدامها في إنتاج الكهرباء لخدمة قطاع النقل وكل القطاعات الصناعية الرئيسية الأخرى. يمكن كذلك الاستفادة من موارد الغاز الطبيعي الهائلة التي يزخر بها الشرق الأوسط. والغاز الطبيعي كما هو معروف أقل إضراراً بالبيئة المحلية من الهيدروكربونات الأخرى إذ أن كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن احتراقه أقل من الكمية التي ينتجها احتراق المواد الهيدروكربونية الأخرى. ومعظم الغاز الذي يوجد في المنطقة هو من نوع يحتاج لمعالجة أكثر بكثير من الأنواع الموجودة في أماكن أخرى. غير أنه إذا ما تم توظيف التكنولوجيا والخبرات المناسبة يمكن لهذه المصادر أن تساعد في تعزيز أمن الطاقة في المنطقة وتحسين الجودة النوعية للهواء. ويعتبر الغاز الطبيعي شريكاً مثالياً للطاقة المتجددة لضمان توافر إمدادات مستقرة من الكهرباء وقد ثبت ذلك عملياً من خلال محطة شمس 1 للطاقة الشمسية التي أنشأتها شركة مصدر في أبوظبي، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية من الكهرباء 100 ميجاواط. ويتيح الجمع بين الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية الحصول على طاقة أنظف إضافة إلى ميزة توفر محطة كهرباء تعمل بالغاز ويمكن أن تكون بمثابة مصدر احتياطي يمكن استخدامه عند الضرورة. وشحنات الغاز الطبيعي المسال متوافرة بكثرة في كل أنحاء المنطقة مما يتيح لدولها معالجة أي فجوات طارئة في إمدادات الطاقة ويعزز أمن الطاقة لفترات أطول. ومع أن استخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود لوسائل النقل لا يزال في مراحله الأولية إلا أنه يملك من المزايا، مثل الاحتراق النظيف، ما يؤهله للحلول محل الديزل كوقود للشاحنات والسفن. وتعمل شركة شل في الشرق الأوسط منذ عدة عقود من الزمان وهي ملتزمة بلعب دور رئيسي في بناء مستقبل هذه المنطقة. وقد ظلت تعمل في تعاون وثيق مع شركائها بهدف تذليل التحديات الفنية التي تواجه تطوير مصادر النفط والغاز. فعلى سبيل المثال، تشارك شل في شركة تنمية نفط عمان والتي تمكنت خلال السنوات العشر الأخيرة من تحقيق زيادة بنسبة 30% في الطاقة الإنتاجية لحقول النفط التي تراجع إنتاجها، وذلك باستخدام تقنيات متطورة. وتعمل شركة تنمية نفط عمان حالياً في مشروع «مرآة» الذي يستخدم أشعة الشمس بدلاً عن الغاز الطبيعي لإنتاج البخار وحقنه داخل الحقل لتسهيل تدفق النفط. ويتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى من المشروع في العام القادم. وحين يبلغ المشروع طاقته الكاملة سيصبح بالإمكان تحقيق خفض سنوي في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل أكثر من 300 ألف طن. كما أن الغاز الذي يتم توفيره يمكن استخدامه كوقود لإنتاج الكهرباء محلياً أو لتشغيل الصناعات المحلية. ونحرص دوماً على تحقيق وفورات واكتساب المزيد من القيمة المضافة. ففي العراق نحن شركاء في شركة غاز البصرة والتي تعمل على استخراج الغاز الطبيعي المصاحب في ثلاثة حقول نفطية. وبفضل استثمار هذا المصدر القيم الذي كان في الماضي يتم التخلص منه بالحرق، أصبح بالإمكان توفير 70% من احتياجات الكهرباء للبصرة والمناطق المحيطة بها. ولا شك أن تطوير واستثمار المزيد من موارد الغاز الطبيعي المتوافرة في المنطقة يحتاج لخبرة فنية واستثمارات كما يحتاج لتضافر الجهود. ولكن النتائج التي يمكن أن تتحقق تستحق هذا العناء وأكثر، إذ أن التوسع في استخدام الغاز الطبيعي سيساعد منطقة الشرق الأوسط على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة كما أنه سيمهد لانتقال سلس إلى عالم تقل فيه نسبة الكربون. *الرئيس التنفيذي لشركة شل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©