دبي- تحرير الأمير:
وصفت طالبات مدرسة الصفوح الثانوية بدبي العمل التطوعي بأنه أسمى الأعمال الإنسانية التي لا تنتظر مقابلاً، معلنات أن على الإنسان ألا يفكر في نفسه فقط بل عليه أن يمنح الكثير من وقته وجهده للآخرين إذ انه لن يخلد اسمه إلا عطاياه· وأجمعت مجموعة من الطالبات على أن العمل التطوعي ميدان تتعدد أشكاله ليدخل في جميع حقول الحياة الاجتماعية والصحية والبيئية والتربوية، ينطلق فيه الإنسان من إحساسٍ بالمسؤولية تجاه أبناء مجتمعه وتجاه بلده مؤكدات على أن صخب الحياة وتعدد الالتزامات ليست مبررا لعدم الانخراط في الأعمال التطوعية إذ على المرء أن يجد مساحة زمنية ولو بسيطة ليساهم في العمل الإنساني·
'الاتحاد ' ألقت الضوء على مسابقة العمل التطوعي التي تنظمها منطقة دبي التعليمية على مستوى مدارس الدولة·
تقول بهية الجوي مديرة مدرسة الصفوح الثانوية التي تشارك في المسابقة: ارتأت إدارة المدرسة اختيار هذه المسابقة نظرا لاتفاقها مع رؤية المدرسة ورسالتها الداعية إلى مؤسسة تربوية شاملة تبني الحياة بأعلى جودة وتعد قادة المستقبل·
وأشارت الجوي إلى أهمية العمل التطوعي كونه يتيح للطالبات تعلم مهارات جديدة كما يتيح للطالبة الإماراتية التعرف عن كثب على مجتمعها والتَّماس مع قضاياه مما يؤدي إلى اكتساب الخبرات وتعزيز الثقة بالنفس· فضلا عن أنه يشعر الطالبة بقدرتها على إحداث تغيير معين دون التقيد بالمادة الصفية، والنشاطات داخل إطار المدرسة، مؤكدة أن قيمة نجاح العمل لا تقاس بالفوز على الرغم من بذل الطالبات جهدا مضاعفا لحصد جائزة هذه المسابقة ،التي لم تختر المنطقة بعد، المدرسة الفائزة فيها·
قيمة إنسانية
اعتبرت الأخصائية آمنه الحاج أن الفعاليات التي قامت بها الطالبات، تعد قمة الإنسانية، مشيرة إلى حسن اختيار العمل التطوعي كقيمة إنسانية لا خلاف عليها وخصوصا أن المدرسة سبق وان شاركت في المسابقة ذاتها في مرات فائتة، مركزة على قيمة الصلاة و احترام المعلم، وجاءت تلك الأخيرة كرد على الإساءات التي طالت مهنة المعلم مؤخرا من قبل بعض الطلبة·
وعن أبرز الفعاليات التي قامت بها طالبات المدرسة كجزء من نشاطات المسابقة قالت الأخصائية عايشة سعيد: لقد قمنا بتنظيم عدة حملات خيرية، منها جولة التبرع الخيري لقافلة الصفوح، ومساعدة الحالات المستحقة، والتطوع في زراعة أحواض المدرسة بالورود، وفعاليات كبار السن وحملة التبرع بالدم لصالح مرضى مركز الثلاسيميا، وحملة العطاء للأحياء الفقيرة، بالإضافة الى حوارات صحفية مع كبار المسؤولين حول أهمية العمل التطوعي·
مبادئ دينية
وتحدثت المعلمة نورة بوسمرة عن دورها قائلة: إن أبرز ميادين التطوع هو الميدان الاجتماعي إذ يرتكز العمل التطوعي على فكرة الخير ، وأضافت زميلتها مدرسة علم النفس نوال محمد أن هذا العمل التطوعي يأتي تجسيدا للمبادئ الدينية التي تدعو إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، مشيرة إلى أن حافلات الخير قد انطلقت من المدرسة وهي تحمل عددا من الطالبات اللائي يحركهن الدافع الديني النابع من إحساس حقيقي تجاه الوطن والمجتمع وقمن بتوزيع الهدايا على الأحياء الفقيرة·
وقالت عايشة غريب معلمة الجغرافيا والمشرفة على مشروع ' بالتمر تبدع ' أن هذا المشروع يستند على مادة التمر التي تشتهر بها دولة الإمارات حيث قمنا بتعليم الطالبات صنع ' كعك العيد ' على طريقة أهل بلاد الشام ' وتم توريد هذه الكميات إلى الجمعيات التعاونية ليكون ريعها لدعم المحتاجين بالأحياء الفقيرة·
النزعة الفردية
وتؤكد الطالبات المشاركات في المسابقة أن العمل التطوعي يرفع مستوى الدافعية للعمل ويزيد من حماس المتطوعة·لافتات إلى أن التطوع يهذب الشخصيَّة·ويزيد من قدرة الطالبة على التفاعل والتواصل مع الآخرين كما يحد من النزعة الفردية وينمي الحس الاجتماعي ويكرس التقمص الوجداني ويساهم في جعل المجتمع أكثر اطمئناناً،
فتقول فاطمة طارق - التي قامت بإجراء حوار مع الفريق ضاحي خلفان حول العمل التطوعي في الشرطة- إن من يعيش أجواء الأعمال التطوعية لا يحب أن يغادرها، ويشعر بتفهم عميق لنفسية من يشاركه إياها· ودعت الطالبة فاطمة الحمادي إلى ضرورة توعية جميع الطالبات بأهمية التطوع كي يتحول من سلوك فردي إلى سلوك جماعي· أما الطالبة علياء شهاب والمتطوعة في مجال زراعة الأحواض بغية تجميل المدرسة، فقالت لقد تحولت مفاهيمي للحياة وبدأت اشعر أن هناك كثيرين على الضفة الأخرى ينتظرون يدا تمتد لهم·
عدد اليوم
