الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بارزاني: حان الوقت ليقرر الأكراد مصيرهم

بارزاني: حان الوقت ليقرر الأكراد مصيرهم
25 يونيو 2014 13:33
قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أربيل، إن الوقت حان ليتخذ الأكراد قرارا حول مصيرهم، معلنا عدم نجاح الأكراد في إعادة بناء العراق بعدما عملوا على ذلك على مدى السنوات العشر الأخيرة، بعد تأكيده أن الهجوم الواسع الذي يشنه تنظيم «الدولة الإسلامية للعراق والشام» المعروف باسم «داعش» خلق «واقعا جديدا وعراقا جديدا». فيما حث كيري زعماء الإقليم على الوقوف إلى جانب بغداد، مؤكدا للأكراد أن مجلس النواب العراقي الجديد (البرلمان) سيعقد جلسة في الأول من يوليو المقبل للبدء في تشكيل الحكومة. وقال بارزاني أمس إن الهجوم الواسع الذي شنه مسلحو «داعش» في شمال وغرب وشرق البلاد خلق «واقعا جديدا وعراقا جديدا». وأضاف خلال استقباله كيري في مقر رئاسة الوزراء في أربيل «في ظل هذه التغيرات، أصبحنا نواجه واقعا جديدا وعراقا جديدا». ووصل كيري أمس إلى أربيل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأكراد، بعد يوم من زيارته بغداد ولقائه بعدد من المسؤولين العراقيين بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي. وأوضح زعماء الأكراد أن الاتفاق الذي يبقي العراق دولة موحدة مهدد في الوقت الحالي. وألقى بارزاني باللوم على «السياسات الخاطئة» للمالكي، وحمله مسؤولية ما يشهده العراق من أعمال عنف، وطالبه بالاستقالة مضيفا أنه من الصعب جدا تصور بقاء العراق موحدا. وكانت وكالة أنباء «باسنيوز» نقلت عن بارزاني قوله في حوار على قناة «سي إن إن» الأميركية أمس الأول، إن «الأكراد عملوا خلال السنوات العشر الماضية بكل إمكانياتهم من أجل بناء عراق جديد وديمقراطي ولكن للآسف لم يكتب للتجربة النجاح». وتابع «عقب الأحداث الأخيرة بات الوقت ملائما لكي يتخذ الأكراد قرارا حول مصيرهم». وردا على سؤال عما إذا كان الأكراد قد استعدوا للاستقلال، أجاب بارزاني «سنلتزم بالقرار الذي سيتخذه الشعب الكردي». وبشأن موقفه من المالكي، قال رئيس الإقليم «يجب أن يترك المالكي منصب رئيس الوزراء». وفيما يتعلق بمدينة كركوك، أشار بارزاني إلى أن «الأكراد سيطروا على كركوك لأن المدينة كردية تاريخيا، مع استعدادهم لاحترام نتائج أي استفتاء للآراء حول هوية المدينة، وإن أتت النتائج لغير صالح الأكراد». وتابع أن «العراق يتهاوى على كل حال، ومن الواضح أن الحكومة الفيدرالية أو المركزية فقدت السيطرة على كل شيء». وكيري أول وزير خارجية أميركي يزور إقليم كردستان منذ الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس في عام 2006 حين كانت البلاد غارقة في حرب طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الآلاف. لكن كيري حث الزعماء الأكراد على الوقوف إلى جانب بغداد في مواجهة هجوم «داعش». وأكد للقادة أمس أن البرلمان العراقي سيعقد جلسة في الأول من يوليو المقبل للبدء في تشكيل الحكومة. وقال إن «تحدي تشكيل الحكومة هو التحدي الرئيس الذي نواجهه»، داعيا بارزاني إلى العمل مع قادة البلاد على ترسيخ الوحدة في ما بينهم في هذا «الوقت الحرج» للعراق. وكان كيري قال لوكالة أنباء «أيه بي سي» إن رئيس المالكي «قال إنه ملتزم بالعملية الدستورية، وإنه يريد أن ينعقد البرلمان في الأول من يوليو المقبل، وإنه سيعمل على محاولة تشكيل حكومة وحدة يمكنها أن توحد العراق». وفي غضون الأيام السبعة المقبلة، سينعقد مجلس النواب العراقي لانتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للدولة ورئيس للوزراء. وأضاف كيري «الأمر متروك للعراقيين في هذه الأيام المقبلة لتفعيل هذا الخيار، ولكنه خيار أساسي، وشرط أساسي بصراحة لتحقيق النجاح ضد تنظيم داعش، أو لمواجهة أي من التحديات الأخرى التي يواجهها العراق». ويعتقد مسؤولون أميركيون أن إقناع الأكراد بالتمسك بالعملية السياسية في بغداد أمر حيوي لمنع تقسيم العراق. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية للصحفيين طالبا عدم ذكر اسمه «إذا قرر الأكراد الانسحاب من العملية السياسية في بغداد. فإن ذلك سيعجل بكثير من التطورات السلبية». وتعهد كيري في بغداد أمس الأول بأن تقدم بلاده دعما «مكثفا ومستمرا» للعراق في مواجهة «التهديد لوجوده» الذي يمثله هذا الهجوم، داعيا قادة البلاد إلى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم «فعالا». ومنذ بدء الهجوم، تولت قوات البيشمركة الكردية مسؤوليات أمنية إضافية في ظل انسحاب الجيش العراقي من عدة مواقع في شمال العراق وشرقه، حيث بسطت خصوصا سيطرتها على مناطق متنازع عليها مع الحكومة المركزية، على رأسها مدينة كركوك. وفي حال إصرار الأكراد على الاحتفاظ بكركوك، ستدر عليهم إيرادات نفطية تتجاوز أي ميزانية قد يحصلون عليها من بغداد، مما يعزز طموحهم بالانفصال وتشكيل دولة مستقلة كليا. ولكن كيري أمل في إقناع القيادة الكردية بالمشاركة في الحكومة الجديدة في بغداد، وتولي مناصب رفيعة تتيح لها المشاركة في القرارات المتعلقة بالثروة النفطية. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية للصحفيين«زيارة كيري مهمة جدا من أجل الاجتماع مع القيادة الكردية، وأيضا لتشجيعها على القيام بدور فعال جدا في عملية تشكيل هذه الحكومة، بما في ذلك اختيار رئيس قوي جدا يمكن أن يمثل كلا من المصالح الكردية والمصالح العراقية أيضا». والأراضي الجديدة التي سيطر عليها الأكراد تحوي مكامن نفط ضخمة يعتبرها الأكراد حقا، ويعولون عليها لرخاء دولتهم في المستقبل. وقال المسؤول الاميركي «إذا واتتنا الفرصة لاستغلال عملية تشكيل حكومة جديدة لإعادة تشكيل الركيزة السياسية هنا، ينبغي أن يكون الأكراد جزءا مهما من العملية ونعتقد أن ذلك سيحدث». (أربيل، واشنطن - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©