الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

زيادة أسعار النفط.. تراجع النمو الاقتصادي.. ارتفاع تكلفة التأمين.. آثار مباشرة لإغلاق باب المندب

زيادة أسعار النفط.. تراجع النمو الاقتصادي.. ارتفاع تكلفة التأمين.. آثار مباشرة لإغلاق باب المندب
26 يوليو 2018 23:55
بسام عبد السميع (أبوظبي) وصف خبراء عسكريون قرار المملكة العربية السعودية، بإيقاف مرور ناقلات النفط مؤقتاً عبر مضيق باب المندب، بالخطوة الفعالة والمباشرة لكبح جماح إيران في المنطقة وإثبات «حالة» لتداعيات الإرهاب الحوثي على الملاحة الدولية، فيما أشار اقتصاديون إلى أن الآثار المباشرة للقرار ستنعكس بزيادة أسعار النفط على المستهلك النهائي وتراجع النمو الاقتصادي وارتفاع كلف تأمين ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب، إضافة إلى ارتفاع كلف النقل من خلال الذهاب لطريق رأس الرجاء الصالح. وقالوا هؤلاء لـ«الاتحاد»، أمس عبر الهاتف:« تشكل العمليات الإرهابية للحوثيين في مضيق باب المندب خطراً حقيقياً على حركة التجارة العالمية وخاصة تجارة النفط، فإغلاق المضيق يوقف إمدادات النفط القادمة من الدول الخليجية، الدول الرئيسية المصدرة للنفط عالميًا، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط»، فيما تشير التقديرات إلى أن كل انقطاع للإمدادات العالمية من النفط بنحو مليون برميل يوميًا، يزيد أسعار النفط بنحو 5 دولارات للبرميل. وطالب هؤلاء المجتمع الدولي، بسرعة التحرك لتوفير الحماية اللازمة للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، مشيدين بقرار المملكة العربية السعودية بوقف الملاحة عبر المضيق بشكل فوري ومؤقت للتصدي للإرهاب الحوثي المدعوم من إيران وقطر، مشيرين إلى أن الآثار الاقتصادية الأولية ستنعكس في زيادة أسعار النفط وتراجع معدلات النمو وارتفاع كلف تأمين انتقال النفط، فضلاً عن زيادة الكلفة نتيجة للتوجه إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح، والذي أيضاً محفوف بالمخاطر نتيجة الجماعات الموجودة في أفريقيا مثل بوكو حرام، وازدحام الممرات المائية الأخرى. تأخير الإمدادات وفي البداية، يقول الدكتور فيصل مرزا مستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير تسويق النفط الخام لأرامكو السعودية في آسيا والمحيط الهادئ سابقاً، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا، « إن عرقلة الملاحة في مضيق باب المندب، يؤخر وصول إمدادات الطاقة من النفط والغاز والمشتقات البترولية إلى السوق الأوروبي، لأن الناقلات سوف تضطر إلى الإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح (جنوب إفريقيا)، للوصول إلى السوق الأوروبية مما سيزيد في المسافة المقطوعة لوصل الناقلات إلى مناطق التوريد وسوف تستهلك هذه الناقلات وقوداً أكثر من الحالي، ما يرفع كلف نقل النفط. وأشار إلى أنه تم استهداف ناقلة نفط سعودية في بداية شهر أبريل الماضي غرب ميناء الحديدة باليمن، ما يعد الهجوم على ثلاث ناقلات نفط سعودية في أقل من أربعة أشهر أثناء عبورهم مضيق باب المندب. شريان رئيس وأضاف الدكتور فيصل مرزا، يبلغ طول مضيق باب المندب 20 كم فقط، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن في بحر العرب، ما يجعل مئات من السفن هدفًا سهلًا، ويعتبر المضيق شرياناً رئيسياً للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وبوابة لإمدادات الطاقة من النفط والغاز والمشتقات البترولية للسوق الأوروبي وحوض البحر الأبيض المتوسط، كما يعد رابع أكبر الممرات المائية من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يوميًّا، حيث يمر خلاله أكثر من 6 ملايين برميل يوميًّا من النفط ومشتقاته، وحوالي 10% من الغاز الطبيعي المسال في العالم. تعطيل الإمدادات بدوره، قال رضا مسلم الخبير الاقتصادي :« يشكل إغلاق مضيق باب المندب خطراً حقيقياً على تدفقات حركة التجارة العالمية، وخاصة التجارة النفطية، فإغلاق المضيق يوقف إمدادات النفط القادمة من الدول الخليجية، الدول الرئيسية المصدرة للنفط عالميًا، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ». وأوضح مسلم، أن أولى تداعيات مباشرة على وقف مرور ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب، يتمثل في ارتفاع كلف الشحن نتيجة التوجه لاستخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلا ً من باب المندب وقناة السويس بزيادة في المسافة المقطوعة للسفن المبحرة من موانئ الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية بنحو 6 آلاف ميل بحري، أخرى وهو ما يتطلب ،إضافة إلى زيادة الوقت المستغرق زيادة في استهلاك الوقود خلال رحلة السفينة. كما سيؤدي الإغلاق إلى الازدحام في الممرات البحرية الأخرى، وارتفاع تكلفة التأمين البحري، وبحسب تقديرات كلية الدراسات البحرية الأميركية العليا فإن كلفة النقل الإضافية العالمية لإغلاق باب المندب ستبلغ نحو 45.6 مليون دولار يوميًا. وتشير التقديرات إلى أن كل انقطاع للإمدادات العالمية من النفط بنحو مليون برميل يوميًا، يزيد أسعار النفط بنحو 5 دولارات للبرميل، ما سينعكس مباشرة على سعر البرميل ليصل إلى 80 دولاراً في المرحلة الحالية ارتفاعاً من 74 دولاراً أمس. تداعيات خطيرة بدوره، قال علي صلاح رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة - أبوظبي، : «إن استهداف ناقلات النفط العملاقة في باب المندب يعرض الاقتصاد العالمي لتداعيات خطيرة أبرزها وقف الإمداد وزيادة أسعار النفط وزيادة كلف التأمين والنقل وتراجع الطلب العالمي على النفط نتيجة لهذه الزيادة ما ينعكس على معدلات النمو الاقتصادية حول العالم. وأضاف، ستضطر السفن إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح ما يسهم في زيادة المسافة التي تقطعها السفن للوصول إلى مناطق توريد الوقود، إضافة إلى مخاطر المرور عبر رأس الرجاء الصالح لوجود جماعات إرهابية مثل بوكو حرام وغيرها تستطيع الإغارة على ناقلات النفط وتهديد الملاحة الدولة وهو ما سيرفع من قيمة التأمين على ناقلات النفط سواء المارة برأس الرجاء الصالح أو عبر باب المندب. ويتراوح عمق قناة عبور السفن بمضيق باب المندب بين 100 إلى 200 متر وهو ما يسمح لكافة السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متباعدين وتقع قناة عبور السفن في باب المندب بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، وازدادت أهمية مضيق باب المندب بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي. وبحسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية، والمنشورة في صحيفة «business insider «، يمر حوالي 3.8 مليون برميل من النفط و«المنتجات النفطية المكررة» عبر باب المندب كل يوم في طريقها إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، ويستحوذ على نحو 6.1% من إجمالي تجارة البترول العالمية. وجدير بالذكر، أن مضيق باب المندب تعرض لتهديدات قوية خلال الأعوام الماضية، ففي عام 2002 ، تعرضت ناقلة نفط فرنسية قبالة اليمن، لهجوم من تنظم القاعدة على إثرها ارتفعت أقساط التأمين على ناقلات النفط التي تمر عبر المياه اليمنية ثلاث مرات تماماً، فيما تعرضت سفن عديدة خلال السنوات القليلة الماضية إلى عمليات القرصنة قبالة السواحل اليمنية. 21 ألف سفينة بدوره، قال الدكتور إبراهيم الكراسنة الخبير في صندوق النقد العربي :«إن مضيق باب المندب ذو أهمية بالغة في التجارة الدولية وبخاصة تجارة النفط »، لافتاً إلى التقديرات المعلنة في هذا الشأن تشير إلى وصول التكاليف الإضافية للنقل لأكثر من 45 مليون دولار يومياً، إضافة إلى الارتفاع في تكاليف الشحن للسفن العابرة عبر طريق رأس الرجاء الصالح نتيجة زيادة المسافة المقطوعة 6 آلاف ميل بحري. وبحسب البيانات الدولية المعلنة، يسجل عبور مضيق باب المندب سنوياً 12 مليون حاوية و21 ألف سفينة وناقلة نفط، بواقع 57 سفينة يومياً.وأضاف، أن إغلاق باب المندب يمنع وصول نفط الخليج العربي إلى قناة السويس أو خط أنابيب سوميد وتحويلها إلى الطرف الجنوبي من أفريقيا، منوهاً إلى أن مضيق باب المندب يوصف بـ«مفتاح» الملاحة الرئيسي في البحر الأحمر، ونقطة انطلاق نفط الخليج العربي إلى العالم. ويعد مضيق باب المندب ممراً مائياً يربط خليج عدن مع البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر قناة السويس، وقد زادت أهميته بعد حفر قناة السويس عام 1869 التي تعتبر أقصر طريق ملاحي في العالم بين الشمال والجنوب. وجغرافيا، تقع اليمن ناحية الشمال من المضيق وكل من إرتيريا وجيبوتي من الطرف الجنوبي، وهو يخضع لسيادة مشتركة لكل دولة تطل عليه. محمود خلف: حماية باب المندب مسؤولية الاتحاد الأوروبي قال اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية في القاهرة :« قرار المملكة العربية بوقف مرور ناقلات النفط صائب بنسبة 100% »، عازياً ذلك إلى تأمين ناقلات النفط والبعد الثاني يتعلق بقرار أميركا بشأن اتفاق 5+1 مع إيران وأوروبا حيث وقفت أوروبا مع إيران، مضيفاً أنه وفقاً لاتفاق مجلس الأمن مع الاتحاد الأوروبي، فإن مسؤولية حماية وتأمين الملاحة في باب المندب تقع على الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا عبر القاعدة العسكرية الألمانية الموجودة في جيبوتي. وأوضح اللواء محمود خلف أن القرار السعودي سيسهم في كبح جماح التغول الإيراني، حيث تعمل إيران بشكل دائم لتكون صاحبة النفوذ في المنطقة وذلك من خلال حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن بالسيطرة على منافذ في البحر الأحمر والبحر المتوسط. محمود منصور: رسالة قوية إلى العالم للتحرك الفوري وصف اللواء محمود منصور الخبير العسكري أحد مؤسسي المخابرات القطرية، الخطوة التي اتخذتها السعودية بوقف مرور ناقلات النفط عبر «باب المندب»، بأنها رسالة قوية إلى العالم بضرورة التحرك الفوري للتعامل مع الهجمات والاعتداءات الإرهابية التي ينفذها الحوثيون الممولون من إيران والمدعومون إعلامياً من قطر. وأَضاف، أن مهاجمة الحوثيين لناقلات النفط في باب المندب يكشف عن الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها في جبهات القتال الداخلية في الأراضي اليمنية، مشيراً إلى أن الاعتداء على ناقلتي نفط تابعين للسعودية نوع من محاولات شد انتباه القوات العربية إلى أماكن بعيدة عن عمليات القتال داخل اليمن، ما يكشف عن نجاح عمليات قوات التحالف ضد الحوثيين المنقلبين على الشرعية في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©