الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

المدرسة تصقل المواهب وتعزز إبداعات الأجيال الجديدة

المدرسة تصقل المواهب وتعزز إبداعات الأجيال الجديدة
26 سبتمبر 2017 21:23
أحمد السعداوي (أبوظبي) كثيرة هي المواهب التي يمتلكها أبناؤنا الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، ومن هنا يبرز دور المدارس في الكشف عن هذه المواهب والإمكانات والطاقات الكامنة، والعمل على دعمها وتنميتها، بما ينعكس على شخصيات الطلاب ويفرز منهم أشخاصاً ذوي قدرات إيجابية، قادرة على الإبداع والتجديد والابتكار في كل المجالات. وتعمل المدارس على القيام بهذا الدور عبر خطط وبرامج مدروسة تنفذها على مدار العام الدراسي، وتستمر من مرحلة دراسية إلى أخرى حتى يتحقق الهدف والوصول إلى أقصى درجات الإبداع والنجاح، بحسب ما قال عدد من التربويين. عمليات التربية يقول حمد سالم المزروعي، مدير مدرسة المستقبل النموذجية بأبوظبي: «إن المدارس تلعب دوراً رئيساً في الكشف عن مواهب الطلاب، من خلال الأنشطة المختلفة التي تمارس بين جدران المدرسة وتحت إشراف المدرسين والمتخصصين في المجالات كافة، ولا تخلو أي مدرسة من أصحاب المواهب في العلوم، الفن، الموسيقى، والرياضة، وغيرها. وحين يلاحظ أي من المسؤولين في المدرسة سواء في المعامل المدرسية أو أي من غرف الأنشطة، مثل هذه المواهب يتم عمل خطة من أجل تنميتها، بالمشاركة بين الأسرة والمدرسة، لأن لكل منهم دوره في رعاية القدرات المتميزة لدى الطالب، عبر خطة متكاملة تستمر خلال وجود الطالب في المدرسة أو خارجها. وفيما يتعلق بما يجري داخل المدرسة مع الطلاب الموهوبين، يورد المزروعي، أنه يتم عمل مجموعات للطلاب من أصحاب المواهب، وتنظيم أنشطة خاصة تجمع بين المعلمين والطلاب الذين يجري توجيههم في بعض الأحيان إلى مؤسسات مجتمعية تُعنى بأنواع معينة من المواهب، مثل الأندية العلمية للمتفوقين، والأندية الرياضية لمن يتمتعون بقدرات خاصة في مجال الرياضة أو المؤسسات الثقافية لموهوبي الرسم أو الموسيقى، وغيرها من ألوان الفنون التي تصقل شخصيات الطلاب، وتعمل على تحقيق تكاملهم النفسي والاجتماعي. رعاية الموهوبين ويوضح المزروعي، أن رعاية الطلاب الموهوبين والمبدعين تعتمد على محاور عدة، أهمها الطالب، وهو العنصر الأهم في العملية التعليمية باعتباره المتلقي ومن ثم المدرس، وهو المشرف على أي جهود طلابية، ثم المبنى المدرسي وغرف الأنشطة المختلفة داخل المدرسة، ثم المجتمع المحلي والتواصل مع أولياء الأمور ثم الموضوعات والأنشطة والممارسات الفنية، والتي من شأنها مساعدة الطالب علي تنمية مهاراته ومواهبه الفنية المختلفة، من خلال الممارسة والبحث والتجريب في المجالات المختلفة، لاستثمار أوقات فراغه في أعمال مفيدة ونافعة. مفهوم الدافعية من ناحيته، يقول طارق محمد يونس، معلم التربية الفنية في إحدى المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم: «إن عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حركة شاملة لتطوير التعليم، وهي بمثابة حجر الزاوية لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم، ويعتمد ترشيح وتصنيف الموهوبين على محاور عدة، منها التحصيل الدراسي، الذي يعد مؤشراً من مؤشرات التفوق، خاصة إذا ما ارتبط بمفهوم الدافعية، والقدرة العقلية المرتفعة، ويؤخذ بمؤشر 90% فما فوق للتحصيل الدراسي عموماً للعامين الدراسيين السابقين (أربعة فصول دراسية) و95 %، وذلك كأحد المؤشرات التي يبنى عليها ترشيح الطالب لعمليات الكشف الأخرى. وهناك أيضاً السمات السلوكية، التي تميز الموهوبين عن غيرهم، وتعد مؤشراً من مؤشرات الموهبة والتفوق، وتستخدم أداة تشمل قائمة بسمات الموهوبين مدرجة على مقياس من خمس نقاط، يشارك في استكمال فقراتها المعلمون وأولياء الأمور والمرشدون، ورواد النشاط، والأقران بالنسبة للطالب الواعد، وهي إنجازات الطالب الابتكارية، واختبار القدرات العقلية، والقدرة العددية، والقدرة المكانية، والقدرة على التفكير الاستدلالي. مهارات فردية أما معلم الموسيقى، أحمد كمال، فيشير إلى أنه بالنسبة للموسيقى، فإن المدرسة كبقية المؤسسات التعليمية تبذل جهوداً مستمرة في دعم قدرات الطلاب على اختلاف أشكالها سواء في الناحية التعليمية أو المهارات الفردية التي قد يتميز بها البعض، وفيما يخص عالم الموسيقى، فإنه يتم التركيز على الطلاب أصحاب الأصوات الجيدة، أما موهبة العزف فيتم البحث عمّن يتمتعون بتوافق عضلي وعصبي خلال العزف على بعض الآلات، وكذلك قدرتهم على ضبط الإيقاع. تجربة فريدة علياء المنصوري، الفتاة الإماراتية ذات الأربعة عشر عاماً، والفائزة في مسابقة «الجينات في الفضاء»، التي جرت في الدولة بداية العام الجاري، تعتبر أفضل مثال للدور القوي الذي تقوم به المدارس في دعم وتنمية قدرات الطلاب، قالت، إنها في بداية اهتمامها بعالم الجينات، كانت تقرأ في كتب علمية متنوعة فيصعب عليها فهم بعض المصطلحات، فكانت تتوجه إلى مدرسة العلوم في مدرستها فتقوم بشرح هذه المصطلحات، وكان لهذا دور كبير في استيعاب كثير من التفاصيل التي أهلتها لاحقاً للفوز بهذه الجائزة العلمية المرموقة، ثم خوض تجربة علمية فريدة في الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، فضلاً عن تطبيق تجربتها بشكل عملي عن دراسة المتغيرات التي تطرأ على الخلايا في الفضاء، من خلال رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية. وهي إنجازات علمية غير مسبوقة لمن هم في مثل عمرها، ما كانت تتحقق لولا مساعدة المجتمع بكل أطيافه لها، ومنها المدرسة، بما تضمه من كادر تعليمي على أرقى مستوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©