سقطت طائرة شحن من نوع “بوينج 400 -747 “ تابعة لشركة “يو بي اس” أمس في منطقة غير مأهولة بين شارع الإمارات وطريق العين، وفق ما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان لها أمس.
وذكر البيان أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لإخماد الحريق الذي شب في الطائرة، كما تم العثور على جثتي الطيارين اللذين كانا يقودانها، بينما تقوم الجهات المعنية بإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة أسباب الحادث.
وتحطمت طائرة الشحن، عقب حريق اندلع في محرك الطائرة بعد حوالي خمس الى عشر دقائق من الإقلاع، وهو الأمر الذي ستدرس لجنة فنية أسباب اندلاعه.
وقال سيف السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني لـ “الاتحاد”، إن الطائرة أقلعت مساء أمس من مطار دبي، وعقب الإقلاع تلقى مطار دبي وسلطات الطيران رسالة استغاثة من قائد الطائرة بنشوب حريق في المحرك، وطلب السماح له بالهبوط في المطار، وأعقب رسالته الأولى برسالة أخرى يطلب الهبوط سريعا، لصعوبة الموقف.
وقال السويدي إنه في الوقت الذي تم السماح لقائد الطائرة بالهبوط، اختفت الطائرة من على الرادار، ولم يتم العثور عيلها، وعقب ذلك جرى الإعلان عن اختفائها كليا، وهي في المجال الجوي لدولة الإمارات، حيث تبين سقوطها في منطقة تعتبر غير مأهولة بين شارعي العين -الإمارات.
وأكد أن الهيئة والسلطات الأمنية ستبدأ فورا في التحقيقات، للوقوف على أسباب الحادث والحريق في المحرك. وأفاد مسؤولان في شركة “يو بي اس” الأميركية، وشركة بوينج أنهما سيرسلان فريقا مشتركا للبحث في أسباب ملابسات الحادث، وإصدار تقرير مبدئي في غضون ساعات، لحين الاستماع الى تسجيلات الطائرة بالصندوق الأسود.
من جانبها، قالت شركة بوينج الأميركية المصنعة لطائرة “بونيج 747 – 400” أنها تلقت دعوة من سلطات الطيران المدني في دولة الإمارات العربية أمس لإرسال فريق للدعم الفني والتقني للتحقيق في أسباب حادث سقوط الطائرة، مشيرا الى أن فريق الدعم سيصل اليوم.
وأعلنت الشركة في بيان تلقت “الاتحاد” نسخة منه ليلة أمس عن تعازيها للضحايا على متن الطائرة، والذين لقوا حتفهم في الحادث.
من جهة أخرى، أفادت مصادر بسلطات الطيران المدني بأن قائد الطائرة وعقب طلب الاستغاثة بعد نشوب الحريق في المحرك، قام بدورة كاملة في المجال الجوي وفوق دبي استعدادا للهبوط، إلا أنه عقب ذلك اختفت الطائرة، وانقطعت كافة الاتصالات بها، وتأكد السقوط.
الصندوق الأسود
قال اللواء راشد المطروشي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالوكالة مدير الدفاع المدني بدبي، إن “5 مراكز تابعة للدفاع المدني بدبي تمثل نحو 60 % من مراكز الدفاع المدني بالإمارة قامت بعمليات الإطفاء فور تلقي بلاغ سقوط طائرة الشحن مساء أمس الجمعة”.
ولفت المطروشي، إلى أن هيئة الطيران المدني بالتعاون مع الدفاع المدني بدبي قامت مساء أمس بالبحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة. وأشار إلى أن الهيئة ستستلم الصندوقين لمباشرة التحقيق فورا بعد فك الشفرات الخاصة وإرساله للجهات المعنية للكشف عن الكثير من الملابسات الخاصة بعملية السقوط وأسبابه.
وأكد المطروشي عدم وجود إصابات ناتجة عن سقوط الطائرة سواء في مكان الحادث أو في الشارع القريب منه، مشيرا إلى أن الحادث أسفر فقط عن وفاة قائد الطائرة ومساعده.
وأشار المطروشي الذي أشرف على عملية الإطفاء، إلى انه شارك في عملية الإطفاء والإنقاذ فرقة الإنقاذ بشرطة دبي ومؤسسة خدمات الإسعاف في الإمارة التي حركت الكثير من أسطولها تأهباً للتعامل مع الحادث.
وذكر المطروشي، أن مركز الدفاع المدني في المرموم أول المراكز التي شاركت في عملية الإطفاء وانتقل إلى مكان الحادث بعد 5 دقائق، مشيرا إلى انه تم استدعاء الطاقم الذي كان من المفترض أن يداوم اليوم السبت في تلك المراكز.
ونفى المطروشي، ما تداوله البعض بحدوث إصابات وحوادث لسيارات كانت تسير في الشارع المجاور لمكان سقوط الطائرة.
وأفاد مدير عام الدفاع المدني بدبي، أن فرق الدفاع المدني انتهت مساء أمس من عمليات الإطفاء وباشرت على الفور عمليات التبريد.
وذكر أن الطائرة كانت متجهة إلى مدينة كولون الألمانية وقد وصلت إلى القرب من البحرين، إلا أنها أبلغت برج المراقبة بوجود خلل وعطل بها، لافتا إلى انه تم منح الطائرة إذن الهبوط مرة أخرى بدبي، إلا أن عملية السقوط حصلت قبل الوصول إلى المطار.
وقال شاهد عيان انه شاهد الطائرة تحلق فوق منزله على ارتفاع 200 قدم، وأنها كانت تهبط بشكل متسارع، مفيدا بان الطيار حاول الاتجاه نحو اليمين والارتفاع قليلا لتفادي الابنية السكنية، في حين أفاد شهود عيان آخرون بأنهم شاهدوا النيران تندلع من الطائرة قبل سقوطها.
وضربت شرطة دبي طوقا أمنيا حول منطقة الحادث منعا لوجود العامة في موقع الحادث لضمان سلامتهم، كما انتشرت سيارات الشرطة على جنبات الطريق العين – الروية لتفادي حدوث ازدحام مروري.
عدد اليوم
