الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القول والعمل

26 سبتمبر 2017 21:11
ما أجمل الكلام! ولكن ما أصعب العمل! ولكن نقول ما أسهل العمل.. إذا صدقت وعزَمت! ذهب أحد الراغبين في تعلم فنون القتال الرياضية إلى المعلم وسأله بلهفة: «أرغب يا سيدي في تعلّم رياضة فن القتال على يديك، فكم سيلزمني من الوقت لإتقان هذا الفن؟». أجاب المعلم بلا مبالاة: «ستحتاج إلى عشر سنين». فأجاب التلميذ بصبر نافد: «لكنني أريد إتقان الفن قبل ذلك. سأعمل بجد واجتهاد، وسأتدرّب إن لزم الأمر لعشر ساعات أو أكثر يومياً، فكم أحتاج من الوقت؟». فكر المعلم للحظة ثم قال: «ما لا يقل عن عشرين سنة!». ذلك أن رحلة الاجتهاد في العلم ليست كما نظن سهلة ميسرة، إذ كان أسلافنا يقرؤون في الشمس المحرقة، وفي البرد القارس، مع قلة الطعام والشراب، وفي زماننا منهم من تدق أجراس الحرب بلاده فيصطف خوفاً وفزعاً أمام حطام مدرسته وربما تأبط كتابه الممزق لسنوات خوفاً من ضياعه وتلاشي حروفه دون قراءته. إن استمرار الحياة على الأرض يمر عبر ممرات التعلم والتنوع الثقافي، فإتقان لغة الحوار، والمعرفة والبحث والسؤال يقود العالم إلى المستقبلية الرائدة والتكنولوجيا المتقدمة، وحتى تزداد إدراكاً للعلاقة بين العلم والثقافة، يجدر بنا أن نشير إلى الدراسة التي نشرها «المعهد الياباني لتقدم البحث» سنة 1988، والتي تنص مقدمتها على النظام العالمي الجديد، والذي يمكن نعتُه بعصر تنوع الحضارات، مبرزةً دور التنوع الثقافي في عالم تعددي يتطلب فيه البقاء. العلم والثقافة هما المحددان الأساسيان للنظام الدولي، ولقد ولى زمن «العلم من أجل العلم» و«الفن من أجل الفن»، والقرن الواحد والعشرون يفرض صيغةً ثقافيَّةً واجتماعيَّةً أحسن تحديداً، لا تستطيع البقاء تحت وهم «العالمية» و«الحياد» للعلم والتكنولوجيا، لذلك يتوجب إعادة تحديد هذين المصطلحين حسب المفهوم الواسع والعالمي حقاً لمعنى «العالمية»، لذا لا تكن غريباً عنها، غير قادر على محاورة الناس من جميع الثقافات واحترام تساؤلاتهم». العلم بحد ذاته مجتمع مسالم يعج بالقيم الإنسانية يمتلك مواهب عالمية يصنع الغد ببزوغ وازدهار، فلن تجني الربح دون جهد ولن ترى جهداً دون ملازمة الجلد والصبر. نادية الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©