المدن الصغيرة والمناطق الريفية تقودان نمو مبيعات الكمبيوترات الشخصية في الصين

تواجه شركات صناعة الكمبيوترات الشخصية العالمية معركة قوية في سبيل الوصول الى المناطق الصينية النائية في الوقت الذي يتحول فيه مركز نمو هذه الصناعة الى المدن الصغيرة والمناطق الريفية في الصين. وذكرت «لينوفو» وهي الشركة الرائدة في صناعة الكمبيوترات الشخصية في الصين، أن مشتريات المحافظات والمناطق الريفية، تمثل اكثر من نصف مبيعاتها. وبما انه من المتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة الاميركية كأكبر سوق للكمبيوترات الشخصية في العالم خلال الاثني عشر شهرا القادمة، فإن ذلك يجعل المدن الصينية الصغيرة – التي كانت تعرف فيما قبل بالسوق النائية والصعبة الوصول – الوجهة الرئيسية للكمبيوترات الشخصية العالمية. ويقول تانج جاي المدير العام لشركة لينوفو “توجه 45% من الكمبيوترات الشخصية التي تم بيعها للمستهلك الصيني خلال 2009، للمدن الصغيرة التي اعتدنا أن نطلق عليها اسم “الأسواق الناشئة”، وتحولت هذه النسبة الآن الى 70%، وكانت تمثل نحو 30% للكمبيوترات الدفترية في 2009، بينما تمثل الآن 50%”. وتعكس التغييرات التي شهدتها لينوفو التطور الملحوظ الذي طرأ على هذه الصناعة، ووفقا لشركة آي دي سي البحثية، فان 49% من جملة 48 مليون كمبيوتر شخصي تم بيعه في الصين في العام الماضي، كانت عبر الشحن الى المدن الصغيرة في المحافظات حيث من المتوقع ان ترتفع هذه النسبة الى 52% بحلول العام القادم. وحققت شركة لينوفو نموا واضحا بدخولها السوق الريفية قبل خمس سنوات، بالرغم من أن حجم السوق ونموها السريع، شكلا منافسة قوية استقطبت شركات عديدة من جميع انحاء العالم. وحفزت هذه التطورات شركات الكمبيوتر الكبيرة مثل أتش بي اكبر شركة لبيع الكمبيوترات في العالم، وشركة ديل التي تليها، الى التسابق نحو التوسع لتجاوز حدود المدن الصينية الكبيرة. ويقول إزايا شيونج مدير شؤون المستهلك في اتش بي في الصين “أولت اتش بي ومنذ بداية العام 2009 التوسع في المدن الريفية الصينية الصغيرة، اهتماما خاصا”. أما استيف فيليس مدير شؤون المستهلك في ديل بالصين فيقول “ستتواصل الفرص في التوسع خارج المدن الصينية الكبيرة، مما يجعلنا نمارس نشاطاتنا هناك بكامل قوتنا”. وبالرغم من أن أيسر تنافس ديل منافسة حادة على صعيد تجارة الكمبيوترات الشخصية عالميا، إلا أنها تعاني في الصين منذ عقد من الزمان وهي تحاول ايجاد موطئ قدم لها في المدن الصينية الصغيرة من خلال الاتحاد مع شركة فاوندر المحلية لصناعة الكمبيوترات عبر إنشاء شبكة كبيرة لتجارة التجزئة. وتقدر لينوفو حصتها في السوق الصينية الناشئة بأكثر من 30% حيث إنها تسيطر على ما يزيد على 40% من شحنات الكمبيوترات الشخصية التابعة لبرنامج الكمبيوترات الريفية المدعومة من قبل الحكومة. بالإضافة الى ذلك، تخطط الشركة لبناء مصنع لأجهزة سطح المكتب في غربي الصين بغرض تقليل التكلفة اللوجستية في الاقليم النائي. وبعد أن عملت في اكثر من ألفي مدينة على مستوى المحافظات خلال السنوات الثلاث الماضية، تخطط لينوفو الآن لدخول البلدات الصينية الريفية التي يربو عددها على 30 ألف بلدة، وتمكنت الشركة ومن خلال مشروع هرمي للتوظيف ولتدريب تجار التجزئة المحليين، من بناء شبكة قوامها نحو 12 ألف متجر. وتترك لينوفو مسالة ادارة التوسعات للموزعين الخارجيين حتى تتم هذه التوسعات بصورة اكثر قوة، كما تقوم كل من ديل واتش بي، ببناء علاقات مع قنوات تجارة التجزئة في اقاليم الصين النائية والتي تمثل اقل من نصف اجمالي شحناتها للوجهات الصينية، وتتركز عروضهما في الاسواق الريفية على الكمبيوترات ذات القيمة المنخفضة. لكن وبما أن طلب المستهلكين في المناطق الريفية اصبح يفوق طلب الذين يعيشون في شنجهاي او بكين، فلربما لا يستمر الحال على ما هو عليه. ولكن ربما يكون كل هذا خصما على أرباح شركات الكمبيوترات حيث حدث ذلك بالفعل مع لينوفو، التي أصبحت تجارتها في المدن الصغيرة اقل ربحية مقارنة مع بقية المناطق الأخرى في الصين. (نقلا عن فاينانشيال تايمز) ترجمة: حسونة الطيب