سالم رفيق (ريو دي جانيرو)
يلعب المنتخب الجزائري مباراته الثالثة عن المجموعة الثامنة في مونديال البرازيل غداً، وتحديداً في مدينة كوريتيبا، حيث سيواجه منتخب روسيا في مباراة حاسمة لهذه المجموعة حول تأشيرة واحدة.
لم يبق الكثير للمنتخب الجزائري وهو يشارك للمرة الرابعة في دورة نهائية لكأس العالم أن يدخل التاريخ ويكتب اسمه بأحرف من ذهب، كون الأمر يتعلق بضمان للمرة الأولى مشاركة في الدور ثمن النهائي، هذا الدور الذي فشل المنتخب الجزائري في بلوغه ثلاث مرات من قبل، غير أن المرة الرابعة منحت الجزائريين فرصة التدارك، بعد الفوز العريض المحقق على حساب منتخب كوريا الجنوبية، ولم يعد أمام المنتخب الجزائري سوى تفادي الخسارة أمام منتخب روسيا حتى يكون ضمن المنتخبات المعنية بالبقاء في البرازيل لفترة أخرى.
ولا حديث وسط معسكر تحضيرات المنتخب الجزائري سوى عن دخول التاريخ وانتزاع التأشيرة الثانية للمجموعة، كون التأشيرة الأولى ستعود بنسبة كبيرة للمنتخب البلجيكي، حيث تغير حال المعسكر التحضيري للمنتخب الجزائري بمدينة سوروكابا البعيدة عن ساو باولو بنحو 90 كلم، وأصبح اللاعبون يشعرون أيضاً بأن المونديال ليس فقط المشاركة في الدور الأول إنما هو أيضاً طموح مشروع في التفكير حالياً في بلوغ الدور الثاني مثلما فعلته بعض المنتخبات العربية في وقت سابق.
ويسود التفاؤل وسط لاعبي المنتخب الجزائري وعادت الابتسامة إليهم بعدما تركوا الانطباع منذ وصولهم إلى البرازيل بأنهم تحت ضغط شديد كلما اقترب موعد مباراة، كون الفوز العريض أمام منتخب كوريا الجنوبية جعل اللاعبين يقتنعون بأن الدور الثاني بين أيديهم.
مباراة الغد ستشد قلوب كل الجزائريين خاصة الأنصار الذين انتقلوا إلى البرازيل وكلهم أمل بأن يحضروا اللحظات التاريخية ببلوغ المنتخب الجزائري الدور الثاني، والكرة الآن في مرمى اللاعبين والمدرب وحيد خاليلوزيتش.
خاليلوزيتش يرفض المغامرة في الهجوم
ويعتزم مدرب المنتخب الجزائري عدم توظيف كل أوراقه الهجومية منذ البداية في مباراة الجزائر أمام روسيا، كونه يعلم بأن المدرب كابيلو سيتخذ مباراة «الخضر» أمام كوريا الجنوبية معياراً للحكم تعلى المنتخب الجزائري وبناء استراتيجية اللعب.
وفي هذا الشأن لم يستبعد مصدر قريب من الطاقم الفني أن يقوم وحيد خاليلودزيتش هذه المرة بإعفاء عبدالمومن جابو من المشاركة أساسيا أمام منتخب روسيا رغم أن جابو قدم مباراة رائعة خاصة في الشوط الأول وسجل الهدف الثالث للمنتخب الوطني وكان وراء الهدف الثاني الذي سجله المدافع رفيق حليش. ويأتي ذلك كون المدرب خاليلودزيتش اقتنع بأن جابو يمكن له تقديم شوط واحد رائع بدنياً وفنياً، غير أنه يجد متاعب كبيرة في إتمام المباراة بدليل أن جابو الذي شارك أساسيا أمام كوريا اضطر إلى الخروج مع بداية الشوط الثاني. وسيتم توظيف جابو في المرحلة الثانية بنسبة كبيرة إذا احتاج المدرب الوطني إلى أوراق هجومية من أجل تسجيل الأهداف.
وبغرض امتصاص ضغط الروس في هذه المباراة التي تعد بالكثير، فإن المدرب البوسني للمنتخب الجزائري سيقوم بغلق المنافذ أمام المنتخب الروسي لاقتناعه بأن تشكيلة المدرب فابيو كابيلو مرغمة على فتح اللعب وتوظيف الورقة الهجومية، الأمر الذي سيرهق حتما مدافعي المنتخب الوطني الذين سيحتاجون حتما إلى المساعدة.
ومن المقرر أن يضيف حاليلوزيتش لاعب وسط في الخط الذي شغله في مباراة كوريا الجنوبية الثنائي نبيل بن طالب وكارل مجاني، ولم يفصل خاليلودزيتش بين مهدي لحسن صاحب النزعة الدفاعية وحسان يبدة صاحب النزعة الهجومية كون يبدة تعافى من الإصابة .
واستبعد مصدرنا أن يقدم خاليلودزيتش على توظيف مهدي مصطفى سبع في منصب وسط ميدان دفاعي، كون الانتقادات طالت مصطفى خلال المباراة الأولى أمام بلجيكا وهي المباراة التي شارك فيها مهدي مصطفى كظهير أيمن.
وحتى وإن كانت المراكز أصبحت غالية في المنتخب الجزائري، إلا أن خاليلودزيتش سيحتفظ ببعض اللاعبين الذين يعتقد بأنهم عناصر مهمة، كون وحيد خاليلودزيتش يفضل الإبقاء على إسلام سليماني كورقة رابحة في الهجوم، بعد أدائه المتميز أمام كوريا وهو الأداء الذي رشحه ليكون فضل لاعب في المباراة، وسيحتفظ المدرب خاليلودزيتش بالمهاجمين نبيل جيلاس والعربي هلال سوداني في مقعد البدلاء، غير أن جيلاس هو الأقرب للمشاركة بديلا في حال استوجب على المنتخب الجزائري تسجيل الأهداف بغرض تفادي الخسارة وكسب الرهان أمام منتخب روسي قوي جداً.
من جهته، نفى وحيد خاليلودزيتش خبر تعاقده مع نادي ترابزون سبور التركي تحسبا للموسم المقبل، وأكد بأنه لم يتفاوض بعد معى أي فريق أو منتخب، غير أن خاليلودزيتش اختار «راديو مونتي كرلو» للإدلاء بهذا النفي وهو في موقع قوة بعد الفوز على كوريا.
ويأتي ذلك بعدما قال إنه لم يتفق أبداً مع نادي طرابزون سبور التركي، هو رسالة موجهة لرئيس الاتحاد حتى يجرّده من الحجة التي سيتدارى وراءها حين يعلن بأن المدرب الجديد للمنتخب هو كريستيان جوركوف وبأنه لن يجدد عقد خاليلودزيتش، كون التأهل إلى الدور الثاني الذي سيكون إنجازاً تاريخياً سيجعل من الصعب على رئيس الاتحاد التخلي عن المدرب الذي أدخله التاريخ، خاصة إذا كان ذات المدرب يعلن صراحة بأنه لا يزال حرّ من أي التزام وبأنه لن يمانع التفاوض من جديد مع الاتحاد لتمديد عقده.
واختار خاليلودزيتش فرصة فوز المنتخب على كوريا الجنوبية واقتراب موعد الحسم أمام منتخب روسيا ليدلي بتصريح يحرج كثيراً رئيس الاتحاد محمد روراوة الذي لا ينتظر سوى انتهاء مشاركة المنتخب الجزائري في دورة البرازيل، حتى يعلن قيادة كريستيان جوركوف للمنتخب الجزائري، بدليل أن المدرب الفرنسي جوركوف باشر مهامه بصفة غير رسمية وهو موجود مع البرازيل يتابع خفية مباريات المنتخب ويعدّ تقارير بشأنها.
عدد اليوم
