نيويورك-وكالات الانباء: ابلغ وسيط الاتحاد الافريقي لمفاوضات السلام في دارفور سليم احمد سليم امس مجلس الامن الدولي بان النزاع الدامي في الاقليم غرب السودان الذي تسبب بكثير من المعاناة وسفك الدماء قد نضج اخيرا من اجل الحل وان اتفاق سلام شاملا بات في متناول اليد حتى لو تم بذل المزيد من الجهود·
وكانت المجموعة الافريقية والدولية امهلت اطراف المفاوضات حتى 30 ابريل للتوصل الى حل· وقال الوسيط الافريقي انه سيقدم قبل نهاية الشهر الجاري مجموعة اقتراحات تسوية ستشكل خيارات متوازنة وعادلة من اجل التوصل الى حل النزاع تشمل مسائل تقاسم السلطة وتقاسم الموارد والحوار بين مختلف المجموعات وآليات تطبيق ومراقبة اتفاق محتمل· مؤكدا ان الحكومة السودانية بدأت تصدر مؤشرات مرونة خصوصا حول اقتسام السلطة، وداعيا المتمردين الى التحلي بالمرونة نفسها· واضاف 'الوضع يتطور ونحن في المرحلة النهائية لابرام اتفاق السلام والوقت متاح للاطراف للتحرك بعيدا عن الجدال'·
ورأى سليم أن المساندة الدولية للمقترحات سوف تقنع الجانبين المتحاربين على توقيع اتفاق السلام الشامل، غير أنه حذر في الوقت نفسه من أن الامن لا يزال يمثل أكبر عقبة لاتفاق السلام، وقال أن ميليشيات الجنجويد وجماعات التمرد الافريقية والمقاتلين الاجانب يمثلون تهديدا دائما للسلام في دارفور وأن الاطراف لا تزال مترددة في قبول اتفاق وقف النار قبل تلقي تأكيدات بشأن المساندة الكاملة لنزع السلاح وتسريح الميليشيات ودمج المقاتلين في المجتمع، مشددا على ان وقف إطلاق النار من شأنه أن يمثل ثلاثة أرباع الرحلة إلى السلام· كما اشار الى وجود عوامل اخرى تساهم في التقدم بينها 'فراغ صبر' الزعماء الافارقة بشأن انهاء الصراع، داعيا اعضاء الامم المتحدة الى تزويد بعثة الاتحاد لحفظ السلام بالوسائل التي تمكنها من تنفيذ اتفاق الهدنة المتوقع التوصل اليه قريبا·
الى ذلك، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار للامم المتحدة يقضي بفرض عقوبات حظر على السفر وتجميد للاموال على 4 سودانيين اتهموا بالمسؤولية عن انتهاكات في دارفور سعيا الى اجراء تصويت على المشروع على الرغم من اعتراضات روسيا والصين· وقال السفير الاميركي جون بولتون ان المجلس بكامل اعضائه يجب ان يجري تصويتا بشان مشروع القرار الامر الذي سيجبر روسيا والصين على استخدام حق النقض (الفيتو) او القبول او الامتناع عن التصويت، واضاف 'ونحن نرى ان الوقت مناسب لتنفيذ هذه العقوبات'·
والرجال الاربعة الذين بقيت اسماؤهم بعد تصفية قائمة بريطانية أطول هم مسؤول من الحكومة السودانية وعضو في ميليشيا مؤيدة للحكومة واثنان من زعماء المتمردين· ولم ترد اسماء المسؤولين في مشروع القرار لكن دبلوماسيين قالوا انهم 'اللواء جعفر محمد الحسن من القوات الجوية السودانية الذي كان يتولى حتى هذا العام قيادة المنطقة العسكرية الغربية في دارفور وموسى هلال رئيس قبيلة جلول في شمال دارفور والمعروف بأنه زعيم 'الجنجويد' وجبريل عبد الكريم بادي قائد الحركة الوطنية من اجل الاصلاح والتنمية وآدم يعقوب شانت قائد جيش تحرير السودان'·
وقال السفيران الروسي والصيني اللذان يعارضان العقوبات من ناحية المبدأ ان الوقت ليس مناسبا لفرض الحظر بسبب محادثات السلام المستمرة بشأن دارفور في أبوجا· في وقت اكدت منظمة وحدة النقابات الافريقية رفضها نشر أي قوات اجنبية غير قوات الاتحاد الافريقي في دارفور·
عدد اليوم
