الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمام المهارة البرازيلية.. «الأسود» لا تستطيع الصمود

أمام المهارة البرازيلية.. «الأسود» لا تستطيع الصمود
25 يونيو 2014 01:07
لم تحمل مباراة البرازيل والكاميرون في الجولة الأخيرة للمجموعة الأولى أي جديد، حيث حافظ طرفاها على نهجمها السابق، وساعد ذلك في عدم قدرة منتخب «الأسود» على الصمود طويلاً في المباراة أمام التفوق المهاري والخططي للمنتخب البرازيلي، والذي يعود الفضل فيه أولًا للنجم الأول في المباراة نيمار، الذي لا يعد تألقه جديداً فهو العلامة الفارقة في «السامبا» منذ انطلاق البطولة. ولم يتخلَ المنتخب البرازيلي عن أسلوبه الذي اعتاد عليه في البطولة، في غياب العمل الجماعي، واللعب الممرحل، فيما توهج منتخب «الأسود» لحظات قصيرة، قبل أن يعود لما عرف به في الجولتين السابقتين ويكرر الأخطاء الدفاعية «الساذجة»، التي لم تفلح معها الروح التي حاول أن يظهرها ليترك صورة طيبة قبل أن يغادر البرازيل. وعانى منتخب البرازيل رغم فوزه العريض، في مناسبات عديدة من هبوط المستوى، واستمرت ظاهرة التمرير الطويل إلى نيمار ليصنع الفارق، دون أن تكون هناك ملامح واضحة لخطة أو تكتيك يتقنه الفريق، ولعل النجاح الكبير لأسلوب التمرير الطويل واستغلال قدرات نيمار في السابق كان وارء الحفاظ على هذا النهج، المليء بالعيوب، فالمساحات كبيرة والترابط بين الوسط والهجوم مفقود في الكثير من الأوقات. وكان ذلك واضحاً في عدم قيام أوسكار وهالك بأدوارهما على النحو المطلوب، بالذات في الشوط الأول، كما برهن فريد رأس الحربة، أنه «خارج النص»، رغم الهدف الذي سجله، وهو ما يجعل مهمة «السامبا» صعبة للغاية بعد أن دخلت البطولة مرحلة «كسر العظم»، بخروج المهزوم. ويعاب على البرازيل أيضا عدم وجود التماسك الدفاعي، ومبالغة لاعبي الطرفين مارسليو وألفيش في التقدم في بعض الأحيان، لأن المنظومة بكاملها بها خلل كبير من بداية البطولة وحتى الآن، وقد يكلف هذا الخلل صاحب الأرض غالياً في الفترة المقبلة، ما لم يتحسن ويتطور أكثر مما هو عليه. وفي طرف المواجهة الثاني لم تفلح الرغبة التي أظهرها الكاميرون في تقديم شيء ينهي به مشواره، في معالجة الأخطاء المتراكمة، وتعتبر المباراة رغم الرباعية البرازيلية هي الأفضل من حيث الشكل العام لفرقة «الأسود»، التي ذبحتها الأخطاء الدفاعية الناتجة من افتقاد لاعبي الشق الدفاعي بالذات للياقة الذهنية المطلوبة وغياب التركيز عند الدفاع بأكمله، والتي ساهمت بوضوح في الأهداف البرازيلية. لكن مع هذه السلبيات فإن المنتخب الكاميروني أظهر وجهاً مختلفاً في هذه المباراة، وكان الأداء مقبولا، خاصة في الشوط الأول وسجل وصنع عدداً من الفرص على مدى المباراة، وهذا يحسب له، خصوصاً أن السلبيات التي رافقت رحلة الأسود في البطولة قبل هذه المباراة كان من الصعب علاجها بالرغم من بعض التغييرات التي أجراها المدرب. والخلاصة في هذه المواجهة غير المتكافئة أن الفريقين لم يقدمان أي مفاجأة لا في الأداء أو قلب توقعات «السيناريو»، الذي سيكونان عليه، والجيد والسيئ في الوقت نفسه كان تسجيل 5 أهدف في اللقاء أظهرت الحالة الدفاعية السيئة عند الأسود، وكذلك حالة الارتباك عندما يتعرض لها الدفاع البرازيلي عن الضغط عليه، وهو ما كشفه بوضوح الهدف الكاميروني الوحيد في البطولة. أجمل هدف جواردادو.. «ترجمة الجماعية» 9 أهدف شهدتها الجولة الأخيرة لمباريات المجموعة الأولى، ولم يخل معظمها من اللمحات الفنية والسرعة والمهارة، ويتقدمها هدف المكسيكي جواردادو، وهو الثاني لبلاده في مرمى كرواتيا، وهدف فيرناندينيو، الرابع في مرمى الكاميرون، وهدف نيمار الثاني، لكن الأجمل من بين هذه الأهداف، وهو هدف جواردادو، لأنه حمل عناصر كثيرة أظهرت روعته، أهمها التحرك السريع بالكرة، والتحول بها من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، والتمركز السليم، ثم مسك الختام اليسارية التي أطلقها جواردادو لتسكن المرمى هدفا رائعا، بين قدرات جواردادو الذي كان واحدا من بين أفضل اللاعبين في هذه المباراة، وقام بجهد كبير سخره لمصلحة المجموعة، في الشقين الدفاعي والهجومي. ويعد أيضا هدف البرازيلي فيرناندينيو من الأهداف الرائعة، ويحسب للاعب المساندة الفعالة للهجوم والمهارة العالية في المراوغة وتسديد الكرة في الزاوية البعيدة، وما قدمه فيرناندينيو في هذا الهدف هو ما يحتاجه المنتخب البرازيلي، الذي يفتقد كثيرا الترابط بين خطي الوسط والهجوم. ظاهرة الجولة افتقاد الدماء الجديدة ظهر المنتخب الكرواتي بشكل مقبول في مباريات البطولة، وكان بإمكانه أن يتقدم أكثر وأن يعبر إلى ثمن النهائي، عطفا على القدرات الكبيرة لعدد من لاعبيه، لكن معدل أعماره وافتقاده دماء جديدة تضخ الحياة في صفوفه، سواء بالدفع بها في التشكيلة الأساسية أو من على دكة البدلاء، والتي كان لها تأثير مباشر ساهم في الخروج من الدور الأول. ورأينا كيف أن أكثر من نصف التشكيلة الأساسية للمنتخب الكرواتي يرتفع معدل أعمارها، مثل أوليتش 43 عاما وسيرنا 32 وبرانتش، وصحيح أن الخبرة مطلوبة في مثل هذه الاستحقاقات، لكنها تمثل نصف الكأس فقط، والحيوية والشباب هي النصف الآخر، الذي افتقده الكروات، وعجل غيابهم بالرحيل من البرازيل. وبجانب ذلك فإن ضعف دكة البدلاء تمثل ظاهرة سلبية للمنتخب الكرواتي، الذي يملك الكثير، لكن بعض من نجومه بدأ نجمهم في الأفول وتراجعت مستوياتهم، وقد كشفت مباراة المكسيك العديد من هذه السلبيات التي تمثل ظاهرة في المنتخب الكرواتي، الذي يحتاج لعملية بناء وتجديد، وضخ دماء جديدة تعيده إلى الواجهة من جديد، دون أن يهمل عامل الخبرة الذي لا غنى عنه لأي منتخب كرة قدم. سوبر ستار نيمار.. «المتألق دائما» واصل المهاجم البرازيلي نيمار التألق وقاد بلاده لفوز عريض، رغم العيوب والسلبيات التي يعاني منها منتخب البرازيل خططيا بالذات، ليؤكد أن بصمته هي الأوضح، وأنه المنقذ الدائم لفرقة «السامبا»، وهو الذي يعرف جيدا كيف يصنع الفارق، مهما كانت السلبيات. ومع أن البرازيل لعب على أخطاء الكاميرون التي كانت متوقعة، وبتركيز كبير على استغلال مهارة نيمار بالتمرير الطويل، إلا أن الفضل يعود لنيمار نفسه، لأنه عرف كيف يستفيد من أخطاء المنافس، وتقدم لبلاده بالهدف الأول، ثم أعادها للتقدم بالهدف الثاني بعدما كان الكاميرون تعادل. والهدفان من الأهداف الجميلة، التي ظهرت فيهما مهارة اللاعب وقدرته الكبيرة على تطويع الكرة، وحساسيته العالية تجاه مرمى المنافس، ليؤكد بأنه أسطورة قادمة ليس في سماء الكرة البرازيلية بل والعالمية. ونيمار في طريقه ليصبح أفضل هداف في تاريخ «السامبا» وأسطورة جديدة لا يضاهيها أحد من الأجيال التي سبقته، سواء بيليه أو رونالدو، خاصة أنه بإحرازه هدفين في مرمى الكاميرون رفع رصيده مع المنتخب إلى 35 هدفا، ولا يزال عمره 22 عاما فقط. ونيمار الذي قدم مع منتخب بلاده مستوى مغايرا عن ما قدمه مع ناديه برشلونة، أكد رغم صغر سنه أنه لاعب قائد في الملعب ولا يكتفي بإحراز الأهداف فقط وقيادة الفريق للانتصارات، فقد ألهب الجمهور في المدرجات وحثهم على التشجيع لرفع الحماس. المغامرة الهجومية وفارق السرعة ضد كرواتيا المكسيك بين «الكبار» بـ «الصبر الخططي» قدم المكسيك وكرواتيا وجبة كروية دسمة، حملت الكثير من جماليات كرة القدم وتكتيكاتها، وواقعيتها، في المواجهة التي جمعت بينهما، بالذات قبل الانهيار الكرواتي، بعد مرور 70 دقيقة، وفشله في الصمود أمام المد المكسيكي، الذي أكد أنه إذا ما حافظ على النسق، الذي يمضي به فإنه لن يتوقف عند مجرد العبور إلى ثمن النهائي، بل ستكون له كلمة كبيرة في البطولة التي أكد أنه حصان أسود بين فرسانها. تميز المنتخب المكسيكي بالصبر الخططي على المنافس والتنظيم الجيد، وبالرغم من أن الشوط الأول انتهى سلبيا، فإن الأفضلية كانت له، في جميع خطوط اللعب، ومع أن أداء كرواتيا لم يكن سيئاً في هذا الشوط بشكل خاص، لكن التفوق المكسيكي كان واضحاً في السيطرة والاستحواذ والتنظيم، والفرص أمام مرمى المنافس، ثم صبره الكبير، حتى حانت اللحظة المناسبة لينقض على المنافس، ويضمن مقعده المستحق في ثمن النهائي. وما يميز المنتخب المكسيكي الأداء الجماعي، والمهارة العالية والسرعة الكبيرة في المرتدات، من خلال تنفيذه لطريقة 3 ـ5 ـ2 بكفاءة عالية، أعادت لها الحياة من جديد، حيث تكمن قوة المنتخب المكسيكي في لاعبي الأطراف فيكتور هيريرا وأجيلار على الجهة اليمنى وميجيل لايون وجواردادو على الجهة اليسرى، وفي عملية الربط الكبيرة التي يقوم بها فاسكويز، هذا فضلاً عن التنظيم الدفاعي الجيد، والعمل الجماعي في علاج الأخطاء، كما حدث من أجيلار في مناسبتين. وبرهن منتخب المكسيك على أنه من الكبار في هذه البطولة، من خلال العطاء المتميز الذي قدمه في الجولات الثلاث، وكان الأكثر إقناعاً من بين فرق المجموعات الأربع، ليستحق أن ترفع له القبعة. وبالمقابل فإن المنتخب الكرواتي دفع ثمن التهور والاندفاع غير المحسوب في الهجوم ليكون عقابه قاسياً، وقد هزمت التفاصيل الصغيرة، والأخطاء المنتخب الكرواتي، الذي كان متوقعا أن يظهر أفضل ما عنده في هذه المباراة، وزيادة التمسك بالفرصة في العبور، وظهر كثيراً في هذه المواجهة فارق الإمكانات بين المنتخبين بجانب أن الكروات افتقدوا الحيوية وقوة الدفع المستمرة، بدليل الأخطاء التي وقعوا فيها، وكلفتهم الكثير، بالذات في الجهة اليسرى التي كانت الحلقة الاضعف. وسهم تواضع مستوى عدد من اللاعبين، الذين تعول عليهم كرواتيا مثل أوليتش، ليكون الاعتماد على مودريتش وماريو مع الضعف الواضح في دكة البدلاء وعدم وجود البديل القادر على صناعة الفارق. وبالرغم من الاجتهادات الكبيرة التي قام بها نيكو كوفاتش مدرب كرواتيا لعلاج في طريقة اللعب، أو في توظيف العناصر، فإن التوفيق لم يحالفه التوفيق، وانهارت خطته بعد أن استقبل مرماه الهدف الأول. والمباراة بشكل عام كانت جيدة وحافلة باللمحات الجيدة، وأظهرت القيمة الحقيقية للعمل الجماعي، والتباين الكبير بين ما يملك المكسيك وقدرات كرواتيا، الذي يحتاج للبناء من جديد بعد الوداع المبكر للبطولة. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©