الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف القرية الشامية بوابة مفتوحة على التراث العريق

متحف القرية الشامية بوابة مفتوحة على التراث العريق
3 سبتمبر 2010 22:53
تحتضن منطقة الغسولة - أول قرية تقع بعد مطار دمشق الدولي- متحف القرية الشامية الذي يعرض في جانب منه لطقوس شهر رمضان الفضيل بما فيه العادات والتقاليد السائدة - قديماً - وفي مقدمتها الأجواء الروحانية، وكل ما يتصل به من عبادات وسلوكيات إنسانية واجتماعية تشير إلى الإيمان والخير والكرم، عبر مجسمات تروي تفاصيل البيئة المحلية كافة، بحيث يشكل المتحف عامة والقسم الإسلامي خاصة قبلة للزوار والسياح من مختلف أنحاء الوطن العربي ودول العالم. بعد أن تدخل أرض المطار الدولي في دمشق، تحتاج إلى أقل من 10 دقائق تقطع خلالها بالسيارة مسافة 10 كيلومترات لتصل إلى منتجعات “القرية الشامية” التي تضم في حناياها مجموعة متاحف، منها التاريخي والتراثي الشعبي والمعاصر، فضلاً عن استديو التصوير التلفزيوني الكبير الذي يضم خمس حارات كل منها تشكل نموذجاً مختلفاً وهي الحارات نفسها التي ظهرت في المسلسل الشهير “باب الحارة”. المتحف الشعبي يدرك الزائر لمتحف القرية الشعبي أنه دخل دمشق بكل عراقتها فيحلق في سماء التراث الشامي الثري والمتنوع ويرفرف في فضاء الماضي الجميل، حيث يعرض المتحف كل ما يتعلق بالحرف التقليدية القديمة، إذ تغطي المهن الموجودة في المتحف امتداداً زمنياً يصل إلى عام 1800 وترصد البيئة الاجتماعية المحلية بكل أوجهها ومناسباتها من أفراح وأتراح ومناسبات وتفاصيل يومية. يملك القرية ويديرها آل الجراح الذي ينتمي قسم كبير منهم إلى عالم المحاماة والحقوق.. وقد لمعت فكرة إنشاء القرية الشامية لدى الأستاذ نعيم الجراح - مؤسس القرية - منذ سنوات بعيدة، يقول في ذلك: “في مطلع التسعينات ازدهر نشاط القرية التي كنت قد أسستها قبل ذلك بسنوات قليلة، فعمدت إلى تعريف الزوار والسياح من كل أنحاء العالم بتاريخ وتراث سورية، فتم بناء مجموعة متاحف أشهرها المتحف الشعبي الذي يضم المتاجر والمحال والبيوت وبقية تفاصيل الحياة اليومية قديماً، وقد بنيناها كما كانت في وقتها آنذاك سعياً منا إلى إحياء التراث واستدعاء الماضي ليمتزج بالحاضر والمحافظة على التاريخ الدمشقي الأصيل والعريق بواقعيه الاجتماعي والاقتصادي، لذا يغطي المتحف المهن الموجودة في دمشق منذ 200 عام، حيث يرى الزائر مرحلة وجود الفرنسيين ومرحلة العثمانيين من خلال ما يقارب المئة متجر تجمع كل أنواع التراث”. الحياة الاجتماعية يضم متحف القرية الشعبي نماذج للحارات الدمشقية والبيوت القديمة، بالإضافة إلى تصوير طبيعة الحياة في الحارة الدمشقية القديمة وكل ما مرت به من مراحل النضال.. يقول المحامي عمر الجراح- المدير التنفيذي لمنتجع القرية الشامية: “يتحدث المتحف عن الشام القديمة بكل شيء فيها، كما يرصد للملاحم الوطنية وأبطال الثورة السورية أمثال ثوار الغوطة ويوسف العظمة وإبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش. كذلك ثمة مجسمات عديدة ترصد للحياة الاجتماعية القديمة كالبيوت ذات الطراز القديم المزود بالنوافير والأشجار والأبواب القديمة، وغرف البيوت ذات السلالم العالية، ونوعية الأسرّة الحديد، وغرف نوم الصغار، والمجالس والمضافات. فضلاً عن مجموعة محال لها صلة مباشرة بالحياة صالاجتماعية -من خلال العرس الدمشقي- كمحال (الماشطة، الخياطة، المحناية) وغير ذلك”. يضيف الجراح: “كما تشمل بقية المحال مختلف المهن التقليدية التي تغطي كافة الصناعات التي تخدم الحياة الاجتماعية ومنها: بايكة الحبوب، أقمشة، صوف أغنام، نحاسيات، فخاريات، جلديات، نجارة، حدادة، مجوهرات تقليدية، مصاغ ذهبي، مفروشات، أثاث خشبي قديم، معدات زراعية، معدات بناء، أسلحة قديمة....”. تقاليد رمضان يرصد المتحف في جانب منه لملمح روحي إنساني مهم، حيث يجد الزائر المسجد والكنيسة اللذين يؤكدان على التآخي الديني الموجود في دمشق. كما تصطف محال البقالة والخضراوات واللحام والخباز إلى جوار بعضها البعض، حيث تشتري النسوة احتياجاتهن منها في إشارة إلى طقوس رمضان في دمشق القديمة، فثمة مجسمات في ركن من المتحف ترصد لطقوس إفطار رمضان وتجمّع الرجال لتناول طعام الإفطار بعد أداء صلاة المغرب في المسجد المبني وفق طراز قديم، وهناك المقهى الذي كان رجال الحارة يقضون فيه سهرات النقاش والتشاور بعد صلاة التراويح. حول هذا الجانب الإسلامي من المتحف يقول الجراح: “عمدنا إلى التركيز على الشق الإسلامي- الرمضاني بالشكل الذي يخدم ويدعم تراثنا الغني والمليء بالأصالة والحضارة والعراقة والقيم الروحية، في خطة مهمة نحو إعادة إحياء التراث الشعبي المتصل برمضان شهر اليمن والبركة، الذي بدأنا نلاحظ أنه أخذ بالاختفاء شيئاً فشيئاًَ نتيجة المعاصرة والحياة الحضارية الحديثة، لذا كان أن خصصنا هذا الجزء من المتحف للتقاليد الرمضانية”. باب الحارة لأن الشيء بالشيء يذكر؛ تطرق الجراح خلال حديثه عن تقاليد شهر رمضان إلى أهم ما يميز القرية الشامية ويتصل أيضاً بشهر رمضان، وهو مسلسل “باب الحارة” الذي يتم تصويره في استديوهات مفتوحة داخل القرية الشامية، يقول الجراح: “يعتبر تصوير مسلسل “باب الحارة” في القرية الشامية شرفاً لنا ونفتخر بأننا ساهمنا بنجاح ذلك العمل، فالتجول في منطقة باب الحارة يعود بنا إلى التاريخ والأصالة والقيم التي كانت سائدة آنذاك. فالركن الخاص بباب الحارة هو أكثر المناطق شهرة واستقطاباً للزوار والسياح في القرية الشامية (عبارة عن استديو تصوير تلفزيوني يضم خمس حارات، كل حارة تشكل نموذجاً مختلفاً عن الآخر، وهي الحارات نفسها التي ظهرت في المسلسل الشهير الحاصل على شهرة منقطعة النظير، وتحمل أركانه أسماء الأماكن والشخصيات نفسها التي ظهرت في المسلسل). وبمجرد خروج الزوار والسياح من منطقة المسلسل الرمضاني “باب الحارة” بعد زيارتهم مسجد الحارة ومضافة العضوات وقهوة أبو حاتم ودكان الحلاق أبوعصام ومنزل فريال. يعرجوا على متحف القرية الشامية ليلتقطوا لهم صوراً تذكارية في المضافة الرمضانية. إضاءات ? يقع المتحف الشعبي في القرية الشامية على طريق مطار دمشق الدولي (الجسر السابع) امتداد قرية الغسولة. ? تبلغ مساحة القرية حوالى 220 دونماً مستثمرة بشكل كامل لإحياء التراث المحلي. ? تضم القرية مجموعة متاحف معاصرة أهمها متحف المشاهير يضم أكثر من 110 شخصيات مهمة في الأدب والفن والسياسة والرياضة، من بينهم نزار قباني. ? ثمة متحف خاص بالسيارات (يضم 60 سيارة قديمة كانت مملوكة لأشخاص سوريين وعرب يعود أقدمها إلى عام 1916). ? يوجد في القرية سلسلة من الحدائق والمطاعم تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات والمشروبات الخاصة بشهر رمضان المبارك.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©