الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجدار الإسرائيلي يعزل فلسطيني عن اخته

20 ابريل 2006
حزما (الضفة الغربية)-رويترز: يعيش رائد الخطيب على بعد اقل من مئة متر عن اخته نهاد ولكنه لم يرها ولو مرة واحدة في الاسبوعين الماضيين اذ يفصل جدار من الخرسانة بين منزليهما الان· يقع منزل نهاد في منتصف تل على مشارف حزما وهي بلدة على الحدود المشتركة بين القدس الشرقية العربية والضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل وهو واحد من خمسة منازل عزلت عن بقية المنطقة التي يقطنها حوالي ستة آلاف نسمة·
ويمتد الجدار الاسرائيلي العازل لاكثر من 600 كيلومتر ويتكون من جدران خرسانية واسوار من الصلب تعلوها اسلاك شائكة، وكان السكان يعلمون بأمر الجدار ولكن لم يسعهم عمل شيء·
وقال خالد حميدة قريب نهاد وهو ضمن 50 شخصاً ينتمون لأسر تربطها علاقات قرابة عزلوا بالكامل عن أصدقائهم وذويهم ومجتمعهم اسفل التل 'تلقينا انذاراً قبل (البناء) بأسبوع وكلنا محاميا في هذه المدة واعطيناه ستة الاف دولار· 'حاول المحامي ولكنها (الحكومة الإسرائيلية) حصلت على اذن للمضي قدما في بناء الجدار في كل الاحوال·' وتقول اسرائيل ان الجدار الذي يمتد في عمق الضفة الغربية وحولها هو اجراء دفاعي ضروري لوقف التفجيرات الانتحارية الفلسطينية· وتراجعت بالفعل التفجيرات الانتحارية منذ بدء بناء الجدار في عام ·2002
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف ايهود اولمرت قد تعهد بفرض حدود إسرائيل النهائية من جانب واحد في حالة عدم إجراء محادثات سلام والتي يعتقد انها اصبحت احتمالا غير وارد منذ تولي حركة (حماس) الحكم في مارس الماضي·
ويزيح حميدة ستار النافذة في حجرة معيشته ويشير للجدار الذي يرتفع تسعة أمتار ويعززه خندق وسور من الصلب بارتفاع مترين الذي يقطع حديقته ويلقي بظلاله على منزله الذي يبعد امتاراً قليلة· وقال 'كان المنظر رائعاً جهة البحر الميت· كنا ندعو الناس من البلدة لتناول القهوة في المساء· لا يمكنهم المجيء الان·
' تتردد نفس شكاوى سكان حزما على ألسنة عدد كبير من الفلسطينيين الذين اضيروا من جراء إقامة الجدار في شتى مناطق الضفة· فيقول فلاحون على سبيل المثال انه فصلهم عن حقولهم· وتبين حالة حزما كيف يهدد بناء الجدار ليس بفصل الفلسطينيين عن الاسرائيليين فحسب بل بالفصل بين الفلسطينيين انفسهم وعزلهم عن جيرانهم وذويهم ومجتمعاتهم ويحتمل ان تستمر عواقبه في المدى البعيد او حتى بشكل دائم·
وأعلنت اسرائيل انها ستقوم بسد فجوات صغيرة في الجدار لا تزال موجودة حول حزما في الاسابيع المقبلة· ويتوقع الى حد كبير ان يرسم الجدار الحدود النهائية لاسرائيل· وفي عام 2004 قضت محكمة العدل الدولية بان بناء الجدار إجراء غير شرعي لانه يقتطع اراضي احتلت في حرب عام ·1967 ورفضت المحكمة العليا في اسرائيل الحكم ولكنها امرت بتعديل مسار بعض قطاعات الجدار·
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية 'وضع مسار الجدار ليوفر اقصى قدر من الحماية للمواطنين الاسرائيليين وادنى مستوى من الازعاج للفلسطينيين ،ويمكن عرض اية شكوى على المحكمة العليا· وفي الوقت الحالي تسمح الفجوات الموجودة حول حزما للقلة التي عزلت بالوصول للمتاجر والمدارس في البلدة سيرا لمدة تتراوح بين 15إلى 20 دقيقة لنقطة عبور بلا حراسة· وقال مسؤولون ان الفجوات ستسد في الاسابيع المقبلة ويعتمد توقيت التنفيذ على الحكومة الاسرائيلية·
وتقول نهاد 'انه سجن' شاخصة ببصرها في اتجاه مكان عمل شقيقها بمحطة بنزين بوسط حزما كان يمكنها رؤيتها من قبل لكن يحجبها الجدار الآن· وتشير إلى ان أقرب جيرانها على الجانب الذي تسكن فيه من الجدار هم الان سكان مستوطنة يهودية أعلى التل· ويحكي أحد ابنائها كيف احتجزه الجنود الاسرائيليون لبعض الوقت في الاونة الاخيرة لاقترابه من المستوطنة ولكنه ذكر انه كان يحاول فقط الوصول لمنزله·
واحفاد نهاد غير سعداء، فالجدار سيحرمهم من الذهاب للمدرسة ولعب كرة القدم مع الأصدقاء حين تغلق الفجوات في الجدار ولا تعرف نهاد اين سيتلقى الاطفال تعليمهم حينها· وقال نسيم (12 عاما) متحسرا 'ليتهم اقاموا الجدار أعلى التل على الجانب الاخر من منزلنا حتى نكون مع بقية البلدة· 'ويحاول حميدة ان يبقى متفائلا· ويقول 'ربما يقرر الاسرائيليون تغيير مسار الجدار' ولكن يبدو ان امله ليس كبيرا بعد فشل محاميه في القضية الاصلية· ويضيف حميدة 'انها قضية سياسية يمكن مناقشتها'· كما يأمل حميدة ان تمنحه اسرائيل تصريحا بدخول القدس بعد ان اصبح منزله الان جزءاً من القدس الشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل في عام ·1967 وربما يتيح له التصريح فرصة عمل افضل ويعطيه الحق في الحصول على خدمات اجتماعية ولكنه لا يعول على هذه الآمال كثيراً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©