الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العـلاقات المشبوهة بين قطر وإيران مسجلة بـ «الصوت والصورة»

27 سبتمبر 2017 04:16
أحمد مراد (القاهرة) فند خبراء ومحللون سياسيون في القاهرة تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، التي زعم فيها أن دول المقاطعة تدفع ببلاده دفعا باتجاه إيران رغم ما بينهما من خلافات، ووصفوها بـ «الكاذبة» و«الملتوية»، مؤكدين أن هذه التصريحات تأتي في إطار المراوغة التي تتبعها الدوحة منذ بداية أزمتها الراهنة. وكشف خبراء عن علاقات وثيقة جمعت بين قطر وإيران قبل صدور قرار الرباعي العربي بقطع العلاقات مع الدوحة بعقود طويلة، مشيرين إلى وجود تنسيق وتعاون رفيع المستوى بين قطر وإيران بلغ حد التعاون والتنسيق في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية الساعية إلى نشر الفوضى وزعزعة استقرار دول المنطقة. وأكد الباحث والمحلل السياسي، بلال الدوي، مدير مركز الخليج للدراسات، أن الوزير القطري اعتاد في كل أحاديثه وتصريحاته طوال الفترة الماضية، أن يلجأ إلى المناورة واستخدام أساليب ملتوية لقلب الحقائق وطمس الوقائع من أجل خداع الرأي العام العربي والعالمي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تصريحات عبدالرحمن آل ثاني تأتي في إطار استمرار سياسة المراوغة التي تتبعها الدوحة منذ بداية الأزمة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. وقال الدوي: وزير الخارجية القطري يحاول من خلال هذه التصريحات أن يظهر بلاده في صورة الدولة المظلومة و«المجبرة» على أن تمد يدها إلى إيران بعد أن أغلق جيرانها في الخليج كل المنافذ التي تطل بها الدوحة على العالم الخارجي، ومن ثم لا يبقى لها سوى إيران، ومن خلال هذه التصريحات يحاول الوزير القطري أن يغازل الولايات المتحدة الأميركية من خلال الزعم بأن المقاطعة تدفع الدوحة إلى أن تقيم علاقات مع طهران رغم ما بينهما من خلافات في بعض الملفات بحسب زعمه وبالتأكيد أن هذه المحاولات الخبيثة التي يلجأ إليها وزير الخارجية القطري لن ينخدع بها أحد، حيث إن الجميع يعلم حقيقة وأبعاد العلاقات والمصالح التي تربط بين طهران والدوحة، والتي تمتد جذورها إلى العديد من العقود الماضية، وقد بلغ التنسيق والتعاون بينهما إلى درجة عالية جدا، وصلت إلى حد التنسيق المشترك بين البلدين لدعم وتمويل التنظيمات والجماعات الإرهابية. وأضاف: التاريخ والحقائق والوقائع تؤكد أن ما ردده وزير الخارجية القطري حول علاقة بلاده بإيران مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، حيث أنه من الثابت تاريخيا أن الدوحة سعت إلى تطبيع علاقاتها مع طهران منذ عام 1992، وهو الأمر الذي ظهر جليا في وقوف إيران بجوار قطر في قضية الخلاف الحدودي بين السعودية وقطر، ووقتها أعلن الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني عن مساندة بلاده لقطر، وهو الموقف الذي قابله الأمير القطري الأسبق خليفة بن حمد برسالة شكر أرسلها للرئيس الإيراني، وبعد ذلك بسبعة أعوام، وبالتحديد في عام 1999، زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي الدوحة، وخلال هذه الزيارة وقع الجانبان عددا من الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية، وفي عام 2000 زار أمير قطر السابق حمد بن خليفة طهران، وكانت أول زيارة يقوم بها حاكم دولة خليجية إلى إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية. كما كرر أمير قطر السابق زيارته لطهران في 2006، وفي يوليو من نفس العام كانت قطر العضو الوحيد، من بين 15 عضوا في مجلس الأمن، الذي صوت ضد قرار المجلس رقم 1696، والذي طالب إيران بوقف العمل في برنامجها النووي. وتابع الدوي: كل هذه الوقائع التاريخية تفضح أكاذيب وزير الخارجية القطري، بل والادعاء بأن هناك خلافات بين طهران والدوحة في بعض الملفات وخاصة في العراق وسوريا، وغير ذلك من «التخاريف» التي رددها آل ثاني اعتقادا منه بأن بإمكانه من خلال نشر الأكاذيب أن يطمس الوقائع ويقلب الأوراق والحقائق، وهي بالتأكيد محاولات ساذجة وفاشلة. أما الباحث محمد محسن أبو النور، المتخصص في الشأن الإيراني، فقال: وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، منذ بداية الأزمة وحتى الآن لم ينطق إلا كذبا وافتراء، وليته يكذب في وقائع وحقائق مشكوك فيها، وإنما يكذب في حقائق ووقائع مؤكدة والجميع يعلمها ويحفظها عن ظهر قلب، وفي إطار هذا المسلسل من الأكاذيب الساذجة، جاءت تصريحاته الأخيرة بأن دول المقاطعة تجبر بلاده على الاتجاه نحو التقارب مع إيران، وكأن علاقة قطر بإيران وليدة هذه الأزمة الراهنة. وأضاف: العلاقات الوثيقة التي جمعت بين طهران والدوحة منذ عشرات السنين لا تخفى على أحد، وهي مسجلة بالصوت والصورة، وبالتالي لا أتخيل أن ينخدع أحد ويصدق أكاذيب وأباطيل الوزير القطري، حيث ترتبط قطر وإيران بعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثيقة، وتتعاون الدوحة مع إيران منذ عقود طويلة رغم الحصار والمقاطعة الدولية التي كانت مفروضة على طهران حتى توقيع الاتفاق النووي عام 2015، ومن صور هذا الترابط الوثيق الذي جمع بين قطر وإيران مصالحهما المشتركة في صناعتي النفط والغاز، حيث يأتي جزء كبير من غاز قطر من حقل غاز الشمال المرتبط بإيران، والذي يوصف بأنه أكبر حقل غاز في العالم ويضم50.97 تريليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحته نحو 9.700 كيلومتر مربع منها 6.000 في مياه قطر الإقليمية و3.700 في المياه الإيرانية، وتنتج قطر 6500 مليون متر مكعب من الغاز يوميا من قسمها في الحقل، وتنتج إيران 430 مليون متر مكعب من الغاز من الحقل، بالإضافة لذلك بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وإيران 5 مليارات دولار في 2015. وتابع: العلاقة الوثيقة بين قطر وإيران عكستها تغطية قناة الجزيرة للانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة التي أظهرت أن هناك توجها قطريا نحو إظهار إيران كدولة ديمقراطية وحليفة وصديقة، وهو الأمر نفسه الذي عبر عنه مندوب قطر في الجامعة العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، عندما وصف إيران بـ «الدولة الشريفة». وأضاف: العلاقات الوثيقة بين الدوحة وطهران لم تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية والسياسية، وإنما امتدت أيضا لتشمل الجوانب العسكرية والأمنية، ففي الزيارة التي قام بها أمير قطر السابق إلى طهران عام 2010، وقع البلدان اتفاقية أمنية بين ممثلين عن الحرس الثوري وقيادات عسكرية قطرية، وبعدها بأشهر قليلة زار وزير الدفاع الإيراني قطر، ووقع مع قائد أركان القوات المسلحة القطرية السابق اللواء حمد بن علي العطية على وثيقة التعاون الدفاعي بين البلدين، وفي عام 2013 لجأت قطر إلى القوات الإيرانية، لتدريب خفر السواحل القطرية في مجال مكافحة المخدرات، فضلا عن قيام الدولتين بمناورات مشتركة بين قوات خفر السواحل الإيرانية ونظيرتها القطرية، وفي عام 2015، وقعت طهران والدوحة على اتفاقية أمنية وعسكرية بغرض مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة، وفي نفس العام وقع البلدين اتفاقية تعاون لحماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتعزيز التعاون الأمني، وذلك لأول مرة بين الحرس الثوري والجيش القطري، وهذه الاتفاقية تعطي حق تدريب قوات قطر البحرية للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة الحرة بجزيرة قشم جنوب إيران. وبدوره أعرب الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمود منصور، أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة القطري، عن سخريته من تصريحات وزير الخارجية القطري، متسائلا: هل تخيل الوزير القطري أنه يخاطب مجموعة من الجهلاء حتى يتفوه بمثل هذه التصريحات الساذجة والتي لا يمكن لأحد أن يصدقها أو يصفها بأنها تصريحات مسؤولة من رجل مسؤول في الحكومة القطرية؟! وقال: حرص الدوحة على تعزيز علاقاتها مع طهران اتجاه قديم في السياسة القطرية، ولا علاقة لقرار الرباعي العربي بمقاطعة قطر باتجاه النظام الحاكم في قطر نحو إيران، حيث يمكننا القول إن سعي الدوحة إلى التقارب مع طهران يتصدر أهم معالم وملامح السياسة القطرية الخارجية، وقد ظهر هذا الأمر جليا قبل صدور قرار المقاطعة، حيث تبادل أمير قطر تميم بن حمد والرئيس الإيراني حسن روحاني، عدة اتصالات لتعزيز العلاقات بين البلدين، وخلال هذه الاتصالات أكد أمير قطر على أن علاقة بلاده مع إيران عريقة وتاريخية وراسخة. وأكد اللواء منصور أن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية كان ولا زال من أبرز أوجه التنسيق والتعاون بين قطر وإيران، وقد ظهر هذا التنسيق في أوضح صوره في الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين في عام 2011، حيث عملت الدوحة بالتنسيق مع طهران على دعم وتمويل الجماعات والحركات الشيعية المتطرفة الموجودة في مملكة البحرين، بهدف إسقاط نظام الحكم في البحرين تمهيدا للبحث عن بديل لمنظومة الدولة البحرينية يكون تابع لهما، وينفذ سياساتهما العدائية ضد المنطقة العربية، وخلال تلك التظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها البحرين تمت اتصالات ثلاثية بين الدوحة وطهران وجمعية الوفاق، وبناء على تلك الاتصالات طرح رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم مبادرة لحل الأزمة تقضي بتشكيل حكومة انتقالية، وهي المبادرة التي رفضتها حكومة البحرين. ومن ناحية أخرى، رصد كرم سعيد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أوجه التعاون والتنسيق بين إيران وقطر التي سبقت قرار المقاطعة، مشيرا إلى أن البلدين في عام 2016 وقعا اتفاقية تتيح للقوات الإيرانية العمل داخل المياه الإقليمية القطرية، فضلا عن أن التعاون الأمني بين البلدين ظهر جليا من خلال استغلال نفوذ قطر لدى بعض الجماعات السورية المسلحة، بما في ذلك جبهة النصرة لإطلاق سراح 30 جنديا إيرانيا كانوا قيد الاعتقال لدى قوات المعارضة السورية. كما لعبت قطر دورا كبيرا في المساعدة على إعادة جثث 13 ضابطا إيرانيا، قتلوا في مدينة خان طومان السورية، فضلا عن صفقة تحرير الرهائن القطريين من أيدي جماعات إرهابية في العراق والتي تمت بالتنسيق بين إيران وقطر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©