دبي (الاتحاد) - تسكن أم علي سعيد المزروعي في أعلى سفح على قمة جبل في منطقة تابعة لإمارة رأس الخيمة، تعد من المناطق المقفرة من النباتات المحلية، مقارنة بقبل 20 أو 30 سنة مضت، لكن هناك نباتات محلية تعد معروفة وشعبية، ومنها نبات الخنصور وله أسماء عدة، حسب مناطق الدولة، فالبعض يطلق عليه خنصور والبعض صنصور أو سنسور.
ويعتبر من النباتات الشعبية الشديدة المرارة، ربما تكون أسماء بعض النباتات الشعبية في الإمارات أكثر مرارة من طعمها العلقم، ولكن أهل الجبل الذين يقضون وقتهم في العمل والتنقل من وادي إلى بطحاء، تعلموا بالتجربة أنها تقضي على الأمراض التي يعتقدون أنها تجعلهم يتناولون الأقراص اليومية للضغط والسكري في الدم.
وقالت أم المزروعي: هذه النباتات التي كانت تنبت في المنطقة، لم تعد مثلما كانت، ولذلك نحن اليوم نقوم بزراعتها، مشيرة إلى أنه هناك أيضا نباتات أخرى محلية ولها فوائد صحية حسب اعتقادنا، وأنها تنبت في الكثير من المناطق وتسمى الدغابيس، حيث تتشابه مع نبات اللوبياء إلا أنها خالية من الثمار وتميل إلى المرارة، لكن أقل مرارة من الخنصور، وأن السكان القدماء في الإمارات عرفوا قيمة النباتات قبل أن يعرفوا الفحوص المخبرية وأجهزة قياس الضغط، فحين يشعر الإنسان بخلل ما في جسده نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الطعام، كان يلجأ للبحث عن الخناصير.
وتابعت: الأرض كانت غنية بالمياه، ولذلك نجد فيها الكثير من النباتات المفيدة، كما تستفيد منها المواشي، وهذه الأنواع من النباتات مليئة بالعصارة وبها كميات من المياه، لكن بعد أن تطورت عجلة الحياة في الإمارات، أصبحنا نلاحظ أن كثرة الأكل وقلة الحركة أورثت الإنسان الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وكان كل من يراجع العيادة أو المستشفى ويكتشف إصابته بأحد المرضين، يعود للبحث عن الخناصير للقضاء على السكري، أما الدغابيس، فهي تؤكل لخفض ضغط الدم المرتفع، ولكن لا نعني بذلك أنها تعالج المرض نهائياً، لكنها تعيد التوازن للجسم.
وأضافت: إن هذه النباتات قد نجحت زراعتها بعد أن كانت تنبت دون مساعدة من بشر، حيث تنمو بعد مواسم المطر، إلا أن بعض الأسر قد خصصت لها أماكن في الضواحي وفي مزارعهم الصغيرة، وأفضل طريقة بدائية لاستحلاب ماء الخنصور، هو أن يوضع في إناء ويدق ثم يؤتى بقماش نظيف ويسكب فيه النبات، ثم يعصر من خلال القماش في إناء، ويتم جمع ذلك الماء في عبوات ويوضع في البراد ويستعمل فنجان في الصباح وفنجان في المساء، أما الطريقة الثانية فهي أن يقطع وكذلك يفعل بالدغابيس وربما يقوم البعض بسحقها في وعاء، ثم توضع في إناء، وتوضع عليها كمية من السمك المجفف المسحوق، ثم يعصر على المكونات الليمون الهندي الأخضر وهو يزرع بكثرة في المنازل والمزارع في الإمارات، ويتم تناوله إلى جانب الأرز وشيء من التمر.
وأوضحت أن أهالي المنطقة وكل المناطق الجبلية الأخرى في الدولة، ربما يتناولون نبات الخنصور والدغابيس كخضار أثناء العمل في رعاية الزراعة، وهذا تشكل وجبة غذائية يتم تناولها عند الغداء وربما للعشاء في أحيانا أخرى، وغالبية كبار السن ممن يتناولون هذه النباتات لم يصابوا بالسكري.
عدد اليوم
