الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إمسح ···فوراً

19 ابريل 2006

للطفولة براءة من طراز خاص جداً، براءة طبيعية غير مصطنعة، براءة محببة للنفس وقريبة جداً من الروح، لكن في وقتنا الحالي تحولت هذه البراءة الظاهرة إلى صيد ثمين تفتك به الذئاب البشرية المتعطشة للرذيلة، تلك الذئاب التي تنتشر في شتى بقاع الأرض لاقتناص الفرص وانتهازها·
لاشك أن الكثيرين من الناس قد شاهدوا عبر الرسائل القصيرة لقطات لأطفال ومن جنسيات مختلفة وهم في أوضاع أقل ما توصف به بأنها حيوانية، أطفال صغار جداً تنتهك براءتهم وتستغل طفولتهم شر استغلال وتراهم يقومون بذلك بكل عفوية، ظناً منهم أنه نوع من اللهو البريء، وترى من المسؤول الأول عن هذه المهازل؟ هل هم الأهل؟ أم البيئة المحيطة بذاك الطفل؟ أم الظروف المعيشية السيئة لذوي الطفل والتي تدفعهم للمتاجرة بطفلهم؟ أم أن هناك أسبابا فنية تقف وراءها مافيات وعصابات كبيرة حول العالم؟؟
ترى كيف سيمضي ذلك الطفل بقية حياته؟؟ وما هو المستقبل الذي يترصد تلك الضحية المغلوب على أمرها؟
كيف سيكبر ذاك المسكين بتلك النفسية العفنة؟؟ كيف سيشارك في بناء مجتمعه وهو إنسان غير سوي ولا يملك الفطرة السليمة الظاهرة؟ كيف سيستطيع التكيف في مجتمع الأغلبية فيه ترفضه ولا تتقبله؟
عشرات الأسئلة تدور في ذهني ولا ألقى لها إلا إجابة واحدة، وهي أن ذاك الطفل سيكبر وهو على وضعه وسيبقى على حالته حتى يموت، هذا للأسف هو ما نراه ونلمسه في عالمنا الغريب·
أعتقد أن هذه الفئة هي ضحية بالدرجة الأولى، يتوجب على المجتمع معالجتها والأخذ بيدها وإحاطتها بالاهتمام والرعاية حتى توصلها لبر الأمان، حيث إن أولئك الأطفال لم يكونوا مخيرين بل مسيًرين من قبل أناس لا يعرفون معنى الرحمة، ولا يوجد في قلوبهم مكان للخوف من الله تعالى، ولا هم لهم سوى جمع المال مهما كانت الطريقة، فالإنسان السوي ذو الفطرة الطبيعية السليمة سوف تصيبه بلا شك حالة من الصدمة والذهول أمام تلك اللقطات القبيحة، ولن يملك إلا أن يشعر بالحقد على تلك الأيادي الدنيئة التي حولت البراءة إلى مستنقع تصل من خلاله إلى غايتها ومآربها القذرة، وكيف يستطيع أولئك المجرمون على فعل ذلك؟
نحن كأفراد لن نستطيع بالطبع محاربة وإيقاف ذلك السرطان المتفشي في المجتمعات العالمية، لكن على الأقل نستطيع أن نمنع أو نقلل من انتشار تلك الصور واللقطات المروعة·· كيف؟ عندما تصلك رسالة من ذلك النوع عزيزي القارئ في هاتفك المتحرك قم بمسحها على الفور، فذلك أضعف الإيمان، ولك أجرك على ذلك عند الله تعالى·
أسأل الله العافية من كل بلاء لجميع المعاقين، وحفظ الله أبناءنا وبناتنا من سموم هذا العصر·
مريم مبارك الظاهري ــ أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©