استمرت موجة الحماس التي اجتاحت المشترين الأميركيين لاقتناء سيارات نصف النقل والرياضية العائلية، ما ساعد الشركات الأميركية الثلاث الكبيرة على تحقيق مبيعات قوية في شهر مايو الماضي في آخر سلسلة من الأرباح التي جنتها.
وتقدمت «فورد» ركب الشركات الأخرى بارتفاع مبيعاتها 14%، بينما لم تتجاوز زيادة مبيعات منافستها «جنرال موتورز» أكبر شركة لصناعة السيارات في أميركا، 3% مقارنة بالعام الماضي.
وحققت «تويوتا» ثالث أكبر شركة في قطاع صناعة السيارات من حيث المبيعات، زيادة سنوية قدرها 2,5%، بينما ارتفعت مبيعات «كرايسلر» الشركة التي تليها في الترتيب 11%. وجاءت الأرباح على خلفية زيادة متوقعة في النسبة السنوية الموسمية المعدلة الرئيسية للقطاع ككل، إلى 15,1 مليون مركبة بارتفاع قدره 9% عن شهر مايو الماضي.
وأشارت ليسي بلاشي، كبيرة الاقتصاديين في موقع «إدموند» الالكتروني المختص ببيانات السيارات، إلى أن هذه الزيادة ينبغي أن تُسكت صوت الذين يقولون إن الارتفاع في مبيعات السيارات أصابه البطء. لكنها عادت وحذرت من احتمال البطء عند نهاية السنة.
وتقول :»مبيعات السيارات الجديدة في حاجة أكثر من أي وقت مضى، للاعتماد على تحسن القواعد الاقتصادية، خاصة الوظائف ونمو الدخل لتظل عند نسبة قدرها 15 مليون سنوياً».
وتستفيد «كرايسلر» و»فورد» بوجه خاص، من قوتهما في سيارات الدفع الرباعي العائلية، أكثر الفئات نمواً في سوق تسلك طريق التعافي بسرعة كبيرة، إضافة إلى سيارات نصف النقل التي شهدت طلباً متزايداً في ظل الانتعاش الذي يعيشه القطاع السكني في أميركا.
وفي غضون ذلك، ارتفعت مبيعات «فورد» من موديل نصف النقل «فئة أف» بنسبة 30,6%، بينما حقق موديل سيارات نصف النقل «رام» من كرايسلر زيادة قدرها 24%. كما ارتفعت مبيعات فورد «سكيب» العائلية بنحو 26,2%.
ومع أن مبيعات «كرايسلر» من سيارات الجيب ذات الدفع الرباعي، لم تتجاوز سوى 1% فقط، إلا أن مبيعات الجيب موديل «كومباس» ارتفعت بنحو 42%، وذلك بفضل وقف إنتاج جيب «ليبرتي».
ونتج الارتفاع في مبيعات «جنرال موتورز» من السيارات الأخرى، عن الزيادة في مبيعات الشركة من الفئات الكبيرة بنسبة تقدر بنحو 15%، بما في ذلك نصف النقل والسيارات العائلية ذات الدفع الرباعي الكبيرة، وزيادة بنحو 3% في السيارات العائلية الصغيرة المعروفة باسم «كروس أوفر».
ومع ذلك، حققت سيارة «كاديلاك» الموديل الفاخر من إنتاج شركة «جنرال موتورز» والتي استثمرت فيها الشركة أموالاً طائلة، ارتفاعاً في مبيعاتها وصل إلى 40%، في أكبر زيادة سنوية لها منذ 1976. ويعتبر أداء «كاديلاك» بصفة خاصة، أقوى من موديل «لينكولن» منافستها الفاخرة من شركة «فورد» والتي تسعى الشركة إلى إنعاشها أيضاً.
ولم يتجاوز ارتفاع مبيعات «لينكولن» سوى 0,4%، حيث قضى تراجع المبيعات في الموديلات الأخرى على الزيادة الكبيرة التي حققها موديل «أم كي زد» سيدان الفاخرة التي بلغت 42%.
وأكد كيرت ماك نيل، نائب مدير عمليات البيع لشركة «جنرال موتورز» في أميركا، أن نمو «كاديلاك» وانتعاش مبيعات سيارات نصف النقل والطلب الكبير على موديلات الشركة من السيارات العائلية الصغيرة، كلها بوادر قوية تدل على أن التعافي الاقتصادي في البلاد أصبح أكثر رسوخاً وانتشاراً.
نقلاً عن «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
