بلجراد (أ ف ب) - بعد أن كانت منبوذة لسنوات على الساحة الدولية، تبدأ صربيا قريبا خوض عملية التفاوض التاريخية حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على أمل الاستفادة سريعا من هذا التوجه الاستراتيجي للنهوض باقتصادها المتداعي.
وقد حصلت صربيا رسميا على وضع مرشح في مارس 2012 لكن بروكسل أعلنت بدء المفاوضات بعد سنة عندما توصلت صربيا في أبريل 2013 إلى اتفاق اعتبر «تاريخيا» حول تطبيع علاقاتها مع كوسوفو.
وستواجه صربيا تحديات كثيرة حيث يتعين عليها إعادة هيكلة اقتصادها المتداعي وإصلاح قطاعها العام الذي يغص بإعداد كبيرة من الموظفين ويستنفذ مالية الحكومة. وصرحت مايا بوبيتش المحللة في مجموعة دراسة محلية هي الحركة الأوروبية في صربيا لفرانس برس «سندرك أن إدارتنا ليست على استعداد كاف وليس لدينا ما يكفي من الكفاءات المؤسساتية من اجل التوصل إلى المعايير الأوروبية وأننا سنحتاج إلى سنوات والى استثمارات لتحقيق كل ذلك». وقد فشلت صربيا حتى الآن في خفض عدد موظفي قطاعها العام الذي يعمل به اكثر من 700 ألف من أصل 1,7 مليون موظف في هذا البلد الذي يضم 7,1 مليون نسمة، وفي تحقيق انضباط في الشركات العامة التي ترزح تحت المديونية.
وعشية بداية المفاوضات خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف صربيا من «بي بي » إلى «بي بي -» معاقبة بذلك الدولة على ترددها في أجراء إصلاحات هيكلية غير مقبولة شعبيا.
وتأمل صربيا التي تجاوز عجز ميزانيتها للسنة الرابعة على التوالي السبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وديونها 60% من الناتج المحلي الإجمالي، أن تسمح لها المفاوضات بتحسين صورتها.
واعتبر المحلل الاقتصادي ميلان كوليبرك أن «مفاوضات الانضمام قد تكون بمثابة رسالة تشجيع للمستثمرين الأجانب». وبلغت نسبة البطالة 20,1% في هذا البلد البلقاني الذي يبلغ فيه متوسط الراتب 400 يورو. كذلك يتعين على صربيا تحسين زراعتها وسياستها البيئية ومعاييرها في مجال الطاقة لتتفق مع القواعد الأوروبية. وأكدت بوبيتش أن «هذه القطاعات في حاجة إلى إصلاحات جدية وتطلب الكثير من الاستثمارات». ويأمل اونين تريفونوفيتش وهو منتج أغذية بيولوجية أن تدخل تلك التدابير حيز التطبيق بسرعة كبيرة كي يتمكن من تصدير منتجاته إلى السوق الأوروبية. وقال لفرانس برس إن «إنتاجنا يحترم كل المعايير الأوروبية».
عدد اليوم
