كوبا أميركا.. تحــدي الأثرياء في أرض الفقراء !

محمد حامد (دبي) رأس مالها المواهب الكروية، واقتصادها تصدير الواعدين، كرة القدم الهواء الذي تتنفسه، والانتقال إلى أكبر الأندية الأوروبية حلم أطفالها، والتمرد على حياة الفقر من بوابة الساحرة هو حلم الملايين من عائلاتها، هي مزرعة أوروبا، وأرضها المستأجرة، شوارعها هي الأكاديمية الكروية التي تضمن للقارة العجوز بريق وسحر بطولاتها، إنها أميركا الجنوبية، أرض السحر الكروي. الأمر لا يحتاج إلى المزيد من التأكيدات، فنظرة واحدة على أكثر نجوم الساحرة موهبة في دوريات أوروبا والعالم يقول إن الكرة العالمية تعتمد على أبناء أميركا اللاتينية، ومن ثم لا عجب أن يكون ابنها ليونيل ميسي اللاعب الأفضل والأغلى في العالم، وهو على الأرجح لن يترك عرش النجومية إلا لأحد أبناء قارته، إنه نيمار القادم بسرعة الصاروخ إلى صدارة المشهد الكروي العالمي. حينما تتجه أنظار العالم صوب تشيلي لمتابعة انطلاقة بطولة كوبا أميركا 2015، فإن الأمر لا يتعلق بسحر كرة القدم وفنونها فحسب، بل للأمر بعد آخر يتعلق بالقيمة المالية والسوقية «مليار و800 مليون يورو قيمة 276 لاعباً» لمنتخبات ونجوم البطولة القارية التي تعد ثالث أقوى وأهم البطولات، حيث يتربع كأس العالم على القمة منفرداً، يليه بطولة أمم أوروبا، ثم تأتي كوبا أميركا ثالثة، وهي الثانية في قائمة البطولات القارية بعد البطولة الأوروبية. ميسي، تيفيز، أجويرو، نيمار، رودريجيز، كافاني، وغيرهم من النجوم نجحوا في السيطرة على قوائم أفضل الهدافين، وأكثر النجوم تأثيراً في أداء ونتائج أنديتهم، ما من بطل لأحد الدوريات الأوروبية الكبرى، إلا وقوائمه متخمة بنجوم القارة اللاتينية، ويكفي أن ميسي ونيمار جلبا الثلاثية التاريخية للبارسا، كما أن سيرخيو أجويرو تصدر قائمة الهدافين في الدوري الإنجليزي، وكافاني يتربع على قمة الهدافين في دوري فرنسا، وتيفيز ثالثاً على لائحة النجوم الأكثر زيارة للشباك في دوري إيطاليا. دائماً ما تكون القيمة المالية للاعبين وللأندية والمنتخبات متوافقة مع المستويات الكروية، حيث يتصدر منتخب التانجو الأرجنتيني والسامبا البرازيلي قائمة المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، وفي الوقت ذاته هما الأعلى من ناحية القيمة المالية، والتي تقترب من مليار يورو، حيث تصل قيمة نجوم التانجو إلى 496 مليوناً، فيما تلامس القيمة المالية والسوقية لمنتخب السامبا الـ 450 مليون يورو. في المقابل لا يمكن القول إن منتخبات مثل جامايكا وبوليفيا من بين المرشحين للمنافسة على اللقب، فهما الأكثر تواضعاً من الناحية الكروية «نظرياً على الأقل»، كما أنهما في الوقت ذاته الأقل مالياً وسوقياً، حيث تبلغ قيمة منتخب بوليفيا 7 ملايين يورو، أي أن ميسي يساوي 17 ضعفاً لمنتخب بوليفيا، كما أن منتخب جامايكا لم يتجاوز حاجز الـ 14 مليوناً، الأمر الذي يعني أنه اللاعب الأفضل كروياً هو الأعلى مالياً، وهو أمر منطقي في عالم الساحرة. وتضم قائمة المنتخب الأرجنتيني 23 لاعباً، ويبلغ متوسط القيمة المالية لكل لاعب 21.5 مليون يوور، كما أن ليونيل ميسي نجم البارسا هو اللاعب الوحيد في البطولة الذي تتجاوز قيمته المالية حاجز الـ 100 مليون، وعلى وجه الدقة 120 مليوناً، يأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت تقارير عن أن قيمة الشرط الجزائي في عقده تبلغ ربع مليار يورو، بما يعني أن النادي الذي يرغب في الحصول على خدماته عليه الموافقة أولاً على دفع هذا المبلغ، كما يعني هذا الشرط أن ميسي يمكنه أن يتخذ قرار الرحيل في حال عثر على النادي الذي يدفع 250 مليون يورو. وبعيداً عن ميسي فهناك أنخيل دي ماريا الذي لم يقدم أفضل مواسمه مع المان يونايتد، ولكنه على الرغم من ذلك يأتي ثانياً في قائمة التانجو، وثالثاً بين النجوم الأغلى في البطولة، فلايزال دي ماريا يحتفظ بمكانته القوية في بورصة الانتقالات، حيث يتوجب على النادي الذي يرغب في الحصول على خدماته دفع ما لا يقل عن 60 إلى 70 مليوناً لضمان انضمامه إلى صفوفه. أما سيرخيو أجويرو هداف الدوري الإنجليزي فهو اللاعب الأكثر تأثيراً في بطولات وانتصارات مان سيتي في السنوات الأخيرة، مما جعل قيمته السوقية تصل إلى 50 مليوناً، وتضم قائمة نجوم التانجو عددا آخر من اللاعبين الذين يتجاوزون حاجز الـ 20 مليوناً، ويصل بعضم إلى 40 مليوناً مثل جونزالو هيجواين، وكارلوس تيفيز «23 مليوناً»، وإيريك لاميلا «22 مليوناً»، وخافير باستوري «20 مليوناً»، وجاراي «20 مليونا»، وأوتماندي وزالباليتا، وهما يقتربان من حاجز الـ 20 مليوناً. ولا تضم قائمة نجوم المنتخب الأرجنتيني أي لاعب تقل قيمته المالية عن مليون يورو، فاللاعب الأقل هو ميلتون كاسكو المدافع الأيسر لفريق نيولز أولد بويز، والحارس الثالث جوزمان «مليونا يورو» وفرناندو جاجو لاعب بوكا جونيورز «3 ملايين و400 مليون يوور». أثرياء السامبا.. يتقدمهم نيمار وثنائي باريس دبي (الاتحاد) على الرغم من تراجعها «النسبي» في تصدير المواهب، وتلقيها صدمة كروية هي الأشد قسوة في تاريخها بهزيمتها على أرضها وبين جماهيرها بسباعية «العار» في مونديال 2014، فإن البرازيل ما زالت حاضرة في صدارة المشهد اللاتيني كروياً ومالياً، ويلعب الموهوب نيمار دور الملهم في عودة بريق السامبا، فقد أصبح السير على خطاه حلماً لملايين الأطفال في البرازيل. القيمة المالية لنجوم منتخب السامبا تصل إلى 450 مليون يورو، وينفرد نيمار بالصدرة بـ80 مليوناً، ومن المرجح أن ترتفع قيمته، وتتجاوز حاجز الـ100 مليون في غضون عام أو عامين على الأكثر، فهو المرشح الأبرز لوراثة عرش الكرة العالمية بالحصول على الكرة الذهبية بعد أن يتراجع ميسي ورونالدو في الأعوام القليلة المقبلة. الثنائي الباريسي تياجو سيلفا، وديفيد لويز، ونجم تشيلسي ويليان كان لهم دور كبير في احتلال المنتخب البرازيلي المرتبة الثانية بعد نظيره الأرجنتيني في قائمة أعلى منتخبات كوبا أميركا قيمة مالية وسوقية، حيث مجموع الثلاثي معاً إلى 95 مليوناً، ويبلغ متوسط قيمة كل لاعب في القائمة البرازيلية 18 مليوناً. ومثلما لا يوجد لاعب واحد في قائمة «التانجو» أقل من مليون يورو، فإن منتخب السامبا أيضاً لا يوجد في قائمته لاعب واحد لا يحمل صفة «المليونير» واللاعب الأقل هو جيفرسون المدافع الأيسر لفريق إنترناسيونال بمليون يورو، واللافت في الأمر أن عدداً كبيراً من نجوم المنتخب البرازيلي يتجاوزون حاجز الـ20 مليوناً، ومن بينهم دوجلاس كوستا لاعب شاختار الأوكراني، وكوتينيو نجم ليفربول، وروبرتو فيرمينو لاعب هوفنهايم، وفرناندينيو نجم وسط مان سيتي، ودانيلو لاعب بورتو المنتقل إلى صفوف الريال، وماركينيو لاعب البي إس جي، وميراندا مدافع أتلتيكو مدريد. الكولومبي.. الثالث مع رودريجيز وفالكاو دبي (الاتحاد) في حال كانت القيمة المالية هي «الوجه العادل» للقيمة الكروية، فإن منتخب كولومبيا سوف يكون المنافس الأبرز لمنتخبات الأرجنتين، والبرازيل وتشيلي وأوروجواي على عرش كوبا أميركا 2015، ويحل المنتخب الكولومبي ثالثاً من حيث القيمة المالية لنجومه بـ261 مليون يورو، ويعود الفضل للثنائي الأشهر خاميس رودريجيز، وراداميل فالكاو في رفع الأسهم المالية للمنتخب الكولومبي. رودريجيز نجم الريال الذي عثر على مكان في قائمة نجوم الملكي يحتل المركز الرابع من بين نجوم البطولة الأعلى قيمة مالية بـ 60 مليوناً، كما أن فالكاو يساوي في سوق الاحتراف في الوقت الراهن 45 مليوناً، على الرغم من أنه لم يتمكن من غزو قلوب عشاق الشياطين الحمر، حيث لم يظهر مع اليونايتد بالمستوى المتوقع، ويحل جاكسون مارتينيز في المرتبة الثالثة من بين نجوم المنتخب الكولومبي بـ32 مليون يورو. ريبيرو الأهلي.. 17 مليون يورو دبي (الاتحاد) في الوقت الذي تتجه أنظار جماهير الكرة الإماراتية إلى تشيلي لمتابعة منافسات بطولة كوبا أميركا التي تشهد منافسة مثيرة بين أفضل النجوم والمنتخبات، فإن وجود إيفرتون ريبيرو نجم الأهلي و«الممثل الوحيد لدورينا» في البطولة يعد سبباً إضافياً للحرص على متابعة مبارياتها، خاصة أنه لم يقدم أفضل ما لديه في صفوف الفرسان في موسمه الأول مع الفريق، إلا أن تألق في نهاية الموسم، وانضمامه لصفوف المنتخب البرازيلي الذي يملك قاعدة الاختيار الأكبر والأقوى في عالم الساحرة يؤكد أنه سيعود إلى صفوف الأهلي أكثر توهجاً وبريقاً. ويتمتع ريبيرو بقدرات خاصة على مستوى المراوغة والتمرير وفقاً لرؤية كارلوس دونجا المدير الفني لمنتخب السامبا، والذي يرى فيه أحد الحلول لتعويض غياب نجم تشيلسي أوسكار، وبعيداً عن القيمة الفنية لنجم الأهلي، ومواجهته اختباراً صعباً مع منتخب بلاده، حيث يدخل في منافسة حامية مع دوجلاس كوستا وكوتينيو، فإن القيمة المالية لريبيرو تصل إلى 17 مليون يورو، مما يؤكد أنه أحد نجوم الشباك في بطولة المليونيرات. مورينو.. نصف فقراء بوليفيا! دبي (الاتحاد) حل منتخب بوليفيا في قائمة المنتخبات اللاتينية من حيث القيمة المالية والسوقية للاعبين، حيث لم يتجاوز 7 ملايين يورو، واللافت أن نجم الفريق مارسيلو مورينيو المحترف في الدوري الصيني يستأثر بـ 3.5 مليون يورو من بين القيمة الكلية للفريق البالغة 7 ملايين، كما أن متوسط كل لاعب لا يتجاوز 300 ألف يورو، مقارنة مع نجوم منتخب الأرجنتين مثلاً، الذي يبلغ متوسط قيمة نجومه 21 مليوناً. سانشيز وفيدال يرفعان أسهم «لاروخا» دبي (الاتحاد) بعد موسم رائع لثنائي منتخب تشيلي أليكسيس سانشيز مع أرسنال، وأرتورو فيدال المتأهل لنهائي دوري الأبطال مع اليوفي، تعول جماهير منتخب «لاروخا» عليهما في تحقيق حلم الفوز بالبطولة التي تقام في تشيلي، وهما يملكان ما يكفي من الخبرة لمواجهة عمالقة الكرة اللاتينية، فقد اعتادا على مجاراتهم في ملاعب القارة العجوز. سانشيز وفيدال هما الأعلى قيمة في صفوف منتخب «لاروخا» التشيلي، فالأول تبلغ قيمته المالية في بورصة الاحتراف إلى 45 مليوناً، فقد برهن على أنه مهاجم من العيار الثقيل، وأعاد اكتشاف نفسه في صفوف المدفعجية، بعد تجربة غاب عنها البريق في صفوف برشلونة، وهي تجربة لا يمكن وصفها بغير الناجحة. أما فيدال فقد حظي بشرف أن يكون أول لاعب في تاريخ تشيلي يخوض نهائي دوري الأبطال، صحيح أنه لم يعانق المجد القاري، وتحطم حلمه أمام البارسا في نهائي دوري الأبطال، ولكنه يظل أحد أفضل نجوم وسط الميدان في العالم في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي يتأكد بالنظر إلى قيمته السوقية والتي تصل إلى 42 مليون يورو. «الماتادور» يزاحم الأباطرة دبي (الاتحاد) تتعلق آمال جماهير منتخب أوروجواي على نجم سان جيرمان إدينسون كافاني، فقد اعتزل دييجو فورلان دولياً، ويغيب النجم المشاكس لويس سواريز، بسبب عضه لازالت تطارده حتى الآن، حيث تم إيقافه 9 مباريات دولية منذ نهائيات مونديال البرازيل الصيف الماضي، وهو لم يستنفذ العقوبة بعد. كافاني الذي تألق مع البي إس جي، وجذب أنظار الريال وغيره من الأندية الكبيرة في القارة العجوز، ليس أمل أوروجواي في التحدي القاري فحسب، بل هو المنافس الأول على عرش النجومية الكروية والمالية في البطولة، حيث يقف على قدم المساواة بل يتفوق على بعض نجوم تانجو الأرجنتين، وسامبا البرازيل، وتبلغ القيمة المالية لكافاني 50 مليون يورو، حيث يواصل رحلة التألق في القارة العجوز والتي بدأها مع نابولي ويستكملها في عاصمة النور مع باريس سان جيرمان. فارفان الأعلى في بيرو دبي (الاتحاد) بعد غياب استمر 333 يوماً عن فريق شالكه الألماني، عاد البيروفي جيفرسون فارفان إلى صفوف الأزرق الملكي في مارس الماضي، وعلى الرغم من ابتعاده عن الملاعب لهذه الفترة الطويلة، إلا أن فارفان ما زال في صدارة نجوم منتخب بيرو من ناحية القيمة المالية والسوقية، والتي تبلغ 12 مليون يورو، أي أنه يعادل ربع قيمة منتخب بلاده، حيث لا يتجاوز منتخب بيرو 48 مليوناً. فارفان هو أحد أفضل نجوم البوندسليجا في السنوات الأخيرة، وخاصة على مستوى صناعة الأهداف، كما أنه لاعب هداف، يملك قدرات مهارية وبدنية خاصة، تجعله مرشحاً للتألق مع منتخب بيرو في الاستحقاق القاري الحالي، ولن يدخر فارفان جهداً لإعادة اكتشاف نفسه من جديد عبر بوابة كوبا أميركا، وعلى الرغم من الاهتمام اللافت بالحصول على خدماته من جانب بعض الأندية الكبيرة في أوروبا، إلا أنه أعلن عن رغبته في البقاء في صفوف الأزرق الملكي الألماني.