الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشاد.. وقائمة حظر السفر الأميركية

26 سبتمبر 2017 21:17
أعلن الرئيس الأميركي يوم الأحد الماضي عن قائمة جديدة بالبلدان التي يحظر سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة لتحل محل القائمة السابقة، التي انقضى أجلها خلال عطلة نهاية الأسبوع وكانت تستهدف ستة بلدان ذات أغلبية مسلمة. الحظر الجديد، الذي وصفه البيت الأبيض بأنه «خطوة أساسية نحو إقامة نظام هجرة يحمي الأميركيين ويوفّر أمنهم وسلامتهم في زمن الإرهاب الخطير والجريمة العابرة للبلدان»، يقيِّد السفر من ثمانية بلدان هي: تشاد، وإيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، والصومال، وسوريا، وفنزويلا، واليمن. وإذا كان الحظر على فنزويلا وكوريا الشمالية ربما أقل إثارة للجدل بسبب التوتر الدبلوماسي الحاد والعقوبات المفروضة منذ مدة على البلدين، فإن عدداً من الخبراء يشعرون بالحيرة إزاء قرار ضم تشاد إلى القائمة، رغم أنها تُعد أحد أهم شركاء أميركا في محاربة الإرهاب في أفريقيا. وفي هذا الإطار، يقول «ريتشارد داوني»، نائب مدير برنامج أفريقيا بـ«مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية» في واشنطن: «إنني أشعرُ بالحيرة تجاه هذا القرار»، مضيفاً: «إنني لن أحاول جعله يبدو منطقياً». هذه الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، والتي تحدُّها بلدانٌ غارقة في الحروب والتمردات مثل ليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، تلعب دوراً كبيراً في محاربة الإرهاب على صعيد المنطقة، ذلك أنها تحتضن مقار القوة متعددة الجنسيات التي تحارب تنظيم «بوكو حرام» وتساهم بجنود فيها، وإضافة إلى ذلك، تحتضن تشاد مقرات المهمة الفرنسية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، كما أنها عضو في «الشراكة العابرة للصحراء لمحاربة الإرهاب»، وهو مشروع تقوده الولايات المتحدة ويهدف إلى معالجة «التهديدات الإرهابية ومنع انتشار التطرف العنيف» في المنطقة. الإدارة الأميركية علّقت دخول المواطنين التشاديين إلى الولايات المتحدة، بدعوى فشل هذا البلد الأفريقي في «تقاسم معلومات تتعلق بالإرهاب والسلامة العامة بشكل كافٍ»، إضافة إلى حقيقة أن «عدة تنظيمات إرهابية تنشط» في البلاد. وإذا كان من الوارد أن تشاد تتقاسم معلومات ومعطيات شحيحة وغير كافية بالفعل، فإن «داوني» يرى أن ذلك ليس حكراً على تشاد فقط، إذ يقول: «إنني واثقٌ من أن تشاد ليست البلد الوحيد الذي لا يوفّر معلومات مُرضية»، بيد أن الحيرة بشأن الأسباب التي دفعت البيت الأبيض إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات الجذرية في السياسة الخارجية الأميركية تظل جزءاً محبطاً من القرار. وفي هذا السياق، كتب «مايكل أوهانلون»، الخبير في الأمن الأفريقي ب«مؤسسة بروكينجز» في واشنطن، في رسالة بالبريد الإلكتروني يقول: «أخمن أنه ربما طُلبت معاييرُ محدَّدة من كل بلد يرغب في الحفاظ على ترتيبات التأشيرة والهجرة العادية مع الولايات المتحدة، من مجموعة واسعة من البلدان التي توجد بها تخوفات بشأن الإرهابيين... وأن تشاد فشلت في استيفاء الشروط (أو في إكمال الإجراءات الرسمية أو الأعمال الورقية في الوقت المحدد، ربما)، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بمجرد تخمين. ودعا «أوهانلون» إلى تبني مقاربة واضحة بخصوص عملية اتخاذ القرار هذه قائلاً: «أعتقدُ أنه من المهم أن تكون لدينا معايير واضحة وشفافة تطبق على الجميع وبشكل مستمر». ومن جانبه، اعتبر داوني أن الحظر سيضر بالتنسيق بين البنتاجون وتشاد، قائلاً: «إنه لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الإضرار بالعلاقات الثنائية». ويقول خبراء إن قائمة ترامب الجديدة للبلدان التي يُحظر سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة سيكون من الصعب الطعن فيها في المحكمة، وذلك على اعتبار أن إضافة فنزويلا وكوريا الشمالية إلى القائمة يُبعد السياسة عن تعليقات ترامب المعادية للمسلمين خلال الحملة الانتخابية، والجدير بالذكر في هذا الإطار أن محاولتيه الأوليين لتطبيق حظر سفر أُسقطتا من قبل محاكم فدرالية. هذا ومن المرتقب أن تصبح سياسات السفر الجديدة سارية المفعول في الثامن عشر من أكتوبر المقبل، وستُطبق إلى أجل غير مسمى. *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©