الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حمى نيمار» تجتاح كأس العالم!

«حمى نيمار» تجتاح كأس العالم!
25 يونيو 2014 01:08
أخيراً عثرت البرازيل على بطلها القومي وفتاها الذهبي، ووجدت الذي يستطيع أن يعيد أمجاد الأساطير، وتستطيع أن تعول عليه في مهمة محو ذكرى مونديال 1950 السيئة عندما تكسرت أحلام الشعب بأكمله أمام صخرة الاورجواي، فقد عثروا على ضالتهم المنشودة في ذلك الفتى الأسمر الضئيل، نيمار الذي فرض نفسه نجماً أول لفرقة «السليساو» في الدور الأول من البطولة. ومنذ اليوم الأول في البطولة والجماهير البرازيلية، تهتف باسم نيمار الذي يبدو أنه جاء في المكان والزمن المناسبين، فيما يتعلق بحاجة المنتخب البرازيلي للاعب يمتلك هذه الإمكانيات في الطريق الصعب نحو اللقب السادس، كما يبدو للبعض أنه جاء متأخراً عن أوانه فقد ظهر في فترة ندرت فيها المواهب، ولم تعد البرازيل تنجب هذه النوعية من اللاعبين وتوقفت عن الإنتاج منذ فترة طويلة، لذا هو يبدو مختلفاً عن أقرانه في الفريق، يبدو مميزاً كأنه من جيل رونالدو ورونالدينهو وكاكا وغيرهم من العباقرة البرازيليين، وأمس الأول لم يعقب الفوز البرازيلي على الكاميرون أي جديد، فقد خرجت الجماهير البرازيلية إلى الشوارع والساحات والشواطئ لتغني وترقص وتهتف كالعادة باسم نيمار. لا حديث في البرازيل عن كرة القدم، إلا وكان نيمار هو المادة الرئيسية، ولا صحيفة تصدر إلا وكان هو على غلافها، ولا عناوين إلا وكان اسمه في صدارتها، البرازيل التي تتنفس كرة القدم أصبحت تتنفس برئة نيمار، وهو المخلص الأول للشعب البرازيلي، والأمل المتاح من أجل الوصول إلى ماراكانا يوم الثالث عشر من الشهر المقبل والتتويج هناك بلقب طال انتظاره. نيمار ابن الـ22 ربيعاً والذي خاض 53 مباراة دولية سجل من خلالها 35 هدفاً وصنع 20 هدفاً، هذه الأرقام التي حققها وهو لا يزال فتى يافعاً تجعل منه مشروع النجم الأول في كرة القدم إذا ما واصل بالمعدل نفسه، وبعد اعتزال الظاهرة رونالدو لم تجد البرازيل خليفة له خلال الفترة الماضية، ولكن ها هو نيمار يتربع في قلوب البرازيليين نجماً مفضلاً. حمى نيمار أصابت كل شيء في البرازيل، ولعل القمصان التي ارتداها البرازيليون في المباريات الثلاث التي خاضوها في البطولة، معظمها تحمل اسم نيمار، بل إن البرازيليين أصبحوا يغيرون قصات شعورهم لتشبه تسريحة نيمار، حتى الإعلانات فقد تحول نيمار إلى فتى الشاشة الأول وظهوره في الإعلانات مطلب مهم لتسويق المنتجات، فكل شيء في المدن البرازيلية المختلفة يحمل بصمة نيمار فلقد تحول إلى فتى مدلل تعشقه الجماهير البرازيلية طالما أنه هو الذي يسعدها ويحقق أحلامها. وقال البرازيلي فيليب سكولاري مدرب المنتخب البرازيلي في المؤتمر الصحفي بعد مباراة البرازيل والكاميرون، إن نيمار مهم بالنسبة للبرازيل مثل أهمية ليونيل ميسي للأرجنتين، ولم يكن مدرب المنتخب يجامل أهم لاعب في فريقه عدا أنه قال الحقيقة كاملة، إضافة إلى أنه كان يسعى لرفع الروح المعنوية للاعبه الشاب الذي يعتمد كثيراً على إمكاناته وتحركاته المجنونة بالكرة وهو الذي ظهر واضحاً على أرض الملعب في المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب البرازيلي في البطولة. على الرغم من سنوات عمره القليلة، إلا أن نيمار لاعب يخوض أولى بطولاته في كأس العالم، وضمن منتخب البلد المستضيف، ولكنه يبدو كمن لم يعرف معنى للضغوط في حياته، ناهيك عن حدث بهذا الحجم، ولا يبدو الأمر مستغرباً، فقد قال عنه زميله في برشلونة اللاعب الأسباني شافي هرنانديز إن حالة السعادة التي يعيشها نيمار تدهشه، فهو يلعب بدون أي ضغوط. وفي هذا الشأن يقول كارلوس ألبرتو مدرب المنتخب السابق، والذي حقق مع البرازيل لقب كأس العالم 1994 والذي يرافق الفريق خبيراً في الاتحاد البرازيلي أنه يرى نيمار يومياً ويشاهده في التدريبات، ويبدو أنه مرتاح للغاية ولا يشعر بأي قلق، وأكد البرتو أن نيمار سيقدم أفضل مستوى ممكن خلال البطولة. يبدو كلام كارلوس البرتو مقنعاً إلى حد كبير، فالنجم الشاب تمكن في مباراة افتتاح البطولة أمام كرواتيا من تقديم عرض متميز، وتعادل لمنتخب بلاده من كرة بذل فيها مجهوداً فردياً رائعاً، ثم أضاف هدف التقدم من ضربة جزاء، وفي المباراة الثالثة أمس الأول، نجح في افتتاح التسجيل بطريقة، قال عنها النجم الانجليزي مايكل أوين أنه أنهاها في المرمى بطريقة متقنة، لدرجة جعلها تبدو أسهل مما هي عليه، ثم أضاف نيمار أيضاً الهدف الثاني، وترك المجال لزميليه في الفريق فريد وفرناندينو في تسجيل الهدفين الثالث والرابع. المستوى الذي يقدمه نيمار مع المنتخب في البطولة الحالية أعادت إلى الأذهان نيمار الذي كان يلعب في سانتوس عندما كان نجماً متألقاً جعل الأندية الأوربية، تتسابق من أجل الحصول على توقيعه، وفعلها برشلونة وفي موسمه الأول مع «البلوجرانا» لم يظهر نيمار سانتوس، فقد كان قابعاً في الظل طالما ان ميسي هو النجم الأول، والبطل الذي لا يقارن في برشلونة، ولذلك كانت كأس العالم الحالية فرصة جديدة تتاح لهذا اللاعب، حتى يثبت قدراته وأنه يستحق أن يزيح من يريد عن قمة النجومية ليجلس مكانه. يقول البرازيليون عن نيمار إنه هو خليفة نجمهم الأسطوري بيليه، ولكن أنتونيو ليما دوس سانتوس المدافع البرازيلي السابق الذي كان مع بيليه في المنتخب البرازيلي وسانتوس، يؤكد أن «الجوهرة السوداء» لا تجوز مقارنته بأي لاعب مهما كان، ولكنه شدد على أن نيمار يملك أشياءً لم يكن بيليه نفسه يملكها، وهي سرعة قدميه والطريقة التي يحرك بها الكرة بسرعة فائقة. وأضاف دوس سانتوس أن قيمة نيمار بالنسبة للكرة البرازيلية الحالية، تكمن في قدرته على توحيد الشعب، من خلال جمالية أدائه، وأنه يملك القدرة على تحريك الناس. وأمس الأول في العاصمة برازيليا كان نيمار يحتفل بالمباراة التي حملت رقم 100 في تاريخ مشاركات المنتخب البرازيلي في كأس العالم بطريقته الخاصة، وسجل الهدف رقم 100 في البطولة وقاد فريقه إلى صدارة المجموعة ليجنبها مواجهة مبكرة مع المنتخب الهولندي. ولا يبدو أن نيمار ينوي مغادرة البطولة سريعاً ولكنه على استعداد لتقديم كل ما يستطيع حتى يواصل المشوار مع فرقة السليساو حتى اليوم الأخير في البطولة ومن أجل الفوز باللقب السادس للمنتخب البرازيلي في تاريخ كأس العالم حتى ينضم إلى قائمة العظماء والخالدين في تاريخ الكرة البرازيلية، ولو تحقق هذا المسعى فإن البطولة لن يكون لها نجم سوى ذلك الفتى الضئيل الذي أصبح ملكاً متوجاً على عرش البرازيل. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©