بغداد - وكالات الأنباء: استكملت المحكمة الجنائية العليا العراقية خلال جلستها الثانية والعشرين أمس مناقشة تقرير خبراء الادلة الجنائية حول صحة تواقيع الرئيس العراقي السابق المخلوع صدام حسين و7 من مساعديه على عدد من الوثائق والمخاطبات عرضها الادعاء العام كأدلة إدانة ضدهم في قضية إعدام 148 قرويا من أهالي الدجيل شمالي بغداد بتهمة تورطهم بمحاولة اغتيال صدام صيف عام ·1982
وقال رئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن في مستهل الجلسة إن الخبراء قدموا ملحقا لتقريرهم السابق أثبتوا فيه صحة التواقيع وكتابات الهوامش المنسوبة لصدام حسين على قرار مجلس قيادة الثورة المنحل والمرسوم الجمهوري بمحاكمة المتهمين في قضية الدجيل· ولم يتحدث صدام أبدا خلال الجلسة، فيما شكك متهمون آخرون في صحة الوثائق المقدمة ضدهم ودفعوا بأن تواقيعهم مزورة وطلبوا الاستعانة بخمسة خبراء دوليين يمتازون بالحياد والخبرة والنزاهة لإجراء مضاهاة جديدة·
ونفى أخو صدام غير الشقيق برزان ابراهيم التكريتي أي علاقة له بالقضية واتهم الادعاء العام برئاسة جعفر الموسوي بانه 'منحاز وبشكل واضح ويريد استخدام كل الوسائل لادانتنا وهو يقولها علنا في الهواء الطلق بأننا المسؤولون عن قتل 148 ضحية'· وقال 'إن مضاهاة التواقيع عملية اخراج قام بها المخرج القدير جعفر الموسوي كي يعطي مصداقية للنتيجة لا أكثر ولا أقل وهؤلاء أبرياء مثل براءة الذئب من دم يوسف'· وقال أيضا 'لست خائفا من العقوبة بل خائف من تشويه سمعتي زورا· ماهي مسؤوليتي بالموضوع؟ أنا لم اعتقل احدا ولم احقق مع احد والقضية برمتها من اختصاص الأمن العام وتاريخ احالة المتهمين الى المحكمة هو 1984 أي بعد عام واحد من استقالتي من رئاسة المخابرات'· وأضاف 'أنا لم أرفض إعطاء تواقيع إلى لجنة الخبراء وإنما تحفظت لعدم ثقتي بهم وطلبت أن يكون ذلك من خلال لجنة دولية محايدة'·
ونفى عبد الله كاظم الرويد صحة ادعاء الموسوي بأنه حصل على المستندات من رئيس البرلمان السابق سعدون شاكر· وطالب باستقدام 'لجنة أجنبية متخصصة تأخذ بعين الاعتبار تاريخ الورق المفروض أن عمره 24 عاما للتحقق من صحة الوثائق'· وقال 'إن هذه التقارير لا صحة لها وما عرض من وثائق جميعها وهمية ومزور وكيدية وأطعن فيها'· كما طلب علي دايح الاستعانة بخبراء دوليين لتدقيق الوثائق· وقال 'أنا احترم جميع أهالي الدجيل وأحبهم ولا توجد لي مشاكل معهم وأنا بريء وأريد تحقيق العدالة'· وأضاف 'أنا معلم بكل معنى الكلمة وأهل الدجيل هم أهلي وناسي ولا استطيع ان اكتب اي شيء ضدهم لانني احبهم وهم يحبونني'·
وطلب المتهم عواد حمد البندر من رئيس المحكمة منع الموسوي من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام قبل وبعد كل جلسة حول إعدام المتهمين 'لأنها تروع عائلاتهم'· ورد عبد الرحمن قائلا 'إن شاء الله سنحقق العدالة'، والمحكمة غير متأثرة برأي فلان وما ينشر بالصحف وهي صاحبة الرأي النهائي'· وقرر تأجيل جلسات المحاكمة الى يوم الاثنين المقبل استجابة لطلب الموسوي لاعطاء خبراء الادلة الجنائية مزيدا من الوقت للمقارنة بين خطوط وتواقيع الرويد وبين المستندات المبرزة كأدلة ضده·
عدد اليوم
