الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيف فعلها ترامب؟.. تكتيكات مدهشة أوصلته إلى البيت الأبيض!

كيف فعلها ترامب؟.. تكتيكات مدهشة أوصلته إلى البيت الأبيض!
9 نوفمبر 2016 22:09
عندما أعلن دونالد ترامب ترشحه إلى الرئاسة الأميركية في 16 يونيو 2015 ونزل مع زوجته ميلانيا الدرج المتحرك لبرج ترامب في نيويورك، كان على الأرجح الوحيد الذي أخذ هذا الأمر على محمل الجد.   وبعد سبعة عشر شهراً، انتخب الملياردير الجمهوري (70 عاماً) الذي لم يشغل أي منصب رسمي، أمس الثلاثاء، الرئيس الخامس والأربعين لأول قوة عالمية. وقد أوصله إلى الحكم غضب قسم من الناخبين الذين يشعرون بأنهم متروكون، وأن النخب خانتهم، وأقلقتهم العولمة والاتفاقات التجارية الدولية التي يعتبرونها تهديداً لوظائفهم. كان دونالد ترامب وعد الاثنين في الاجتماعات الأخيرة بمفاجأة «أقوى من المفاجأة التي أحدثتها بريكسيت»، ملمحاً إلى التصويت المفاجئ للبريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي. وأوفى بوعده. وقررت أكثرية من الأميركيين كذبت استطلاعات الرأي التي خلصت جميعاً إلى فوز منافسته هيلاري كلينتون، أن تمنحه فرصة، حتى لو أن ثلثيهم يعتقدون أن ترامب ليس مؤهلاً للوصول إلى البيت الأبيض. وسخرت وسائل الإعلام الأميركية في البداية من هذا الرجل المعروف بحدة تصريحاته، والمقدم السابق لبرنامج تلفزيون الواقع الشهير في الولايات المتحدة «ذي ابرنتيس». وكان ترامب يحلم منذ سنوات بخوض السباق إلى البيت الأبيض، لكنه لم ينقل هذا الحلم إلى أرض الواقع. وفي خطاب ترشيحه في يونيو، قدم ترامب صورة قاتمة جداً عن الولايات المتحدة التي تتحول «بلداً من العالم الثالث» كما قال. وانتقد رجال سياسة «يتحدثون لكنهم لا يفعلون شيئاً». ووعد بأن يكون «أكبر رئيس خلقه الله حتى الآن لتأمين فرص عمل»، ووعد ببناء جدار على الحدود المكسيكية من أجل التصدي للهجرة السرية، واتهم المكسيك بأنها ترسل إلى الولايات المتحدة «مجرمين وتجار مخدرات ولصوصاً». وبدا الخطاب تبسيطياً ومبالغاً فيه، لكنه أودع فيه كل أفكاره. وفي الأسابيع التي تلت خطاب الترشيح، أكد ترامب على شبكات التلفزيون ما ورد في الخطاب، وقدم نفسه على أنه مرشح التغيير ضد فساد النخب. وفيما يلهو الناس ويتذمرون، لامس ترامب استياء عميقاً في أميركا البيضاء المتواضعة الذي لا يريد كثيرون أو لا يستطيعون رؤيته. وترشح ستة عشر جمهورياً آخر إلى الانتخابات الرئاسية التمهيدية منهم جب بوش، ابن وشقيق الرئيس، الحاكم السابق لفلوريدا الذي يعتمد على الحزب وعلى دعم مالي كبير. ولم يقف في طريق دونالد ترامب الذي سخر منه، وسماه «الطاقة المنحطة». كما سخر من منافسيه الآخرين الذين أطلق عليهم ألقاباً مضحكة، مثل «ماركو الصغير» لسيناتور فلوريدا «ذي الوجه المستدير». وسخر من الشكل الخارجي لكارلي فيورينا، المرأة الوحيدة المرشحة. ويعبر ترامب عن سخريته في تصريحات صادمة عن معارضته الهجرة والتبادل الحر، ويعد بأن «يعيد إلى أميركا عظمتها». وتتوافر لديه حلول بسيطة لجميع المشاكل المعقدة، ووعد بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية. وامتدح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت الجماهير التي يشكل الأبيض أكثريتها الساحقة، تهرع لحضور اجتماعاته، وتكرر بابتهاج شعاراته وتغفر له تجاوزاته. وهي تهوى هذه النبرة الجديدة، غير اللائقة سياسياً والتي تعكس ما تشعر به من حرمان وما تعانيه من قلق. أقنع ترامب الذي دعا آل كلينتون إلى زواجه الثالث، وكان يلعب الغولف أحياناً مع بيل كلينتون، هؤلاء الأميركيين القلقين بأنه يعادي النخب. وأتاح له العدد الكبير من المرشحين إلى الانتخابات التمهيدية الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. ورفض الرئيسان السابقان جورج بوش وجورج دبليو. بوش والمرشح السابق للرئاسة ميت رومني المشاركة في المؤتمر الجمهوري الذي نصبه في يوليو مرشحاً عن الحزب. ولم يشارك في المؤتمر أيضاً حاكم ولاية أوهايو التي عقد فيها، جون كيسيك المرشح السابق إلى الانتخابات التمهيدية. ويتفاقم الإزعاج الناجم عن تراتبية الحزب. لكنها لم تتمكن من وقف إعصار ترامب الذي مول حملته منذ البداية. وعلى موقع تويتر، لم يتردد ترامب في التعبير عما يفكر فيه من دون تمحيص. وفي المناظرات الرئاسية الثلاث مع هيلاري كلينتون التي تعرف ملفاتها عن ظهر قلب، بدا سيئ الاستعداد، وتقتصر معرفته بالملفات على العناوين العريضة. واعتبرت الصحافة ثلاث مرات أنه سيخسر الانتخابات، وهو يتهمها بأنها منحازة. وحطمت المناظرة الأولى التي شاهدها 84 مليون شخص كل الأرقام القياسية. وتخللت حملته أزمات وهجمات من كل الأنواع من جانبه ضد قاض لاتيني وضد الأب المسلم لجندي قتل في العراق، وضد منافسته الديموقراطية التي سماها «هيلاري الفاسقة». وقد غير مرارا فريق حملته. وقالت الصحافة مراراً إنه انتهى سياسياً خصوصاً بعد نشر تسجيل يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي يتبجح فيه بصفته نجماً بأنه يستطيع فعل ما يشاء بالنساء. وأعلن ترامب الاثنين «سنقفل نهائياً كتاب التاريخ المتعلق بآل كلينتون وأكاذيبهم ومكائدهم وفسادهم». ولم تصمد أمام خطابه والغضب الذي فجره، التجربة التي تمتلكها هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والسناتورة السابقة عن ولاية نيويورك والأميركية الأولى السابقة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©