كرر منتخب إيطاليا «السقوط» في الدور الأول للمونديال، وودع منافسات «البرازيل 2014» بعد الخسارة أمام منتخب أوروجواي بهدف مساء أمس في ختام مباريات المجموعة الرابعة على ملعب «أرينا داس دوناس» في ناتال.
ودفع الطليان ثمن بطاقة حمراء ظالمة للاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو في الشوط الثاني، فتلقوا هدفا قاتلا من المدافع دييجو جودين في الدقيقة 81 أوصل حاملة لقب 1930 و1950 إلى الدور الثاني.
ورفع منتخب أوروجواي رصيده إلى 6 نقاط من مباراتين، ليحتل وصافة المجموعة الرابعة بفارق نقطة عن كوستاريكا التي تعادلت مع إنجلترا سلبا، وستواجه أوروجواي بطل المجموعة الثالثة. ولم يكن أحد يتوقع المسار الذي سلكته هذه المجموعة، التي أطلق عليها لقب «مجموعة الموت»، بسبب ضمها ثلاثة أبطال عالم سابقين، وذلك بعد ضمان كوستاريكا تأهلها حتى قبل خوضها الجولة الثالثة الاخيرة اليوم مع إنجلترا.
وكان منتخب إيطاليا بحاجة إلى التعادل لكي يتجنب تكرار خيبة مونديال جنوب إفريقيا 2010، حين ودع الدور الأول دون أي انتصار، وتنازل بالتالي عن اللقب الذي توجت به في ألمانيا 2006، ونجح منتخب أوروجواي في التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي ومواصلة مشواره نحو تكرار انجاز 1950 حين توج بلقبه الثاني والأخير على الأرض البرازيلية بالذات، وعلى حساب صاحب الضيافة في مباراة «ماراكانازو» الشهيرة، حيث ضرب العملاق البرازيلي 2-1 في عقر داره ملعب «ماراكانا» الذي سيستضيف المباراة النهائية الحالية بشكله الجديد.
وافتقد منتخب إيطاليا إلى لاعب وسطه دانييلي دي روسي، الذي تعرض لإصابة في ساقه اليمنى خلال لقاء الخميس الماضي أمام كوستاريكا.
وشكل غياب دي روسي ضربة للمنتخب الإيطالي، خصوصا أنه يعتبر ركيزة أساسية في تشكيلة تشيزاري برانديلي، فحل بدلا منه ماركو فاريتي لاعب باريس سان جرمان الفرنسي الذي قدم أداء جيدا في لقاء إنجلترا.
ومنح برانديلي المهاجم المتألق محليا تشيري أيموبيلي فرصته الأولى بعد أن اجرى عدة اختيارات غير ناجحة في مواجهة كوستاريكا، ليلعب إلى جانب ماريو بالوتيلي لأول مرة في مباراة ضمن مسابقة رسمية، معتمدا خطة 3-5-2 التي تسمح للازوري بتغطية منطقة الوسط ومنحه خيارات هجومية.
وكان لافتا اعتماد مدرب فيورنتينا السابق على ثلاثي دفاع يوفنتوس بطل الدوري في السنوات الثلاث الماضية فزج بجورجيو كييليني، أندريا بارزاجلي وليوناردو بونوتشي.
أما أوسكار تاباريز، الذي نجح في جنوب إفريقيا في قيادة «لا سيليستي» إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1970 وحل رابعا، والذي يعرف الكرة الايطالية كما حال عدد كبير من لاعبيه، إذ درب ميلان (1996) لفترة وجيزة وكالياري في مناسبتين (1995-1996 و1998-1999)، وذلك في عز أسلوب «كاتيناتشو»، فلم يغير تشكيلته الفائزة على إنجلترا الأسبوع الماضي، معتمدا على الثنائي الهجومي لويس سواريز صاحب خمسة اهداف في مشاركاته المونديالية وادينسون كافاني.
ومن ضربة حرة لقائد وسطها أندريا بيرلو سددها بعيدة وأبعدها الحارس فرناندو موسليرا الى ركنية، حصلت ايطاليا على أول فرصة في اللقاء (12)، ونال بالوتيلي المشاغب بطاقة صفراء عندما اشتبك في الهواء مع ألفارو بيريرا، وهي الثانية له في الدور الأول.
وأهدر ايموبيلي هداف الدوري الإيطالي مع تورينو (22هدفا)، عندما سدد كرة عالية جدا من داخل المنطقة (29).
ومن كرة مشتركة بين كريستيان رودريجيز ونيكولاس لوديرو وصلت إلى سواريز فسددها في جسم بوفون، ثم تابعها لوديرو مهدرا فرصة الهدف الاول في اللقاء (33)، وانتهى الشوط الأول بتعادل سلبي من دون نكهة، حيث لم يشهد أي فرصة خطيرة على المرميين ليتأجل الحسم الى الشوط الثاني.
وأجرى برانديلي تغييرا سريعا في الاستراحة مستبعدا بالوتيلي غير الموفق ومتجنبا بطاقة صفراء ثانية لمهاجم ميلان، فدفع بلاعب وسط بارما ماركو بارولو، فيما زج تاباريز بماكسي بيريرا بدلا من لوديرو.
وانتظر منتخب أوروجواي حتى الدقيقة 58 ليحصل على أخطر فرصة في المباراة بعد كرة متبادلة بين كريستيان رودريجيز لاعب وسط أتلتيكو مدريد الإسباني وسواريز، فتدخل اللاعب بين الدفاع الأزرق وأهدرها برعونة منفردا أمام الحارس المخضرم جانلويجي بوفون. ونتيجة للعب المتوتر المستمر منذ الشوط الأول، وجه لاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو ركلة غير عنيفة على الإطلاق على قدم إيخيديو أريفالو ريوس، لكن قرار الحكم المكسيكي ماركو رودريجيز كان بالغ القساوة في حقه فرفع بوجهه البطاقة الحمراء لتكمل ايطاليا نصف الساعة الاخيرة بعشرة لاعبين (59، وهذا الطرد الثامن لأحد لاعبي إيطاليا في المونديال.
بعد منعطف الطرد، دفع تاباريز (67 عاما)، الذي يخوض غمار النهائيات للمرة الثالثة مع بلاده بكريستيان ستواني مهاجم إسبانيول الإسباني بدلا من لاعب الوسط الفارو بيريرا (63).
وأثبت القائد بوفون، الذي غاب عن مباراة إنجلترا الأولى لإصابته، علو كعبه عندما صد فرصة خطيرة لسواريز، الذي سدد أرضية أنقذها حارس يوفنتوس ببراعة (66).
وبعد إصابة فيراتي أحد أبرز لاعبي إيطاليا في اللقاء ودخول زميله في سان جرمان تياغو موتا، بدأت لعبة شد الاعصاب بالاقتراب من ثلث الساعة الأخير، لكن سواريز كان له رأي آخر عندما استعاد نطحاته وعضاته الشهيرة فقضم كتف كييليني قبل أن يضربه الأخير داخل المنطقة الإيطالية من دون أن يضبط الحكم المكسيكي المنشغل برفع البطاقات الحادثة (80).
بعدها بلحظات كرر قلب الدفاع دييجو جودين ما صنعه ببرشلونة الإسباني، عندما سجل هدفا قاتلا منح فريقه أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني، فارتقى بين أربعة من زملائه إلى ركنية لترتطم الكرة بظهره وتخترق مرمى بوفون (81)، وهذا أول هدف تسجله أوروجواي في مرمى إيطاليا في المونديال.
وكاد بيرلو يدرك التعادل من ضربة حرة أنقذها موسليرا إلى ركنية (85)، وبحث الطليان المرهقون عن هدف ينقذهم من التوديع من دون نجاحهم بالوصول إلى مرمى موسليرا.(ناتال أ ف ب)
الدور: الأول
المجموعة: الرابعة
الملعب: «استاديو داس دوناس» في ناتال
الجمهور: 39706 متفرجين
الحكم: المكسيكي ماركو رودريجيز
الهدف: الاوروغواي: دييجو جودين (81)
الإنذارات: إيطاليا: ماريو بالوتيلي (22)، ماتيا دي شيليو (77)
أوروجواي: إيخيديو أريفالو ريوس (46)، فرناندو موسليرا (90+1)
الطرد: إيطاليا: كلاوديو ماركيزيو (59)
التشكيلتان:
إيطاليا: جانلويجي بوفون - ماتيا دي شيليو، ليوناردو بونوتشي، اندريا بارزاغلي، جورجيو كييليني، ماتيو دارميان - ماركو فيراتي (تياغو موتا 75)، أندريا بيرلو، كلاوديو ماركيزيو - ماريو بالوتيلي (ماركو بارولو 46)، تشيرو ايموبيلي (انطونيو كاسانو 71)
المدرب: تشيزاري برانديلي
أوروجواي: موسليرا - بيريرا (كريستيان ستواني 63)، مارتن كاسيريس، دييجو جودين، خيمينيز - ايخيديو اريفالو ريوس، الفارو جونزاليس، نيكولاس لوديرو (ماكسيميليانو بيريرا 46)، كريستيان رودريغيز (غاستون راميريز 78) - ادينسون كافاني، لويس سواريز
المدرب: اوسكار واشنطن تاباريز.
عضة سواريز
النجم الأوروجواياني لويس سوايرز عاد لإثارة الجدل مرة أخرى، بعدما ظهر مهاجم ليفربول الإنجليزي، وهو يعض المدافع الإيطالي جيورجيو كيلليني خلال مباراة المنتخبين أمس، وظهر مهاجم أوروجواي، وهو يقوم بعض كيلليني في كتفه داخل منطقة الجزاء قبل أن يسجل دييجو جودين هدف الفوز القاتل لأوروجواي، ليتأهل المنتخب اللاتيني إلى دور الستة عشر، وقام كيلليني بنزع قميصه لإظهار آثار «عضة» سواريز له، إلى حكم المباراة. وصرح المدافع الإيطالي لمحطة «راي» التليفزيونية عقب المباراة «من السخيف ألا يقوم حكم المباراة بطرد سواريز»، وأضاف «من الواضح جداً أن سواريز لم يظهر على الإطلاق؛ لأنه يدرك جيداً أنه فعل شيئاً لا ينبغي أن يقوم به». (ناتال د ب أ)
برانديللي يستقيل من تدريب «الأزوري»
أعلن تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي استقالته من منصبه، وذلك عقب الخروج من منافسات بطولة كأس العالم، بعد الخسارة أمام منتخب أوروجواي بهدف في ختام مباريات المجموعة الرابعة، ليودع «الأزوري» البطولة رفقة المنتخب الإنجليزي.
وأعلن برانديللي عقب انتهاء المباراة مباشرة أنه قرر الرحيل؛ لأنه اختار فكراً تدريبياً مختلفاً، وهو الذي ثبت بالتجربة عدم نجاحه في تحقيق أهدافه وأهداف فريقه خلال البطولة، وتسبب في الخروج من الدور الأول.
كان برانديللي قد تولى المهمة خلفاً للمدرب السابق مارشيلو ليبي عام 2010، ونجح في تحقيق نتائج إيجابية في بطولة الأمم الأوروبية 2012، بالوصول إلى المباراة النهائية، لكن نتائج الفريق في مونديال البرازيل، والخروج المبكر تسببا في التعجيل بالاستقالة. (ناتال - الاتحاد)
عدد اليوم
