وزارة الثقافة تدعم الشباب وتعمل على وضعهم في عجلة الإبداع داخل الإمارات وخارجها

تعمل الكاتبة المسرحية والقاصة باسمة يونس على انجاز مجموعة قصصية جديدة بعنوان مفترض “تجدني هنا” تضم ما يقرب من عشرين نصاً متنوعاً بين القصة القصيرة جداً والقصة القصيرة. كما تعمل في الوقت نفسه على كتابة عمل مسرحي جديد بعنوان “النذل” يتناول فنيا عالم الخيانات المتكررة وغير المتوقعة ومن أشخاص غير متوقعين. وفي لقاء مع “الاتحاد” قالت القاصة باسمة يونس “إن قصص المجموعة الجديدة تتناول في أغلبها قضايا مجتمعية وغيرها من الجوانب الانسانية التي أحاول فيها أن أتحدث بلسان الأشياء، كما ان بعضها تعالج بطريقة الحوارات الداخلية نفس الإنسان. وأضافت “إن القصص القصيرة دائماً ما تكون المحطة الاستثنائية التي أعود إليها دائماً بعد إنجاز أي عمل طويل، كونها تمريناً للتأكد من كثير من إمكانيات الكتابة المختصرة، والملفتة، والمكثفة، والقادرة على توصيل الرسائل التي أرغب في توصيلها الى المتلقي”. وحول ترتيب القصص في مجموعتها الجديدة وكيف تختار ما يتقدم من قصص وما يتأخر قالت باسمة يونس “أحاول عند ترتيب قصص أي مجموعة تتهيأ للنشر بعد كتابتها أن يكون ترتيبها متدرجاً بالموضوعاتية وليس للجانب الزمني الذي نقرأه في عدد كبير من المجاميع القصصية العربية أي تأثير اذ ان الموضوعات هي التي تفرض وجودها في مقدمة المجموعة او في نهاياتها”. وأكدت أنها في المجموعات القصصية تفكر في إعادة نشر بعض القصص التي نشرت في مجموعات سابقة وذلك كما تقول “لإحساسي بأنها لاتزال قادرة على أن تعبر عما أريد أن أقوله في هذه الفترة التي اعيشها أو موضوعها القائم الذي يستمد جدته من حداثته وتأثيره، إذ أنني أشعر أن بعض القصص لي معها ود كبير، أحب أن تتكرر كأنها اسمي”. وحول اختيارها عنوان المجموعة وكيفية التقاطه من بين ما يرد في مخيلتها من عناوين كثيرة، تقول باسمة يونس “عنوان مجموعتي القصصية “تجدني هنا”، أجده معبراً عن كل ما أريد أن أكتبه أو أفكر فيه أو أترك للقارئ حرية التفكير فيه أو البحث عنه وهو خاضع للتأويل بحسب قراءة كل متلق لهذه المجموعة، وكأنني أخلق خيالين، أحدهما في القصة، والآخر عندما يتخيل المتلقي أنه قد يجد نفسه داخل القصة، وليس من الضروري أن يجد نفسه فيه بل قد يجد أفكاره، أو دهشته، أو حلمه، أو حبه، أو حتى رغبته، في أن يقرأ ذاته في النص”. وأشارت الى ان قصص مجموعتها الجديدة “تجدني هنا” تحمل عناوين هي “استئصال” و”الغريمان” و”صمت” و”العمى”. وعن عملها المسرحي “النذل” تقول “ان المسرحية تدور في محور العلاقات الاجتماعية وتركيبتها، إذ تتناول سيدة مخلصة وطيبة السريرة، وذات مسحة كبيرة من الروح الشفيفة والانسانية، وكيف ترى وتعاني من الخيانات التي تواجهها وتدور حولها في الخفاء، وبذلك تدخل في صراع متكرر بين إنسانيتها وبين رغبتها في الانتقام، وفي النهاية سوف تجد الحلول في غير ما هو متوقع ايضا. وتؤكد باسمة يونس اهتمامها عبر موقعها في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كونها رئيسة قسم التأليف والنشر والترجمة بامكانيات الأدباء الشباب الجدد. ونوهت إلى ضرورة “فهم كيفية خلق الأجيال الثقافية الشابة عبر دعمهم والتعاون معهم لأنه من الصعب أن يتحول العمل برمته إلى إنتاج جيل واحد يشتغل على الأدب ونطلق عليه جيل الكبار، بحيث يكون فيه جمود دائم، ولذا من الضروري أن نضع الشباب في عجلة الإبداع ونترك لهم المجال لإبداء الرأي والتواجد في داخل الإمارات بشكل فاعل، ولا نكتفي بذلك بل ندعمهم للخروج إلى عالمنا العربي بكل قوة ابداعية”. وأكدت يونس أنها في خضم هذا الحقل الثقافي تبحث أولاً عن دعم الأعمال الشابة بالقراءات النقدية الداعمة والتي تتناول العمل نفسه وليس صاحبه أي بموضوعية وحيادية تسهم في وضع الكاتب الشاب على الطريق الصحيح، وثانياً الاهتمام بقضايا المؤتمرات والندوات التي تقام بشكل دائم والتي نسمع عنها ولا نرى منها شيئاً - كما تقول - حيث لا تفعل هذه الندوات بطرق يمكن أن تنفذ من خلالها أغلب التوصيات التي تخرج منها، حيث وصلنا إلى حد تراكم المؤتمرات لمجرد ملء البرامج لإبراز المؤسسات التي تقيمها بلا نتائج واضحة وذات قيمة. وسبق للقاصة باسمة يونس أن أصدرت مؤخراً رواية بعنوان “لعله أنت” ومجموعة مسرحية ضمت 3 مسرحيات ذات الفصل الواحد في كتاب واحد وهذه المسرحيات الثلاث حصلت على جائزة الشارقة في التأليف المسرحي لثلاثة أعوام متعاقبة. وللقاصة باسمة يونس تاريخ كتابي تشهد عليه الأعمال التي صدرت لها من قبل مثل مجموعاتها القصصية “هجير” و”رجولة غير معلنة” و”علاقة خطرة” و”ماذا لو مات ظلي” و”اغتيال أنثى” و”عذاب” و”الطريق إلى الحياة”، كما لها رواية “ملائكة وشياطين” ومن أعمالها المسرحية خمس مسرحيات وهي “البديل” و”بنات النوخذة” و”آخر ليلة باردة” و”بحاران” والخامسة والأخيرة بعنوان “رجل”.