الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

محمد خميس حامل مفاتيح خزائن الذهب

محمد خميس حامل مفاتيح خزائن الذهب
22 ابريل 2006
صدقي عبدالعزيز:
عندما يتردد اسم الرباع محمد خميس يلمع في الذاكرة بريق الذهب·· فهو حامل مفتاح خزائن الانجازات الذهبية في الشارع الرياضي بالامارات·· استطاع ان يطرق ابواب العالمية، وان يقف فوق أعلى منصات التتويج في الدورات الأولمبية وبطولات العالم رافعا علم الامارات ومنتزعا أهم الانجازات، ولم تمنعه الإعاقة من التحدي وبلوغ القمة في أعلى مراتبها·
وبين التجاهل الذي تعانيه رفع الأثقال، وقلة الدعم والاهتمام كانت رحلة التحدي التي قطعها محمد خميس بأفراحها وأوجاعها ولحظاتها المثيرة·· التقيناه على مدار يوم كامل، وفتحنا معه حقائب الذكريات وخرجنا بالكثير من الرؤى حول خميس الانسان الذي يحب أسرته الصغيرة ويقضي أجمل ساعات يومه بين ابنته الصغيرة شوق (عامان) وابنه راشد (5 أشهر)·· وخميس البطل الأولمبي الذي يعاني اهمال رياضات المعاقين وطغيان ما أسماه 'بغول كرة القدم' الذي يلتهم الاهتمام والدعم على حساب الألعاب الاخرى وهو رغم ذلك يحب الكرة ويشجعها ويعشق نادي الوصل·
بدأ الحوار وكان أول ما تحدث عنه محمد خميس رياضة المعاقين التي قال انه ليس لها موقع على الخريطة الرياضية وهي في حاجة الى مزيد من اهتمام القائمين على الحركة الرياضية بالدولة سواء باللجنة الأولمبية الوطنية أو الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أو اتحاد اللعبة ذاته·· فالاهتمام مفقود والمتابعة غائبة·
واوضح بأن ما تحقق هو بفضل دعم وكرم أصحاب السمو الشيوخ ورعايتهم لنا·· وعاتب قائلا: انه لم يحصل على الدعم الإعلامي الذي يتناسب مع ما حققه من انجازات وهو الشيء المؤثر سلبا في مسيرته اضافة الى تقصير اتحاد اللعبة وتساءل عن سر عدم الاهتمام الإعلامي وغياب المتابعة لرياضة المعاقين بكافة الألعاب وسبل اعدادهم وتدريباتهم·
وحول الدعم المادي الذي حصل عليه أوضح بأن ما ناله هو هبات وكرم من اصحاب الأيادي البيضاء من الشيوخ وليس من خلال اتحاد اللعبة أو الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة وكذلك اللجنة الأولمبية الوطنية التي لا تعترف للأسف برياضة المعاقين ولا ادري لماذا؟ وكشف عن ان اللجان الأولمبية في الخارج تحتضن رياضة الأسوياء والمعاقين معا تحت مظلتها وليس كما هو الحال لدينا·
كرة القدم الغول
وقال ان كرة القدم تنال احيانا اكثر مما تستحقه بل هي 'غول الألعاب' الذي يلتهم نصيبه ونصيب الألعاب الاخرى سواء كانت العابا جماعية كاليد والسلة والطائرة او الألعاب الفردية·· وللأسف الشديد فإن الإعلام الرياضي لدينا ليس لديه التوازن بين لعبة كرة القدم وبين باقي الألعاب الأخرى وذلك مقارنة بالدول الأخرى سواء في المنطقة أو الدول الأوروبية·· وضرب مثالاً برياضة ألعاب القوى فهي أم الألعاب والتي تعد أكثر الرياضات تضررا لدينا من انحياز الإعلام لكرة القدم·· فالشباب ينصرف عن ممارسة أم الألعاب للتجاهل الإعلامي وقلة الدعم على العكس من واقعها في الدول الأوروبية والمتحضرة·· الى جانب تدريباتها الشاقة لتحقيق أرقام تنافسية، ولهذا فرياضة الإمارات هي الخاسرة·
وأوضح محمد خميس ان المعاق عندما يحرز ميدالية ويرفع علم بلاده لا يجد نفس الاهتمام الذي يناله لاعب الكرة عند احرازه لهدف حيث يتحول لبطل قومي من خلال وسائل الإعلام والسبب في ذلك لعدم ادراك الناس عامة للفهم الصحيح للرياضة وحجم كل انجاز·· فالناس فكرتها عن بطولات المعاقين بأنها رحلات ترفيهية وسياحية والكل سيحصد ميداليات خلالها·· وليس للمشاركة في بطولات تنافسية وصراع من أجل الفوز واعتلاء المنصة· وتساءل بمرارة بطلنا الأولمبي الذهبي محمد خميس اين دور اللجنة الأولمبية الوطنية من رياضة المعاقين وقال بأنها لا تعترف برياضة المعاقين على العكس كما اوضحت سلفا بأن العالم أجمع لديه الأولمبياد وشبه الأولمبياد تحت مظلة واحدة·· ونحن لها·
تمنيت الكرة
وقال بأنه تمنى ان يكون لاعب كرة قدم في يوم من الأيام وذلك لأن كرة القدم فيها الاحتراف والشهرة والمال فاللاعب المحلي يحصد المكافآت والامتيازات لمجرد انه لاعب كرة قدم والكل يعرفه والأبواب مفتوحة امامه في كافة الأماكن وفي كل شيء·· ولكن ماذا عني أنا؟ وأتمنى أن يصل لاعبو كرة القدم لدينا الى المستوى الذي وصلت انا اليه في المشاركات الخارجية وان يحققوا ما حققته من انجازات ونتائج·
واضاف بأنه مشجع للفريق الوصلاوي لكرة القدم محليا ولفريق البرشا الاسباني 'برشلونة' على المستوى العالمي ومحب رغم ذلك لكرة القدم·
الفوز أبكاني
وعن المحطات المؤثرة في حياته عاد بالذاكرة الى اليوم الذي بكى فيه عندما حقق بطولة أوروبا المفتوحة عام 2003 ونال الذهبية خلالها وذلك لأسباب عديدة أهمها شراسة وقوة المنافسة والصراع خلال تلك البطولة والتي ضمت ابطالا عالميين في اللعبة من اوروبا ولكن بفضل روح الاصرار والعزيمة وتشجيع البعثة نجح في قهر المستحيل والفوز باللقب·· والأهم والحمد لله كان التكريم الكبير والرائع الذي وجده عقب العودة خلال استقبال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة والذي قدره وكرمه بصورة لا ينساها وكان لذلك وقع قوي عليه معنويا وماديا ساعده على الاستمرار·
ويضيف عن اللحظات التي لا يمكن ان تنسى ذلك اللقاء الذي جمع البعثة قبل السفر للأولمبياد في اثينا مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي كان دافعا وتحفيزا للسعي نحو الانتصارات·· فالروح والحماس اللذان سادا بيننا كانا كفيلين بتحقيق أربع ميداليات وهو انجاز يتحقق للمرة الأولى للإمارات·
كذلك لا يفوتني ان اتوجه بالشكر والاشادة بدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي لنا للمشاركة في الأولمبياد بأثينا وتحمله نفقات المشاركة خلالها·· وأنا اقولها بصراحة بأن استمرارنا في اللعبة والسعي لتحقيق الانجازات ورفع اسم وعلم الدولة يعود الفضل فيه لدعم شيوخنا ورعايتهم الكريمة لنا·
اين الموازنة
وتساءل ماذا يفعل اتحاد اللعبة والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لإعداد منتخبنا الوطني للمشاركة في بطولة العالم للمعاقين المقرر اقامتها خلال شهر مايو المقبل اي بعد شهرين في بوسان بكوريا·· خاصة انه لا توجد حتى الآن أي موازنة أو ميزانية للبطولة·· وللعلم انا استعد حاليا من خلال دعم وكرم ديوان حكومة دبي الذي يتحمل نفقات الإعداد والمشاركة وكشف النقاب عن تحمل سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لاستضافة بطولة الخليج للمعاقين في العاب القوى في دبي بنادي ضباط الشرطة·· ولكن أود ان أعرف اين دور الاتحاد والهيئة·
بدايتي واللعبة
وقال ان قصته مع الرياضة بدأت فعليا بممارستها عام 91 كهواية الى جانب لعب كرة الطاولة واضاف: انني مارست العديد من الرياضات ولكن المدرب تيتو قاسم صاحب الفضل في ممارستي لرفع الأثقال والتحول لرباع حيث وجهني اليها وشجعني وبالتدريبات المتواصلة والإعداد الجيد وصلت الى المستوى الذي يدفعني للمنافسة وبفضله تحولت الى الاحتراف عام 2000 عقب عودتي من المشاركة في أولمبياد سيدني باستراليا والتي حققت خلالها المركز الرابع·· وأصبحت الرياضة هي مسار حياتي كلها وأملي ان أحقق في بكين اللقب الأولمبي·
وأول ميدالية حققتها كانت ذهبية بطولة أوروبا المفتوحة عام 99 في نيوزيلندا والتي تعد أول مشاركة خارجية والفضل في هذا الفوز يعود الى نادي دبي للرياضات الخاصة وبعدها استمرت رحلة حصد للميداليات والانجازات حتى البطولة الخليجية الاخيرة بالسعودية ،2005 وكان المشجع الدائم لي ويقف خلفي مدربي تيتو قاسم·
وأكد بأن أصعب انجاز حققه خلال مسيرته الرياضية كان في أولمبياد أثينا 2004 حيث كان مرتبكا بشدة ولديه خوف غير معتاد على الرغم من المشاركات السابقة لديه والخبرة بالبطولات والمنافسات ولكنه لا يدري سبب هذا الخوف الذي اصابه وكم كانت فرحته لا توصف عندما حقق اللقب والفوز خلال تلك البطولة·
وأوضح ان الدعم والاهتمام في الامارات برياضة المعاقين يتساوى مع الدعم الذي يجده المعاق في الدول الأوروبية ولكنه لا يتساوى مع ما تجده رياضة المعاقين في دولة قطر فهي الافضل في دعمها ورعايتها لرياضة المعاقين وذلك من خلال سياستها الرياضية بجعل جميع الرياضات على قدم المساواة ودون تفرقة و الحمد لله ان حجم الدعم الذي أجده في الدولة يجيء من قبل اصحاب السمو الشيوخ وليس من اتحاد اللعبة أو الهيئة أو اللجنة الأولمبية الوطنية·
اين التفرغ والتشجيع
وحول ما ينقصه لتحقيق المزيد من الانجازات ومواصلة حصد الميداليات والألقاب قال انه يحتاج لفترات اعداد اطول ولمعسكرات تدريبية متواصلة سواء داخلية أو خارجية لتطوير مستواه والارتقاء به·· وان يحصل على تفرغ من عمله للاعداد·· حيث ان بطلنا الأولمبي يحصل على تفرغه من العمل للتدريبات بصعوبة ومن خلال جهود شخصية·· وهو ما لا يوجد فيه وجه مقارنة بين ما يجده هنا وبين باقي الدول الأخرى سواء خليجية أو عربية أو أوروبية في تفرغ لاعبيها واعدادهم قبل البطولات بفترات طويلة تتناسب مع حجم البطولة وأهميتها·
واضاف بأنه حاليا يخضع لبرنامج تدريبي في نطاق الاستعداد لبطولة العالم في بوسان اعتمادا على نفسه ودعم ناديه 'نادي دبي للرياضات الخاصة' ويتدرب يوميا ما بين 2-3 ساعات في صالة النادي·
وعن المشاكل التي يواجهها في الملاعب الرياضية أوضح بأنها تكون مع الحكام فقط وليست هناك اية مشكلات اخرى والسبب في المشاكل مع الحكام يعود لعدم خبرة الحكام خاصة الحكام الجدد في البطولات والذين بقرار خاطئ منهم يدمرون ويضيعون جهود عام كامل من الإعداد للاعب·· كذلك مشكلة انتماءات الحكام لبلادهم وحول مشاكله خارج الملاعب الرياضية أكد بأنه لا توجد مشاكل او صعوبات تواجهه·
لقاؤه مع محمد بن راشد
وقال بأن لقاءه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عقب عودته من أولمبياد أثينا كان له الأثر الكبير في نفسه والذي تعرف على حجم المعاناة خلال البطولة وقدر مجهوداتنا وتعبنا خلال تلك المشاركة وأمر بزيادة المكافآت المرصودة لنا وكانت مكرمة سخية من سموه·· ودعانا للتدريب المتواصل لتطوير الأداء والارتقاء بالمستوى الفني الى الأفضل وعدم ثبات المستوى خاصة ان الرياضة لغة أرقام وأزمنة لهذا فالإعداد المتواصل هو السبيل لبلوغ منصة التتويج والنظرة المستقبلية وليس الوقتية·
وحول استعداده لمشاركاته المقبلة أوضح بأنه يتدرب لبطولة العالم في بوسان المقرر لها شهر مايو المقبل وعقب ختامها سيبدأ مشواره في الاعداد لأولمبياد بكين 2008 وللأسف فإن اولمبياد آسيا بالدوحة 2006 لا توجد فيه منافسات للمعاقين لماذا·· لا أعلم؟
وعن اعداده لأولمبياد بكين 2008 أوضح بأن لديه خطة طموحة للمحافظة على اللقب وسيبدأ مشوار الإعداد عقب عودته من بطولة العالم في بوسان بكوريا وسوف يتوقف الإعداد على تفرغه من العمل وقناعة المسؤولين بأهمية الحدث متوقعا ان يكون التفرغ قبل الأولمبياد بأربعة أشهر وبالطبع هي فترة قصيرة وليست كافية للإعداد للأولمبياد ولكن ليس باليد حيلة·
الحلم والأمنية
وبنبرة يملؤها الفرح قال: الحمد لله فإن جميع أحلامي قد تحققت وترجمت على أرض الواقع الفعلي فعندي اسرتي وعملي وحياتي المهنية والخاصة وكل ما حلمت به والفضل لله سبحانه وتعالى ودعم وكرم اصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء من اصحاب السمو الشيوخ بدولتنا·
والأمنية التي أتمناها هي ان اقابل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله' عقب حصولي ان شاء الله على لقب وذهبية بطولة العالم للمعاقين المقبلة في بوسان بكوريا وهو الإنجاز الذي سوف أبذل قصارى جهدي لتحقيقه ونيل شرف هذا اللقاء مع سموه، وأن تجد رياضة المعاقين الاهتمام من المسؤولين عن الحركة الرياضية في الدول
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©