الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فوبيا» الإصابة بالنظرة الشريرة تربك حسابات البعض في موريتانيا

9 يونيو 2013 19:57
الاتحاد (نواكشوط) - يقول المثل الموريتاني «جاور المحساد ولا تجاور المعيان»، مثل يؤكد خوف بعض الموريتانيين الشديد من الأشخاص «العيانين»، الذين يعرفون بقدرتهم على إصابة غيرهم بالعين، ويعتقد الكثير من الموريتانيين بأن العيانين أو كما يطلق عليهم في موريتانيا «السلالين» يتمتعون بقدرات خاصة ويلحقون الأذى بالناس عبر النظرة الشريرة لهم ولأبنائهم وأرزاقهم. ويربط الموروث الشعبي في موريتانيا بين تدهور الأحوال المادية والصحية للإنسان وكثرة الخلافات العائلية وبين إصابته بعين «السلال»، حتى أصبح بعض المتهمين بالحاق هذا النوع من الأذى بالناس منبوذين في المجتمع ويتجنب الناس التعامل معهم بينما يقبل عليهم البعض من أجل استغلالهم في إضعاف منافسيهم وإلحاق الأذى بهم. النظرة الحادة لا تزال العادات والمعتقدات الشعبية المتوارثة منذ القدم والمرتبطة بالإصابة بالعين تتحكم في سلوك بعض الموريتانيين وحياتهم الاجتماعية، ويذهب البعض إلى الحد الغلو والتطرف في الإيمان بها وممارستها، ومنها تجنب لقاء العيّانين وارتداء خرزة زرقاء، أو حمراء، أو قلادة مزينة بودع، وحرق أنواع معينة من البخور والتمائم أو ارتداء الخواتم والسلاسل للحماية من الإصابة بالعين. ويقول المعالج التقليدي الغوث ولد حمادي إن العيّانين بإمكانهم التسبب في إصابة الشخص بالعين بمجرد نظرة حاقدة وحادة والتي يختلف تأثيرها من ضحية لأخرى، فبعضهم يعاني من الحظ السيئ والمصائب لفترة، وآخرون تصيبهم العين بالمرض والهزال والذبول وأحيانا يؤدي بهم الأمر إلى الوفاة. وعن أكثر الأشخاص تأثراً بنظرة العيانين يقول حمادي «هناك بعض الأشخاص يتأثرون كثيراً بالشر الناجم عن هذه النظرة إضافة إلى الرضع والأطفال الصغار لأنهم دائماً يكونون محط أنظار الناس، وفي الممتلكات هناك الماشية والمال النقدي، فإذا رآها العيّان ستتأثر حتماً بنظرته الشريرة». ويشير المعالج إلى أن هناك الكثير من العيّانين الذين يقصدهم البعض لأذية الآخرين من خلال إطالة النظر والتركيز لفترة طويلة جداً، وأنه يعرف قصة أحدهم. يقول محمد سالم ولد الطيب (تاجر) إنه أصيب بعين ضارة كادت تقضي على مستقبله لولا إيمانه بالله عز وجل وتشجيع عائلته له، حيث استطاع أن يعيد بناء ما فقد بعد أن شفي من تأثير العين، ويقول «زارني شخص أعرفه منذ صباي في متجري وأبدى دهشته وإعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه لأنه يعرف أني عصامي ولم أرث التجارة عن والدي، فدعوته للعشاء في البيت لأننا أبناء منطقة واحدة فكرّر كلامه وإعجابه بعملي وطموحي وإصراري على النجاح، وبعد انتهاء الزيارة أبدت والدتي خوفها من تأثير كلامه على عملي وذكرتني بأن عائلته من السلالين، لكني لم أعر الموضوع أهمية وبعد فترة بسيطة بدأت أواجه مصاعب في عملي وأجري صفقات خاسرة وأفقد مالي في تجارة بائرة، وشعرت بهزال في جسمي ولم أجد سبباً حقيقياً لكل ما أعيشه غير كلام ضيفي، فراجعت عالم دين وطلبت الرقية الشرعية وبعد فترة وجيزة تحسنت حالتي الصحية وبدأت أعمالي تزدهر وتتحسن». ويؤكد ولد الطيب أن أسرة ابن قريته مشهورة بقدرته على أذية الآخرين وأن هذا الأمر وراثي بين أفراد العائلة، ويشير إلى أن بعض المتنافسين كانوا يقصدونهم بغرض الضرر بأشخاص آخرين مقابل مبالغ مالية. تأثير نفسي يقول الباحث في التراث الشعبي العربي ولد هيين إن «العين لا خلاف عليها، فالجميع يمكن أن يصاب بها وهناك من يملك قدرة خاصة تصيب شخصاً سليماً معافاً بمرض شديد مفاجئ أو تحول دون نجاح تلميذ مجد مجتهد أو تخرب العلاقات الاجتماعية فيسود الصراع والكره محل الصداقة والقرابة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©