غالية خوجة (دبي)
ما الذي يجمع بين الرسم والفيزياء والفضاء والمشاهد الافتراضية؟ وهل الفيزياء الكارتونية هي المرحلة القادمة بعد نهاية تاريخ الفن؟ أم فلسفة الإمكان؟ تساؤلات أوحت بها الجلسة النقاشية (قوانين الحركة في مشاهد الكارتون/Laws of Motion in a Cartoon Landscape)، التي أقيمت أول من أمس، في حي السركال أفنيو الفني بدبي، القوز(1)، (مستودع (50)/مشروع الفضاء)، ضمن البرنامج الصيفي المتنوع (ذاكرة الاستشعار والأحاسيس الملونة)، وكجزء من برنامج (الفنان المقيم/Alserkal Residency) لعام (2018)، قدمتها المختصة الفنية (لورا ميتزلرLaura Metzler)، التي تحدثت بداية عن الفنان (أندي هولدن/Andy Holden)، قائلة: إنه ولد في المملكة المتحدة عام (1982)، يعمل في مجموعة متنوعة من الوسائط، وأشكال العرض المختلفة، أقام العديد من المعارض والمحاضرات، وهو شخص هاجسه التطوير، ولا يستبعد التداخلات بين العلوم والفنون والتأمل الروحي، كما يستنتج القواعد من الملاحظات الناتجة عن الخبرة والتجربة.
ثم، تحدث الفنان أندي هولدن عن الفيزياء الكارتونية وتجربته الفنية واستكشافاته، بمصاحبة شاشة عرض تسرد أفكاره وأعماله، كما استطاع الدخول إلى الشاشة افتراضياً وتقنياً ليكون شخصية من شخصيات العرض، وتابع مؤكداً: إننا نستطيع استخدام قوانين الفيزياء كما تظهر في الرسوم المتحركة لمساعدتنا على ابتكار طريقة ممكنة لفهم المشهد «بعد نهاية تاريخ الفن»، كمنظر طبيعي حيث يبدو كما لو أن أي شيء يمكن أن يحدث، لكن لا يمكن لأي شيء أن يحدث، واسترسل في شرح أفكاره من خلال مخيلة العلماء والفنانين ومنهم «ديزني» و«أينشتاين»،«ونيوتن»، مسترجعاً بعض الشخصيات الكارتونية، مثل«ميكي ماوس»و«بطوط»، جاعلاً من الكيمياء تتضافر مع الفيزياء والجاذبية والانفجار الكوني الأول والموسيقا والأفكار والعالمين الواقعي والافتراضي، إضافة إلى ترابطها مع التكنولوجيا الحديثة، من خلال دخول«هولدن» إلى شاشة العرض رغم أنه واقف أمام الجمهور في اللحظة ذاتها، وجميع هذه العناصر التي امتزجت بها حركته، جعلت الحضور يشعر بأنه أمام منصة تتمسرح عليها الحياة.
وعندما سألته «الاتحاد»: ما العلاقة بين استنتاجاتك والفلسفة ومقولة جاك دريدا عن«التفكيكية»:«هي كل شيء وهي لا شيء»؟ أجاب: بلا شك، هناك تأثر من نوع ما، وهناك، ضمن فلسفة الفيزياء والإمكان، قواعد تبدأ في الظهور أثناء قيامنا بعمل الملاحظات والتأملات، وأضاف: من خلال تحليلي، استنتجت العديد من الاحتمالات التي تحكم العالم المتحرك بين الفيزياء والرسوم المتحركة وتاريخ الفن والنظرية النقدية والحياة المعاصرة والأحداث التي تشكك في إدراكنا للعالم من حولنا، سعياً وراء منهجية جديدة للمضي بعد«نهاية تاريخ الفن» في عالم يشبه بشكل متزايد مشهد الكارتون.
عدد اليوم
