مصطفى عبد العظيم (دبي) - تسعى المملكة المتحدة لاستقطاب استثمارات الشركات الإماراتية إلى القطاعات المختلفة في بريطانيا خلال الفترة المقبلة، بحسب فينس كيبل عضو البرلمان البريطاني ووزير الدولة لشؤون الأعمال التجارية، الذي أكد أهمية الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا والتي تقدر بالمليارات.
وأضاف أن الاستثمارات الإماراتية حيوية وتلعب دورا مهما في خلق فرص العمل في بريطانيا، ومن أبرز هذه الاستثمارات مشروع موانئ دبي العالمية «لندن جيتواي»، الذي أكد أنه أعاد الحياة إلى اقتصاد المنطقة الشرقية بلندن، ومشروع مصفوفة لندن لتوليد طاقة الرياح الذي تساهم فيه مصدر.
وأكد خلال مؤتمر أمس استهل به زيارة لمدة يومين إلى دبي وأبوظبي على متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقال إن انفتاح الاقتصادين يذلل العقبات أمام الشركات البريطانية الراغبة في الاستثمار في الإمارات، أو الشركات الإماراتية التي لديها استثمارات في الإمارات الأمر الذى رأى أنه يغني عن إبرام اتفاقيات تعاون على هذا الصعيد بين البلدين، إلا إنه قال إنه لا يوجد ما يمنع الدخول في هذه الاتفاقيات إن كانت هناك رغبة في ذلك.
وأشار كيبل إلى أن حكومة بريطانيا على ثقة في قوة التعافي الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، لافتاً إلى أن المؤشرات جميعها تعكس ما حققته الإمارات ودبي من تعاف وازدهار على مستوى القطاعات الاقتصادية المختلفة. وكشف عن تطلع بريطانيا إلى لعب دور مهم في التحضيرات لاستضافة «اكسبو 2020»، حيث أكد كيبل أن لدى بريطانيا العديد من الشركات القادرة على التنافس بقوة على فرص المشاركة، خاصة في مجالات الهندسة والتصاميم والاستشارات الهندسية.
ولدى سؤاله عن رأيه في فرص استدامة التعافي في بريطانيا، قال كيبل إنه من الواضح أن القطاع المصرفي في بريطانيا استفاد من دروس الأزمة العالمية، ما يعني أن التعافي هذه المرة أكثر قابلية للاستدامة.
وتعد هذه الزيارة الأولى لكيبل منذ توليه منصبه كوزير للشؤون التجارية، وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، وتشجيع استقطاب مزيد من الاستثمارات الاجنبية إلى المملكة المتحدة.
وكانت هيئة التجارة والاستثمار البريطانية أعلنت في نهاية العام الماضي اعتزامها التركيز على استقطاب الاستثمارات من الإمارات والمنطقة من خلال تقديم التسهيلات اللازمة للشركات الإماراتية الراغبة في الاستثمار في المملكة، بعد أن كان دورها يتركز سابقا في دعم استثمارات الشركات البريطانية في الخارج. وتأتي هذه الزيارة كجزء من جهود الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار الرامية إلى تعزيز العلاقات التجارية الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاعي السلع والخدمات لتصل إلى 12 مليار جنيه استرليني بحلول العام 2015. وقال كيبل إن العلاقات حاليا على المسار الصحيح لتحقيق الاهداف التي تم الاتفاق عليها حيث بلغ حجم التبادل التجاري والاستثمار بينهما 10 مليارات جنيه استرليني في العام 2012.
وارتفع حجم صادرات المملكة المتحدة من السلع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 11% حتى شهر سبتمبر من العام الماضي، حيث وصل إلى 6 مليارات جنيه استرليني. وهذا يشكل فصلا آخر من النجاحات المنبثقة عن الشراكة التجارية بين البلدين.
ونمت التجارة بين البلدين في النصف الأول من 2013 بشكل قوي، مع نمو صادرات الإمارات إلى بريطانيا بحوالي 59% إلى 1.43 مليار جنيه استرليني، ونمو الواردات بحوالي 9% مقابل الفترة نفسها من 2012 إلى 2.84 مليار جنيه استرليني.
وخلال اليوم الأول من زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قام فينس كيبل بتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين على توجيه استثماراتهم نحو المملكة المتحدة من خلال إعلانه عن تشكيل فريق الاستثمار الخليجي التابع للهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، برعاية من وزارة الاعمال التجارية والابتكار والمهارات، ويضم الفريق حاليا 20 شخصاً. وسيتولى إدارة الفريق مجموعة من المحاسبين من شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، وسيعمل الفريق على إيجاد 100 فرصة استثمارية جديدة قد تدفع إلى اقتناص 15 من المشاريع الاستثمارية الحقيقية من دول الكويت، وقطر، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية شهر مارس 2015.
وفي معرض تعليقه على هذه الخطوة، قال فينس كيبل: «يأتي تعزيز النمو والاستثمار في المملكة المتحدة على قائمة أولوياتنا. ولقد شكل تشجيع الشركات على الاستفادة من إمكانيات الاقتصادات الناشئة جزءاً رئيسياً من استراتيجية الحكومة لقطاع الصناعة، مما ساعد على تعزيز مكانتنا وتمركزنا في صدارة المنافسة في القطاعات الرئيسية التي نحن رواد عالميين فيها».
وتأتي خطوة الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار في تشكيل فريق الاستثمار الخليجي عقب الإعلان عن خطط لافتتاح مركز الأعمال البريطانية في دولة الإمارات العربية المتحدة في كل من إمارتي دبي (والمقرر افتتاحه في شهر مارس من العام الجاري) وأبوظبي (المقرر افتتاحه في شهر اكتوبر من العام الحالي). وستخدم هذه المراكز كمحاور دعم للأعمال التجارية حيث ستقوم بتقديم المشورة وخدمات الدعم التقني، فضلاً على تقديم مساحات مكتبية للشركات الراغبة في إقامة مقار لها في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا بدوره سيساعد الشركات البريطانية الطامحة للاستفادة من فرص النمو في الأعمال التجارية التي تصل قيمتها إلى 1.2 مليار جنيه استرليني في تعزيز تنافسيتها للفوز بفرصة التجهيز للموقع الخاص بمعرض اكسبو 2020 العالمي.”وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في مطلع العام 2013 عن مبادرة لإنشاء مراكز أعمال بريطانية في عشرين دولة تتصدر قائمة أهم أسواق المملكة المتحدة للتصدير لتكون حاضنة للشركات البريطانية الصغيرة والمتوسطة في تلك الدول. وتعتبر الامارات الدولة الثانية - بعد الهند - التي تأكد إطلاق مراكز أعمال بريطانية فيها وسيتم ذلك بالتوافق مع دائرة التنمية الاقتصادية في كل من دبي وأبوظبي. وقال جو هيبوورث الرئيس التنفيذي لمراكز الأعمال البريطانية في الإمارات على هامش المؤتمر يوم أمس إن المركز الأول في دبي والمزمع افتتاحه في مارس المقبل استقطب بالفعل اهتماما من 50 شركة بريطانية، وكذلك استقطب مركز أبوظبي، والذي من المنتظر افتتاحه في أكتوبر المقبل العدد نفسه من الشركات البريطانية من القطاعات المختلفة.
عدد اليوم
