يوسف العربي (دبي)
عمق المؤشر العام لسوق دبي المالي من خسائره للجلسة الثالثة على التوالي، بعد أن سجل أمس خامس أكبر نسبة هبوط في تاريخه.
وانخفض المؤشر بنهاية التعاملات أمس بنسبة 6,7%، بعد خسارته نحو 287 نقطة، ليغلق عند مستوى 4009 نقطة، لترتفع خسائر السوق الإجمالية خلال ثلاث جلسات متتالية إلى 600 نقطة.
وبلغت خسائر الأسهم بنهاية التعاملات 37 مليار درهم، لتصل القيمة السوقية إلى نحو 277 مليار درهم، مقابل 314 مليار درهم بنهاية تعاملات الاثنين الماضي.
وعزا محللون ماليون التراجع الحاد لسوق دبي المالي لاتجاه العديد من المحافظ الاستثمارية إلى عمليات تسييل كبيرة، حيث تم شراء جزء كبير من الأسهم في هذه المحافظ بالهامش، وبناء على تسهيلات ائتمانية، قدمتها البنوك للمستثمرين، فيما يعرف بـ «المارجن كول».
وقال محمد على ياسين، العضو المنتدب لبنك أبوظبي للأوراق المالية: «إن موجة التصحيح التي تعرض لها سوق دبي المالي على مدار الثلاث جلسات السابقة كانت متوقعة، في ظل المبالغة في أسعار العديد من الأسهم، ولا سيما سهم أرابتك للإنشاءات».
وأضاف ياسين: «إن العديد من البنوك العاملة في الدولة منحت المستثمرين قروضاً كبيرة لشراء الأسهم بالهامش». وشدد على أهمية إقرار تشريعات جديدة تنظم عملية الإقراض بضمان الأسهم، حيث بلغت قيمة القروض الممنوحة لبعض المستثمرين نحو خمسة أضعاف الاستثمار الأولى الذي دفعة المستثمر.
وأوضح ياسين أن جزءاً كبيراً من عمليات التسييل التي تعرض لها سوق دبي المالي جاءت إجبارية بناء على طلب البنوك المقرضة، لافتاً إلى أن عملية التسييل لم تقتصر من جانبها على سهم أرابتك للإنشاءات، بعد وصوله إلى مستويات سعرية متدنية، بل شملت عملية التسييل مجموعة من أخرى من الأسهم.
واستكمل ياسين أن «عروض البيع الجماعية التي قامت بها محافظ استثمارية تحت ضغوط البيع بالهامش أصابت العديد من المستثمرين بحالة من الفزع، ما أدى إلى تعميق الخسائر».
ومن جانبه، قال وليد الخطيب، مدير التداول في شركة ضمان للأوراق المالي: «إن المغالاة في سعر بعض الأسهم جعلت الفرصة سانحة لحدوث عملية تصحيح حادة في السوق».
وقال: «إن معظم عمليات البيع تتم تحت ضغط التداول بالهامش، فضلاً عن اتجاه شريحة من المستثمرين للخروج من السوق من بعض الأسهم، خشية التعرض إلى المزيد من الخسائر خلال المرحلة المقبلة».
وتوقع الخطيب أن تتلاشى ضغوط البيع تدريجياً خلال الجلسات القليلة المقبلة، إيذاناً بانتهاء موجة التصحيح ودخول استثمارات جديدة للسوق، لاسيما مع وصول الأسهم لمستويات مغرية للشراء.
ووفق بيانات سوق دبي المالي، بلغ إجمالي التداولات 1,84 مليار درهم، تمت من خلال تنفيذ نحو 12 ألف صفقة، توزعت عـلى 706,12 مليون سهم، وشهد التداول ارتفاع سهم شركة واحدة، وثبات أسعار شركة أخرى، مقابل هبوط 30 شركة. وارتفع سهم المدينة للتمويل والاستثمار منفرداً ليغلق عند مستوى 0,59 درهم بنسبة تغير بلغت 7,47%.
وجاء سهم شركة ديار للتطوير الذي انخفض بنسبة 10% في مقدمة الأسهم المنخفضة ليغلق عند مستوى 0,96 درهم، ثم دبي للاستثمار بإغلاق 2,79 درهم بنسبة تغير بلغت 10%، والشركة الخليجية للاستثمارات العامة بإغلاق 0,96 درهم بنسبة تغير بلغت 10%، وشركة الإسمنت الوطنية بإغلاق 4,59 درهم بنسبة تغير بلغت 10%، والاتحاد العقارية بإغلاق 1,9 درهم بنسبة تغير بلغت 9,95%
وفيما يتعلق بالشركات الأكثر نشاطاً من حيث قيمة التداول، حققت (إعمار العقارية) تداولات بقيمة 530,78 مليون درهم، ثم (أرابتك القابضة) تداولات بقيمة 486,44 مليون درهم، و(الاتحاد العقارية) تداولات بقيمة 210,92 مليون درهم، وبنك دبي الإسلامي بتداولات بقيمة 126,3 مليون درهم، ثم (دبي للاستثمار) تداولات بقيمـة 103,56 مليون درهم.
وتم تداول 152 مليون سهم من شركة أرابتك القابضة، ونحو 106 ملايين سهم من (الاتحاد العقارية)، مقابل 82,9 مليون سهم من (بيت التمويل الخليجي)، ونحو 63,49 مليون سهم من (إعمار العقارية) مقابل 56,49 مليون سهم من (ديار للتطوير).
وقطاعياً، بلغ مؤشر البنوك 2318,26 نقطة بتداول 123,13 مليون سهم بقيمـة 204,89 مليون درهم، فيما بلغ مؤشر قطاع الاستثمار والخدمات المالية 4995,06 نقطة بتداول 94,69 مليون سهم بقيمة تقدر بنحو 199 مليون درهم، فيما بلغ مؤشر قطاع العقارات والإنشاءات الهندسية 9638,62 نقطة بتـداول 426,02 مليون سهم بقيمة 1,363 مليار درهم، وبلغ مؤشر قطاع الاتصالات 860,84 نقطة بتداول 2,76 مليون سهم بقيمة 8,784 مليون درهم.
عدد اليوم
