الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أربيل تنام على حلم الانفصال وتصحو على «تجويع» مرتقب

أربيل تنام على حلم الانفصال وتصحو على «تجويع» مرتقب
26 سبتمبر 2017 23:19
أربيل (الاتحاد) بدت مدينة أربيل صامتة جدا صباح أمس، خصوصا بعد تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما سيحصل للكرد من تجويع إذا ما توقفت الشاحنات عن دخول شمال العراق. وأكد عنصر بيشمركة متقاعد أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني لن يستطيع تشكيل دولة، وسط تنامي المخاوف بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأجور النقل. وبعد ليلة صاخبة بالاحتفالات فور غلق صناديق الاقتراع وبدء عد الأصوات، نامت المدينة على حلم «دولة» ومفاوضات تحدد شكلها المقبل، وصحت على تهديدات جديدة من بغداد، بإقالة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم القيادي من الاتحاد الوطني الكردستاني بالتزامن مع تهديدات واضحة عراقية تركية قرب الحدود بمناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين العراقي والتركي، ثم تهديد تركي بالتجويع. المخاوف انسحبت بشكل جلي على الناس في الشارع وارتفعت أسعار المواد الغذائية وأجور النقل لسيارات الأجرة، ولأول مرة منذ وصول «الاتحاد» أربيل، يتحدث الناس عن مخاوفهم مما سيلحق بهم وبعوائلهم لو استمر التعنت الكردي والتهديد من بغداد وبقية الدول المجاورة. سائق الأجرة الذي أقلنا يوم أمس إلى مقر مفوضية الانتخابات في العقد الخمسيني من عمره ولديه 5 أبناء، هو أحد منتسبي قوات البيشمركة سابقا ويتقاضى راتبا تقاعديا قدره 370 ألف دينار عراقي (300 دولار)، يقول إن مرتبه لايكفيه أبدا كما لايكفي مرتب منتسب البيشمركة الآن أيضا. وأكد «أفضل راتب لمنتسب البيشمركة لايتعدى 700 ألف دينار (650 دولار) وهي لاتكفي أيضا، وفي أحيان كثيرة تتأخر تلك الرواتب شهرا أو شهرين». وقال «كنت منتسبا في قوات البيشمركة وذقت كل أنواع التعذيب على يد النظام السابق، ولكن الآن نخاف على عوائلنا وأهلنا من جماعة بارزاني، لديهم قوة ونفوذ وجميعنا على يقين أن بارزاني لن يستطيع تشكيل دولة أبدا». وأضاف لـ «الاتحاد» رافضا الكشف عن اسمه إن «أغلب من ذهب للاستفتاء، أما ذهب خوفا أو أملا بتغيير السلطة». لكن مسعود لاوند بائع أقمشة وملابس تحدث برأي آخر فقال «سيحاربوننا في لقمة عيشنا، بارزاني أو أي حزب لن يتأثر بأي حصار أو قطع للطرق، من سيتضرر هو المواطن البسيط، وكما ترون فإن أغلب الأكراد أناس بسطاء يعيشون على قوت يومهم، ويحاولون أن يستمروا بالحياة». وأضاف «حاربتنا كل الحكومات ومنها حكومة الأكراد نفسها، فهم يصدرون النفط ويتسلمون إيرادات الحدود وميزانية من بغداد ولا يمنحون الأكراد الرواتب بحجة أن بغداد قطعت رواتبهم». وتساءل «أين تذهب أموال النفط»، مضيفا «أشعر بالندم لأنني أدليت بصوتي للانفصال». أما دشتي وهو إعلامي كردي فقد كان أكثر المتحمسين الذين التقيناهم في أربيل، وقال إن «بارزاني رجل شجاع لايغدر بأهله، وستكون لهم دولة تحفظ لهم حقوقهم بشكل كامل». وتشير سبيستي خانم وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية، بأنها صوتت بنعم لأنها تأمل بحياة أفضل لها ولأولادها، ولكنها بدت متخوفة من التهديدات الخارجية بإغلاق المنافذ الحدودية، وهي تشعر بالقلق لأن الأيام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت السيئة. بدوره، أكد نوزاد هادي محافظ أربيل أن المفاوضات والحوار ستتغلب على لغة البنادق. وقال لـ «الاتحاد» إن القرارات التي اتخذتها بغداد ضمن تصويت البرلمان عليها، تمثل حالة غير إنسانية أو شرعية أو قانونية. وأكد أن من حق الكرد التعبير عن رأيهم في تقرير مصيرهم، متوقعا أن تبدأ مفاوضات مع بغداد خلال الفترة المقبلة، ولكنها قد تستمر لسنوات. وقال إن «كردستان ستبقى ضمن الدولة العراقية حتى نهاية المفاوضات على الإجراءات التنفيذية، بعد إعلان نتائج الاستفتاء». ولم يتوقع أن يؤدي الاستفتاء إلى مواجهات عسكرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©