الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منافسة لاستقطاب الكفاءات المواطنة خلال المنتدى الإماراتي البريطاني للرواد بلندن

منافسة لاستقطاب الكفاءات المواطنة خلال المنتدى الإماراتي البريطاني للرواد بلندن
19 يناير 2014 22:31
سيد الحجار (لندن) ـ تنافس شركات إماراتية على استقطاب الكفاءات من بين الطلاب الدارسين في لندن، وسط تزايد اهتمام المؤسسات الوطنية بجذب الكوادر المتميزة، وإعداد قواعد بيانات عن المؤهلين منهم للسوق. وقال مسؤولون بعدد من الشركات لـ«الاتحاد» على هامش مشاركتهم في المنتدى الإماراتي البريطاني الأول للرواد، الذي انطلقت فعالياته في لندن أمس الأول، إن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في معدلات التوطين بالمؤسسات الإماراتية سواء الخاصة أو الحكومية، لاسيما في ظل توافر الكوادر الوطنية المؤهلة بمختلف التخصصات. وشارك في المنتدى، الذي افتتحه الشيخ محمد بن مكتوم آل مكتوم، السكرتير الأول في سفارة دولة الإمارات بلندن، 22 هيئة ومؤسسة وشركة إماراتية حكومية وخاصة، بحضور نحو 1500 من الطلاب الإماراتيين الدارسين في المملكة المتحدة والبالغ عددهم أكثر من 3 آلاف مشارك. وجاء انعقاد المؤتمر الذي استمر على مدى يومين بمبادرة من السفارة الإماراتية في بريطانيا، بالشراكة مع شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة بريتش بيتروليوم «بي بي». وتضمن المنتدى، الذي اختتمت فعالياته أمس، ورش عمل وندوات متعددة بمشاركة نخبة من كبار الشخصيات البريطانية والإماراتية القيادية في مجال المال والأعمال والشخصيات ذوي التأثير على مختلف القطاعات الاقتصادية. وقال عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير دولة الإمارات في المملكة المتحدة في بيان صحفي، إن هذه المبادرة تهدف إلى دعم الطلاب الإماراتيين، وحثهم على تحقيق التميز والنجاح، وبدء التفكير في حياتهم العملية ورسم مستقبلهم المهني والتخطيط له من الآن من خلال الاستعداد الأكاديمي بشكل يسهم في تحقيقهم أهدافهم العملية. ودعا المطيوعي الطلبة إلى الاستفادة القصوى من هذه الفرصة وتبادل الآراء والأفكار والتعرف على إمكانيات الإعداد لدورهم المأمول، باعتبارهم قادة المستقبل، كما توجه السفير بالشكر للهيئات والشركات الحكومية والخاصة التي دعمت هذا الحدث. وأكد حرص السفارة على إقامة هذا المنتدى بشكل دوري، والعمل على استقطاب مزيد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة العاملة في الإمارات أو الشركات البريطانية التي لها فروع في الدولة، بهدف فتح المجال بشكل أكبر للاطلاع على الفرص المتوافرة والمستقبلية في الدولة. وألقت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ«تو فور 54» الكلمة الرئيسية للمنتدى، والتي تناولت فيها مستقبل قطاع الإعلام ودوره في تعزيز اقتصاد دولة الإمارات، وذلك من خلال خبرتها كإحدى القيادات الإعلامية. كما عرضت حاجات القطاع المتزايدة إلى مختلف الوظائف المتعلقة بالإعلام والمحتوى بشكل عام، مشيرة إلى أن صناعة الإعلام والترفية والمحتوى تتطور بشكل دراماتيكي وتجلب معها المزيد من الفرص. وأضافت أنه منذ تأسيس «تو فور 54» قبل خمس سنوات، تم خلق نحو 3000 فرصة عمل جديدة، مؤكدة أن المستقبل يحمل فرصاً أكثر، إذ ما يزال السوق بحاجة إلى خبرات ومواهب مواطنة، لاسيما في مجالات المحتوى، والألعاب الإلكترونية، وصناعة الرسوم المتحركة وعمليات ما بعد الإنتاج والإعلان، إضافة إلى الشؤون القانونية والمالية الإعلامية. كما تناولت الكعبي، تغيير الصورة النمطية لهذا النوع من الوظائف وإقبال الأجيال الجديدة من المواطنين على شغل وظائف لم تكن متوافرة سابقاً، وهو الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد في هذه الصناعة. ودعت الكعبي خلال كلمتها جميع الطلاب إلى أن يكونوا خير سفراء للإمارات في المملكة المتحدة، وأن يكرسوا وقتهم للدراسة والمعرفة، إذ إن امتزاج الحضارات والاطلاع على مكونات الثقافة المجتمعية الأخرى تشكل إضافة معرفية يمكن تطويعها لخدمة وطنهم في المستقبل. وأشارت الكعبي إلى أن هذا الوقت هو المثالي للعمل في الإمارات، لاسيما مع توافر فرص وظيفية واعدة تنتظر شباب وشابات الإمارات الطموحين، في ظل نجاح إمارة أبوظبي في تعزيز موقعها كعاصمة للثقافة والإبداع في المنطقة ونجاح الدولة في استضافة إكسبو 2020 الذي سيوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة. وأعربت الكعبي عن أملها في أن يستطيع شباب الدولة الاستفادة من تلك الفرص المتاحة أمامهم. وقالت الكعبي للصحفيين إن المشاركة في الملتقى تهدف إلى جذب العديد من الكفاءات بمختلف التخصصات، وليس فقط مجال الإعلام، إذ يعمل بالمؤسسة تخصصات عديدة تشمل الأعمال الإدارية والفنية والمحاسبية، كما أن مهنة الإعلام بشكل عام تعتمد في المقام الأول على الموهبة وليس التخصص الدراسي فقط. وأوضحت أن نسبة التوطين في «تو فور 54» تزيد حالياً على 44%، موضحة أن نسبة النساء العاملات في المؤسسة تزيد على 60%. جذب الكوادر بدوره، قال علي راشد الجروان الرئيس التنفيذي لشركة أدما العاملة التابعة لأدنوك، إن قطاع الطاقة شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب اهتمام الشركات بجذب الكوادر المتميزة، والتي تعد أحد العناصر المهمة للحفاظ على التنافسية. وأشار في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى اهتمام «أدنوك» بتطوير المواهب الشابة واستقطاب الكفاءات وإعداد البرامج التدريبية لتأهيل الكوادر المواطنة، بهدف تعزيز تنافسية الشركة على الصعيد الدولي. وأضاف «نركز علي المواطن الإماراتي كركيزة أساسية للنمو والتطور، وهناك العديد من الشباب الذين نأمل أن يتسلموا دفة القيادة المستقبلية، وبالتالي نحرص علي المشاركة في مثل هذه المنتديات لإطلاع الطلاب على الفرص المتاحة أمامهم، وفي نفس الوقت جمع البيانات المتوفرة عن الكوادر المتميزة لإعداد قاعدة بيانات خاصة بالشركة». وقال الجروان إن عدد العاملين في شركات «أدنوك» يزيد على 46 ألف عامل وموظف، فيما تصل نسبة التوطين بالشركة إلى 62%، موضحاً أن الشركة تهدف إلى زيادة النسبة إلى 75% بحلول عام 2015. بدوره، أكد الدكتور عبدالله عيسي زمزم مساعد الأمين العام للعمليات بهيئة البيئة - أبوظبي، حرص الهيئة على المشاركة في المنتدي بهدف تعريف الطلاب الإماراتيين بفرص التوظيف والتدريب المتوافرة في «بيئة أبوظبي»، مشيراً إلى اهتمام كثير من الطلاب بزيارة جناح الهيئة والاطلاع على الفرص المطروحة في مجال حماية البيئة أو التكنولوجيا الحيوية. ولفت زمزم إلى اهتمام الهيئة بتطوير الموظفين، عبر العديد من البرامج التدريبية داخل وخارج الدولة، فضلاً عن توفير فرص الدراسة للموظفين، عبر ساعات عمل مرنة، موضحاً أن عدد العاملين في الهيئة حالياً يصل إلى 1100 موظف، فيما تصل نسبة التوطين إلى نحو 70%، بما يعادل 800 مواطن. وأكد عبدالكريم المازمي مدير عام شركة بريتيش بتروليوم «بي بي» الإمارات، أن الطلب المتنامي على استهلاك الطاقة عالمياً، يزيد الاهتمام بالقطاع ويؤكد أهمية دعمه بالكفاءات والتغلب على التحديات في هذا المجال، وهو ما دفع الشركة للاهتمام بقطاع البحث والتطوير والتدريب. وأوضح المازمي أن قطاع الطاقة بحاجة إلى كوادر في مجالات عديدة منها الهندسة والمحاسبة والإدارة، مشيراً إلى اهتمام «بي بي الإمارات» بخضوع الموظفين لبرامج تدريبية مكثفة، فضلاً عن ابتعاث موظفين إماراتيين للمشاركة في مشاريع تطويرية بمختلف دول العالم. استقطاب الطلاب بدورها، أشارت سارة المهيري مدير إدارة الموارد البشرية بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا إلى اهتمام المعهد بالمشاركة في المنتدي الإماراتي البريطاني الأول للرواد، بهدف استقطاب الطلاب لتكملة الماجستير والدكتوراة في المعهد، لاسيما الطلاب المتميزين في مجالات العلوم والهندسة والحاسب الآلي، فضلا عن استقطاب الخريجين المتميزين للتوظيف في المعهد. وأشارت المهيري إلى أن عدد الموظفين بالمعهد يزيد حالياً على 140 موظفاً، فيما تصل نسبة التوطين إلى نحو 48%، مؤكدة اهتمام معهد مصدر بإعداد برامج صيفية وبرامج تدريب ميداني. بدورها، قالت زينب علي الصفار مدير التوظيف بالموارد البشرية في شركة مصدر، إن دولة الإمارات باتت تحتل حالياً مرتبة متقدمة على الصعيد العالمي فيما يتعلق بقطاع الطاقة المتجددة الذي تقوده مصدر، وهو ما يتطلب الاستمرار في استقطاب الكفاءات المواطنة المتميزة للحفاظ على هذا الموقع المتميز. وأشارت الصفار إلى اهتمام مصدر بالالتقاء مع الطلاب الإماراتيين في الخارج وإطلاعهم علي الفرص المتاحة بقطاع الطاقة المتجددة، لافتة إلى مشاركة الشركة مؤخراً في ملتقى لجذب الرواد الإماراتيين، تم تنظيمه في واشنطن قبل نحو شهرين. إلى ذلك، أكد أحمد المرزوقي نائب رئيس أول قسم التوظيف في شركة مبادلة، اهتمام الشركة باستقطاب جميع التخصصات المتميزة من الكفاءات المواطنة، لاسيما في ظل عمل مبادلة بقطاعات عديدة عبر الشركات التابعة لها منها الاستثمار والطاقة المتجددة والتطوير العقاري وصناعة الطيران. وأوضح المرزوقي أن «مبادلة» تهتم كذلك بمتابعة الطلاب المتميزين سواء في المدارس أو الجامعات، بهدف تعريفهم بالتخصصات الجديدة المطلوبة، فضلاً عن إعداد برامج تدريبية للطلاب خلال فترة الإجازة الصيفية. وذكر المرزوقي أن عدد الموظفين في شركة مبادلة يصل إلى 700 موظف، فيما تقدر نسبة التوطين بنحو 51%. من جانبها، قالت أماني سيف الخالدي رئيس التوطين بمجموعة الموارد البشرية في بنك أبوظبي الوطني، إن البنك يسعى لاستقطاب الكفاءات المتخصصة بالقطاع المالي، وذلك في إطار الاهتمام المتواصل بزيادة عدد المواطنين العاملين بالبنك، والذين يصل عددهم الآن إلى نحو 1200 مواطن. وأشارت إلى توافر العديد من البرامج التدريبية للمواطنين العاملين بالبنك، عبر 5 برامج مختلفة. فرص متميزة وقال الطالب أحمد عبدالهادي الحمادي، إن المنتدى قدم فرصاً متميزة أمام الدراسين الإماراتيين في المملكة المتحدة، موضحا أنه في إطار دراسة الهندسة بجامعة كاردف، اهتم بالاطلاع على الفرص المتاحة بشركات أدنوك والاتحاد للطيران. من جانبها، أكدت فاطمة الظاهري، أن الملتقى يفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة الإماراتيين الدارسين في الخارج، وذلك قبل التخرج من الجامعة، وفي الوقت نفسه يفيد الشركات في إعداد قاعدة بيانات عن الكفاءات المواطنة. وأشارت الظاهري إلى اهتمامها بالمشاركة في المعرض بهدف التواصل مع صناع القرار ومسؤولي الشركات الإماراتية الكبرى، وليس البحث عن وظيفة في المقام الأول، موضحة أنها تعمل في مؤسسة دبي للإعلام، إلا أنها تفرغت للدراسات العليا في بريطانيا بمجال الإعلام والاتصالات بجامعة برونال. من جهته، أشار الطالب عبدالله علي العاصي إلى اهتمامه بالاطلاع على الفرص المتاحة بالشركات الإماراتية المختلفة بما يناسب تخصصه، إذ يدرس الهندسة الميكانيكية بجامعة شافيد، مؤكداً أهمية المعرض في التواصل بين الطلاب في الخارج وسوق العمل المحلية. ويعد المنتدى المشترك للروّاد بين الإمارات وبريطانيا أحد أبرز المبادرات التي أطلقتها سفارة الإمارات في لندن، إذ يهدف إلى تزويد الطلبة الإماراتيين والبريطانيين بمنصة مثالية للتواصل مع قادة الأعمال في كلا البلدين والاطلاع على الفرص المتاحة لتطوير مسيرتهم المهنية في الإمارات. وفتح المعرض باب التواصل بين الشباب والمسؤولين في الشركات الرائدة في المملكة المتحدة والإمارات، للتعرف عن قرب على الفرص الوظيفية المتاحة، والتي تمثل بالنسبة لهم نقطة الانطلاق المثالية لتحقيق الأهداف التي تتماشى مع طموحاتهم. كما وفّر المنتدى للطلاب فرصة لقاء رواد قطاع الأعمال في البلدين، والتعرف على الشركات التي تسعى لاستقطاب الشباب الواعد وإفساح المجال أمامه للارتقاء والتطور المهني. وشارك في المعرض عدد من الشركات من مختلف القطاعات، بما فيها تلك المعنية بمجالات الهندسة والاقتصاد والتصميم والهندسة المعمارية وصناعة الأفلام والطب. سفير الدولة بلندن: الإمارات تتصدر جدول أعمال المستثمرين البريطانيين أكد عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير دولة الإمارات لدى المملكة المتحدة، جاذبية الإمارات للمستثمرين من مختلف دول العالم، ومن بينها المملكة المتحدة، لاسيما في ظل توافر مناخ وبيئة تنافسية للغاية من خلال البنية التحتية المتقدمة وشبكات الطرق ذات الكفاءة العالية والمناطق الصناعية المتخصصة، فضلاً عن خدمات الطاقة بأسعار تنافسية والعمالة المؤهلة والمدربة، إضافة إلى عدم وجود أي نوع من أنواع الضرائب على الإنتاج ومستلزماته. وقال المطيوعي: إن الإمارات بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات في مجالات نقل التكنولوجيا وصناعة الطيران والفضاء وبناء السفن والصناعات المتطورة في مجال المعدات والآليات وفي القطاع المالي والمصرفي والصناعات البتروكيماوية وفي قطاع النقل بالسكك الحديدية. وأوضح أن فوز مدينة دبي باستضافة إكسبو 2020 سيبقى الحدث الأهم خلال السنوات المقبلة، كما سيوفر فرصاً استثمارية عديدة، في ظل ما سيتم تنفيذه من قبل حكومة الدولة من مشاريع تنموية، خاصة في قطاعي الإنشاءات والخدمات العامة.وقال إن المجال مفتوح أمام المستثمرين الأجانب وعلى رأسهم الشركات البريطانية، للاستفادة من هذه الفرص الكبيرة والرائدة على مستوى المنطقة. وأكد أهمية الخطوة التي اتخذتها الحكومة البريطانية بشأن التسهيلات الممنوحة للمواطنين الإماراتيين لدخول بريطانيا، ودورها في تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين. وأوضح المطيوعي أن هذه الخطوة ستسهم في مزيد من الانفتاح الاقتصادي والتجاري والسياحي بين البلدين، وستشجع العديد من الدول الأخرى مثل دول الاتحاد الأوروبي أن تحذو حذو المملكة المتحدة في انفتاحها على العالم، خاصةً بالنسبة الدول التي لديها استثمارات مهمة ومؤثرة في عصب الاقتصادي الأوروبي. وأفاد السفير بأن الاستثمارات الإماراتية المتنوعة في المملكة المتحدة تعد من أنجح الاستثمارات، كما أنها تحقق عوائد اقتصادية ومالية ممتازة. ومن أبرز وأهم هذه الاستثمارات مركز «إكسل لندن» للمعارض والمؤتمرات، والذي تم الاستحواذ عليه من قبل شركة أبوظبي الوطنية للمعارض في مايو من العام 2008 بقيمة 1,8 مليار درهم. وأشار إلى استثمار شركة أبوظبي للطاقة المتجددة «مصدر» في مصفوفة لندن لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، إذ تمتلك «مصدر» 20? من المشروع الذي تبلغ قيمته 2,2 مليار جنيه استرليني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©