الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق يمهل كردستان 3 أيام لتفادي حظر جوي دولي

العراق يمهل كردستان 3 أيام لتفادي حظر جوي دولي
27 سبتمبر 2017 09:37
سرمد الطويل (بغداد، أربيل) قرر مجلس الوزراء العراقي أمس، فرض حظر على الرحلات الجوية من وإلى إقليم كردستان العراق خلال 3 أيام، إن لم تخضع مطارات الإقليم للحكومة الاتحادية. وتعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بعدم التنازل عن وحدة العراق، مؤكدا أن حكومته ستفرض سيادتها الاتحادية وفق الدستور، متهما قادة الإقليم بعدم الاستجابة للمناشدات المحلية والإقليمية والدولية إزاء استفتاء الانفصال، بالتزامن مع نفي عراقي لمشاركة الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالاستفتاء. في حين توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكراد العراق بمجاعة» إذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر حدودها مع شمال العراق، تاركا جميع الخيارات العسكرية والاقتصادية مفتوحة. وأقر مجلس الوزراء العراقي الذي عقد جلسته الأسبوعية أمس، إخضاع جميع المنافذ الحدودية للإقليم لسيطرة السلطات المركزية في بغداد. وأمهل إقليم كردستان العراق ثلاثة أيام لإخضاع المطارات للحكومة الاتحادية، أو مواجهة حظر للرحلات الجوية الدولية من وإلى إقليم كردستان، كما قرر أن تعود الموازنة الاتحادية للحكومة المركزية بموجب الدستور. وقال العبادي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن «الحكومة ستفرض سيادتها الاتحادية وفق الدستور، ولن نتنازل عن وحدة العراق وسيادته». وأضاف أن «قادة إقليم كردستان لم يستمعوا للمناشدات المحلية والإقليمية والدولية إزاء الاستفتاء غير الدستوري». وأكد «لن نتنازل عن وحدة العراق وسيادته» متهما مسؤولين أكرادا بـ «ضخ» الكراهية بين المواطنين، كما اتهم المسؤولين في حكومة الإقليم بالفساد فيما يتعلق بالتصرف في عائدات النفط. وقال إن ثروات إقليم كردستان تدار بعيدا عن الرقابة وتذهب إلى حسابات شخصية خارج البلاد. وأضاف العبادي «نحن غير مستعدين لأن نتناقش أو نتحاور حول نتائج الاستفتاء، لأنه غير دستوري وغير شرعي، إجراءاته غير صحيحة سواء بالمقاييس العالمية أو المقاييس العراقية أو حتى بمقاييس الإقليم نفسه»، مضيفا «كما سمعتم رئيس برلمان الإقليم اعتبره غير شرعي، وبالتالي لن نتعامل مع نتائج الاستفتاء، وهناك إجراءات قمنا بها وسنقوم بها الآن والإجراءات هدفها عدم معاقبة المواطنين الأكراد فهؤلاء مواطنونا». ويأتي إجراء مجلس الوزراء ردا على استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم في شمال العراق أمس الأول، وشارك فيه نحو 3.3 مليون شخص، مع نسبة إقبال تجاوزت الـ 72%. وطلبت بغداد قبل عدة أيام من الدول الأجنبية وقف الرحلات المباشرة إلى مطاري أربيل والسليمانية الدوليين داخل الإقليم، لكن لم تستجب لهذا النداء سوى إيران التي علقت الرحلات المباشرة إلى الإقليم. من جهته رد رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني، بدعوة لإجراء حوار مشترك وجدي، مع بغداد ودول الجوار. وقال في خطاب متلفز أمس «أدعو السيد حيدر العبادي والجميع إلى عدم غلق باب الحوار، لأن الحوار هو الذي يحل المشاكل». وأضاف «نحن نؤسس لشراكة مع بغداد»، مضيفا أن «الدستور العراقي يسمح لنا باجراء هذا الاستفتاء، ورغم العراقيل ينتظرنا في الإقليم مستقبل براق». وخاطب العبادي قائلا «أي جزاء على كردستان لن يكون أقل تأثيرا من الأنفال». وأكد أن «دور شعب كردستان في بناء العراق الجديد واضح جدا». ودعا حكومة العراق إلى «التوقف عن تهديد الأكراد بسبب الاستفتاء، فهو ليس لفرض أمر واقع أو ترسيم حدود»، مؤكدا أن «الاستفتاء هو الانتصار الأكبر للشعب الكردي». من جهته صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متوعدا إقليم كردستان العراق بـ «التجويع»، واتهم بارزاني بالخيانة لمضيه قدما في إجراء الاستفتاء. وقال «حتى اللحظة الأخيرة لم نتوقع أن يرتكب بارزاني خطأ إجراء الاستفتاء لكننا كنا مخطئين فيما يبدو». وقال إن «أكراد العراق سيتضورون جوعا إذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر حدودها». وأوضح «سيكونون في مأزق عندما نبدأ في فرض عقوباتنا». وأضاف «سينتهي الأمر عندما نوقف تدفق النفط، كل عائداتهم ستختفي، ولن يجدوا طعاما عندما تتوقف شاحناتنا عن الذهاب إلى شمال العراق». وقال أردوغان إن جميع الخيارات مطروحة بدءا بالإجراءات الاقتصادية، حتى الخطوات العسكرية البرية والجوية. من جهته قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو أمس، إن تركيا ستقيم كل الطلبات التي تقدمت بها الحكومة المركزية العراقية في أعقاب استفتاء الإقليم بما في ذلك إجراء عملية مشتركة مع العراق. جاء ذلك بالتزامن مع بدء مناورات عسكرية تركية عراقية مشتركة على حدود الإقليم أمس. وأكدت مصادر عسكرية انضمام جنود عراقيين إلى القوات التركية بجنوب شرق تركيا قرب الحدود مع العراق. وكانت الأركان التركية قالت في بيان إن المناورات ستكون في قضاء سيلوبي. وفي شأن متصل، أكد مصدر مطلع أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهو كردي، لم يشارك في الاستفتاء على استقلال الإقليم. وقال المصدر أمس، «رئيس الجمهورية لم يشارك في الاستفتاء ولم يصوت فيه، ويؤكد موقفه الثابت بضرورة مواجهة قرار الاستفتاء الأحادي الجانب من خلال الجهود والخطوات الاستثنائية لإبعاد البلاد ووحدة الشعب العراقي عن كافه الأخطار». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «معصوم من أولوياته مبادئ الدستور وبناء دولة المواطنة والتعايش السلمي». وجاء ذلك النفي بعد تسارع خطى «ائتلاف دولة القانون» التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، إلى جمع التواقيع لإقالة معصوم بزعم «حنثه باليمين»، ما سيناقشه البرلمان العراقي اليوم. وبحسب نواب من التحالف الوطني، فإن عدد الموقعين على إقالة معصومة تجاوز الـ 100 نائب، وأن الطلب سيعرض رسميا على رئاسة البرلمان خلال جلسة اليوم. وأكدوا أن الحراك يتبناه نواب من حزب الدعوة لمفاتحة المحكمة الاتحادية خلال الساعات المقبلة لعزل معصوم بالتزامن مع تقديم طلب إقالته للبرلمان. وذكروا أن «التصويت على إقالة معصوم سيمرر بالأغلبية رغم ممانعة بعض الكتل ومنها كتلة الأحرار، التي ترفض علنا إقالة رئيس الجمهورية».وأوضحت أن «المالكي هو الراعي لهذا الحراك، فبإقالة معصوم سيتولى هو رئاسة الجمهورية». وأفاد مصدر مطلع بمجلس النواب بوجود تحركات حثيثة واتصالات واسعة تجري حالياً بين أحزاب وكتل سياسية مختلفة، لترشيح القيادية في حركة التغيير الكردية سروة عبد الواحد رئيسة للجمهورية بدلاً من معصوم. إلى ذلك، أعلن نائب رئيس المجلس البلدي في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين علي الحسيني أمس، فشل عملية الاستفتاء في القضاء فقد بلغت نسبة مشاركة الأهالي 3.5%، موضحا أن أغلب سكان القضاء من التركمان وأن مجلس المحافظة رفض الاستفتاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©