السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى الفقي: هندسة التشكيل الإسلامي أساس المدرسة التكعيبية

مصطفى الفقي: هندسة التشكيل الإسلامي أساس المدرسة التكعيبية
4 سبتمبر 2010 21:41
ساهمت نشأة الفنَّان التشكيلي مصطفى الفقي في حي السيدة زينب الذي يرتبط بالتراث الإسلامي والشعبي في تنمية إحساسه واستيعابه لجماليات الفن الإسلامي في فترة مبكرة قبل أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة، حيث أحاطت به الجوامع واجتذبته أشكال مآذنها والزخارف والكتابات الإسلامية الموجودة على جدرانها. ويقول إن تلك الجوامع مثل “السيد الحنفي وأبو حديد” والسيدة زينب بما لها من عمر زمني يحمل معه تاريخها، الذي يؤكد ويدعم القدرة الفنية للفنان المسلم، أثرت على اهتماماته فيما بعد، وخاصة زياراته الدائمة لمتحف الفن الإسلامي الذي يقع في منطقة باب الخلق القريبة من منزله. ويضيف أن منطقة السيدة زينب كانت تمتاز بالجو الشعبي، وليالي مولد السيدة، كما أن سكن عائلته كان قريباً من سوق النصرية، وهو سوق لا يعرف له ليل من نهار، تحس أن اليوم مستمر لا ينتهي، وكانت الشوارع تضاء ليلاً في تلك المناطق الشعبية بـ “الكلوبات”، وهو ما ظهر تأثيره تلقائيا في أعمالي الفنية في مناطق الضوء باللوحة، والتضاد بين درجات الغامق والفاتح في حالة من التعبيرية الروحانية. وقال إنه دخل عالم التأثر بالفنون الإسلامية، وخاصة المشربيات والمنمنمات الإسلامية من خلال “بوابة المتولي” التي رسم العديد من اللوحات المستوحاة منها وظهرت فيها الزخارف الإسلامية والمشربيات الخشبية، حيث كان يقف مبهوراً أمام ذلك الشكل الإسلامي المتفرد من ناحية القيمة الجمالية والمهارة التقنية مع فكرة الوظيفة، وبدأ ذلك بعد أن تبلورت شخصيته كفنان ونضجت إمكاناته كمصور. ملامح إسلامية وأضاف أنه حاول امتصاص كل ما يواجهه من ملامح إسلامية فنية تدل على دقة صانعيها ومهارة أدائهم مضافاً إليها القيمة الفنية العالية، بداخله حتى استطاع أن ينتج من خلالها أعمالًا فنية امتزج فيها الفكر مع التأثر بأشكال الطبيعة الموجودة في الفن الإسلامي دون النقل الحرفي، حيث كانت تعطى الإيحاء بالشكل الإسلامي الموجود أمامه، واصفاً تلك العملية الفنية بأنها صعبة لاعتمادها على قدرة ومهارة فنية اكتسبها مع مرور الوقت، حتى تمكن من تسجيل تلك المناطق الإسلامية برؤيته الخاصة، وإمكاناته الجديدة، لدرجة جعلت بعض تلك الأعمال تقترب من التجريد، وهو تأكيد غير مباشر على أن الفن الإسلامي هو فن تجريدي في حد ذاته. وأكد مصطفى الفقي أن فنَّاني الغرب استفادوا من تلك العلاقات الهندسية في إنتاج مدارس فنية جديدة، فقد بدأ الفن التكعيبي على أساس مستمد من المثلث والمربع في الفن الإسلامي، كما أن الفن الإسلامي من أروع واشمل الفنون ترجمة للتجريد، مع احتفاظه بشكل جديد للواقع، فهو فن قائم بذاته خاص بالظروف والتقاليد والعادات الإسلامية التي نبعت من الفكر الديني، وكان لذلك تأثير كبير في جعل الفنان المسلم يبذل الجهد والوقت لتكوين كوكبة من العلاقات الزخرفية في عمل متكامل له أصوله وجذوره، وله قواعده التي فرضت على هذا الفن أن يبقى بشكل معين وخاص يخالف أي فن من الفنون التي ظهرت في العالم كله، حيث لم يكن للفن الإسلامي روافد من الفن المصري القديم أو القبطي ليحتفظ لنفسه بقيمة خاصة. وأوضح أنه لا يمكن الاستعاضة عن المشاهدة المباشرة للفنون الإسلامية بأي مرجع أو كتاب، وان ذلك دور أساتذة الكليات والمعاهد الفنية مشيراً إلى أستاذ تاريخ الفن أبو صالح الألفي الذي تتلمذ عليه، وكان يُدرس تلك المادة خارج الكلية في المواقع التاريخية نفسها، مما كان له شديد الأثر على عشقه للفنون الإسلامية، بعد أن زار جامع السلطان حسن وعرف الأرابيسك والمقرنصات والأقواس والكتابات والزخارف الإسلامية على الطبيعة، واصفاً تطبيق تاريخ الفن كمنهج مع الرؤية المباشرة بالإفادة غير العادية. وأضاف أن تلك التجربة جعلته يخرج بتلاميذه في مادة المناظر إلى شارع المعز، لما يكنه من عشق لهذا المكان، وكان يمشي فيه لمجرد الرؤية الحية والامتصاص لغذاء الروح والعين، وعندما يعود إلى بيته تنتابه حالة وجدانية، لا يفلت منها إلا بعد الانتهاء من عدة أعمال فنية مستقاة من هذا الشارع. الطابع القومي حول ما شهدته فترة السبعينيات من الاستلهام من الحروف العربية لإنتاج أعمال فنية تتسم بالطابع القومي يقول الفقي: “إنه يجب أن نقر بأن كل عمل يأخذ من الخطوط أو الكتابات لا ينتج فناً قومياً إلا أن يكون لدى الفنان المهارة في أداء الخط، فليس كل من يستطيع كتابة الخط لديه المقدرة على “رسم” الخط، فاللوحة لها قيمها وقواعدها وتواجدها، ولكن إذا تناول فنّان لديه الموهبة والقدرة الفنية مع الفكر هذا الموضوع استطاع أن ينتج فناً قومياً يستمد أصوله من الفن الإسلامي”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©