الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
4 سبتمبر 2010 21:57
صلاة الجمعة يوم العيد هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في ترك صلاة يوم الجمعة إذا وافق العيد؟ الفتوى إن حديث اجتماع الجمعة والعيد والترخيص في الجمعة رواه الحاكم في المستدرك وأبو داود في السنن، ونصه في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:»قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون». قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وهذا الحديث فيه بقية بن الوليد وهو متكلم فيه عند أهل الحديث كما قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد، وقد رواه الإمام مالك في الموطأ عن عثمان رضي الله عنه: ولفظه قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ وَقَالَ إِنَّهُ قَدْ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ فَلْيَنْتَظِرْهَا وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ). وأما من ناحية فقه الحديث فإن الجمهور من أهل العلم على أن فرض الجمعة لا يسقط بصلاة العيد في يومها، قال العلامة خليل عاطفاً على الأشياء التي لا تسقط الجمعة: (أو شهود عيد) يعني أن من شهد العيد لا يسقط عنه ذلك فرض الجمعة. ومذهب الإمام أبي حنيفة كمذهب الإمام مالك رحمهما الله في أن الجمعة لا تسقط بشهود العيد، قال الإمام النووي في المجموع: (وقال أبو حنيفة: لا تسقط الجمعة عن أهل البلد ولا أهل القرى). وفرق الشافعية بين أهل البلد والقرى حيث أوجبوا على أهل البلد صلاة الجمعة، ورخصوا لأهل البوادي في ترك الجمعة وصلاتها ظهراً، قال الإمام النووي في المجموع: (قال الشافعي والأصحاب إذا وافق يوم جمعة يوم عيد وحضر أهل القرى الذين تلزمهم الجمعة لبلوغ نداء البلد فصلوا العيد لم تسقط الجمعة بلا خلاف عن أهل البلد، وفي أهل القرى وجهان الصحيح المنصوص للشافعي في الأم والقديم أنها تسقط). والرخصة إنما هي لأهل البوادي والمجاورين الذين تجب عليهم الجمعة، وليس عندهم مساجد جمعة، ولأنهم يتضررون ببقائهم من وقت العيد إلى وقت الجمعة. وأما أهل المدن فتجب الجمعة عليهم ولا يتضررون بالانتظار. وقال ابن قدامة الحنبلي في المغني: (وَقَالَ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ تَجِبُ الْجُمُعَةُ؛ لِعُمُومِ الْآيَةِ، وَالْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُوبِهَا وَلِأَنَّهُمَا صَلَاتَانِ وَاجِبَتَانِ، فَلَمْ تَسْقُطْ إحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى، كَالظُّهْرِ مَعَ الْعِيدِ)، والله أعلم. الخلاصة حديث سقوط الجمعة إذا اجتمعت مع العيد متكلم فيه عند أهل الحديث، وجمهور الفقهاء على أن الجمعة لا تسقط إذا اجتمعت مع العيد، والله أعلم. جمع العصر مع الجمعة للمسافر إذا كنت مسافراً وصليت الجمعة في جماعة هل يجوز جمع العصر مع الجمعة؟ الفتوى إن المسافر لا تجب عليه الجمعة، فإن صادف وقت نزوله جمعة مقامة فله أن يصليها وتجزئه عن الظهر، أما جمع العصر معها فللعلماء فيه مذهبان: فمنهم من يرى وهم الشافعية وهو مقتضى مذهب المالكية: أن له الجمع بين الجمعة والعصر جمع تقديم إن توافرت فيه شروط الجمع والقصر، ويكون ذلك بأن يأتي بعد انتهائه من الجمعة بركعتين للعصر. فقد جاء في شرح البهجة الوردية:( وَيَجُوزُ جَمْعُ الْجُمُعَةِ إلَخْ) مَحَلّهُ إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَلَدِ إلاّ جُمُعَةٌ وَاحِدَةٌ أَوْ كَانَ التَّعَدُّدُ لِحَاجَةٍ، وَإَِلا بِأَنْ كَانَتْ لَا تُغْنِيهِ عَنْ ظُهْرِهِ فَإِنَّهُ يَمْتَنِعُ جَمْعُ التَّقْدِيمِ أَيْ جَمْعُ الْعَصْرِ مَعَ الْجُمُعَةِ أَوْ الظُّهْرِ؛ لِأَنَّ شَرْطَ جَمْعِ التَّقْدِيمِ ظَنُّ صِحَّةِ الْأُولَى وَهُوَ مُنْتَفٍ لِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ بَاطِلَةً، وَعَلَى فَرْضِ صِحَّتِهَا يَلْزَمُ الْفَصْلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَصْرِ بِالظُّهْرِ فَيَفُوتُ الْوَلَاءُ) ومنهم من يرى أنه ليس له ذلك، ويحتج له بأن الجمعة لا تقام في السفر فهي تلازم الحضر، والجمع يلازم غالباً السفر، وتنافر اللوازم يؤدي إلى تنافر الملزومات، ولعل القول الأول هو الأوفق للسائل، لأن الجمعة ما دامت بدلاً من الظهر فلها حكمه وإن اختصت بالحضر، والعلم عند الله تعالى. الخلاصة إن المسافر لا تجب عليه الجمعة، فإن صادف وقت نزوله جمعة مقامة فله أن يصليها وتجزئه عن الظهر، أما جمع العصر معها ففيه قولان كما بينا. والعلم عند الله تعالى. معنى عبارة التقرب والظن بالله تعالى ما معنى هذه الجملة (تقرب من الله يتقرب منك، ولا تظن به سوءاً فـيظـن بك)؟ الفتوى إن هذه الجملة معناها سليم وموافق لمفاهيم النصوص الواردة في الشرع الشريف، وهو أن الله تعالى يعامل العبد على قدر قصده ونيته ويجازيه بمثل عمله إن كان خيراً بخير أو كان شراً بشر، والجزاء من جنس العمل، فقد ورد في صحيح مسلم وغيره عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍَ ذكَرْتُهُ فِي مَلأٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». ويكون معنى الظن في العبارة المذكورة أن الله يعامله على حسب ظنه بربه ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر، والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله كقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله»، ويجوز أن يراد بالظن اليقين والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي وأن ما قضيت به له أو عليه من خيرٍ أو شرٍّ لا مردَّ له، لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، والله أعلم. الخلاصة هذه الجملة معناها سليم وموافق لمفاهيم النصوص الواردة في الشرع الشريف، وهو أن الله تعالى يعامل العبد على قدر قصده ونيته ويجازيه بمثل عمله إن كان خيراً بخير أو كان شراً بشر، والجزاء من جنس العمل ويكون المراد من ظن الله بالعبد أنه يعامله على حسب ظنه بربه، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر وليس المعنى اللغوي المعروف، والله أعلم. أمور معينة لجلب الرزق أنا إنسانة كلما تقدمت إلى وظيفة يتم الرفض، والحمد لله أنا ملتزمة بصلاتي وقراءتي القرآن وبصلاة التهجد، لكن أريد أن ترشدوني إلى أدعية من القرآن والسنة النبوية كي أوفق. الفتوى اعلمي أن الله خلق الخلق وتكفل بأرزاقهم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، والرزق بيد الله تعالى، ولن يستطيع أحد أن يمنع أحداً رزقاً كتبه الله له، فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، لكنه سبحانه قسم الأرزاق بين الخلق حسب حكمته تعالى ووفق ما يصلحهم كما يعلمه منهم، ومع ذلك فلله في خلقه حِكمٌ وشؤون، فتجدين الله تعالى يعطي الرجل القليل من الرزق وهو مُجِدٌّ في عمله، وآخر فُتِحَ عليه من أبواب الرزق وهو كسول قليل الجهد، ولله في خلقه حِكم، فقد يُرزق الرجل لا لنفسه ولكن لغيره، والمؤمن يُسَلِّم لله تعالى على كل حال، فهو يسعى على رزقه ويطلبه بالجهد والعمل أخذاً بالأسباب، ومع ذلك فقد يكون (رزقه) - نتيجة تعبه- قليلاً على غير ما توقع، والعكس صحيح، وهو في كل أموره خاضع مستسلم لربه يحمده في السراء، ويصبر ويرضى في الضراء، لا يعترض على رزقه وإن رآه قليلاً، ولا يتمنى لنفسه خلاف ما رضيه له ربه تعالى. كما أنه سبحانه يبتلي المؤمنين ليعتبروا، ويتذكروا لعلهم يرجعون إليه فيغفر لهم ذنوبهم، ويكفر عنهم سيئاتهم، فهو يحب أن يسمع دعاء عبده، وتضرعه إليه، والغالب على النفس الضعيفة أن تنبسط وتفرح بالعطاء وتنقبض بالمنع، لأن في العطاء متعتها وشهوتها فتنبسط لذلك، وفي المنع قطع موادها وترك حظوظها ولا شك أنها تنقبض بذلك؛ وذلك لجهلها بربها وعدم فهمها، فربما أعطاك ما تشتهيه نفسك فمنعك بذلك عن مناجاته، وربما أعطاك متعة الدنيا وزهرتها فمنعك الآخرة ونعيمها، وربما أعطاك قوة البدن ومنعك قوة الروح، وربما أعطاك إقبال الخلق فمنعك من إقبال الحق سبحانه، ربما أعطاك عز الدنيا ومنعك عز الآخرة، وربما منعك من عز الدنيا وأعطاك عز الآخرة. والرزق خزينة من خزائن الله، وعطايا الله تنال بطاعته، ولكنه تعالى جعل لجلب الرزق أسباباً؛ فمن أعظم أسباب الرزق: ذكر الله تعالى وخاصة قراءة القرآن الكريم، والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فهو من أعظم أبواب الفرج وسعة الرزق. قال الإمام الشوكاني رحمه الله في فتح القدير: «وفي هذه الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر وحصول أنواع الأرزاق، ولهذا قال: {وَيُمْدِدْكُمْ بأموال وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جنات} يعني: بساتين {وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} جارية، قال عطاء: المعنى يكثر أموالكم وأولادكم، أعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا. اهـ. ومنها: صلة الرحم، والتصدق والإنفاق في سبيل الله، فمن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن فرج كربة المكروب فرج الله كربته في الدنيا والآخرة، ومنها أيضاً الدعاء والالتجاء إلى الله جل وعلا، فهو تعالى كفيل بإغاثة الملهوف، وتفريج كرب المكروب، وإجابة المضطر. (من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل). الخلاصة المنع ليس دليل سخطه، كما أن العطاء ليس دليل رضاه، ولكن له في عطائه حِكماً، وفي منعه حِكم، وكم بين طيات البلايا من عطايا، وكم في ثنايا المحن من مِنح، ومع ذلك فلجلب الرزق أسباب كما ذكرناها آنفاً ومنها: قراءة القرآن والذكر والاستغفار، والدعاء، وعليك بدعاء تفريج الكرب خاصة، واعلمي أن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، والله الموفق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©