الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معن الطائي يطرح ثلاثة أسئلة في الفكر النقدي المعاصر

معن الطائي يطرح ثلاثة أسئلة في الفكر النقدي المعاصر
8 يونيو 2012
نظَّمت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء أمس الأول، محاضرة للناقد العراقي الدكتور معن الطائي بعنوان “الأسئلة البعدية في الفكر النقدي المعاصر” بحضور أدباء ومثقفين وصحفيين وعدد كبير من المهتمين بالطروحات النقدية والفلسفية الحديثة. وفي تقديمه للدكتور معن الطائي، أشار الشاعر والتشكيلي الإماراتي محمد المزروعي إلى أن قراءة الفكر النقدي ما بعد الحداثي لم يعد الغاية المعرفية النهائية ما دامت هناك تفجرات جديدة في الفكر المعرفي العالمي التي تقودنا إلى بعد ما بعد الحداثة. وارتأى محمد المزروعي أنّ هذه الأسئلة التي ستطرح في المحاضرة هي جزء من إشكاليات التحول من الحداثة إلى ما بعد الحداثة إلى بعد ما بعد الحداثة، وعليه فإن فهم هذه التحولات لا بد من فهم طبيعة القلق الإنساني، فيما سيحصل لاحقاً من استشرافات تغرب الإنسان وتحيله إلى شيء ليس إلا، وعليه فإن الحضور النقدي في هذه المحاضرة سيتركز في ثلاثة أسئلة مهمة. واستعرض المزروعي السيرة العلمية والمعرفية للباحث الطائي المتخصص في الأدب الإنجليزي المقارن، حيث أصدر “اثر الشاعرت. س. اليوت على تطور الشعر الحديث في الوطن العربي بعد الحرب العالمية الثانية وحتى عام 1967” و”التيارات الحديثة في الثقافة العربية وأثر الثقافة الانجلوسكسونية من 1945 إلى 1967” و”النقد الثقافي من النص إلى السياق” و”التداولية منهجاً ونقداً” وغيرها. واستهل الناقد معن الطائي محاضرته بأن أكد على الحقل الذي سيشتغل عليه في أطروحته هذه وهو البحث عن إجابات للأسئلة البعدية التي طرحها الفكر النقدي المعاصر، وهي أولاً سؤال المجتمع، وثانياً سؤال الفرد والهوية، وثالثاً سؤال اللغة والمعنى بين البنيوية وما بعد البنيوية، ثم قراءة التحولات الثقافية في الفكر النقدي المعاصر وأخيراً عرض أهم التقانات والجماليات التي بدأت بالظهور في الأعمال الأدبية لبعد ما بعد الحداثة: يقول الطائي في سؤال المجتمع: “يكاد يتفق جميع النقاد الثقافيين والمؤرخين على أن اللحظة الحاسمة لظهور ما بعد الحداثة ارتبطت بطريقة أو بأخرى بظهور المجتمع ما بعد الصناعي”. ويضيف: “كان لانتقال المجتمع الغربي من مرحلة التصنيع إلى المجتمع ما بعد الصناعي الأثر الحاسم في ظهور ما بعد الحداثة وانتشارها الواسع”. وعن سؤال الفرد والهوية: يقول الطائي: “كان لتبديل الهياكل الاجتماعية التقليدية وتغيير نمط العيش في المجتمعات الغربية أثره الكبير على الفرد والهوية الفردية وطبيعة الإدراك للتجربة الإنسانية داخل إطار الزمان والمكان”. ويضيف: “لقد أعلنت ما بعد الحداثة موت الإنسان بوصوفه ذاتاً عاقلة وفاعلة ومنتجة تتمتع بالوعي الذاتي وبالسيطرة والإرادة. محيت الهوية الفردية أمام القوة الهائلة للاستهلاك في المجتمع ما بعد الحديث. أصبح الاستهلاك مدعوماً بماكينة إعلانية وإعلامية ضخمة”. ويتناول الطائي سؤال اللغة والمعنى بين البنيوية وما بعد البنيوية، فيقول: يقول دي سوسير بوجود نظام داخلي في كل لغة ينظم عملية التفاعل بين عناصر وأجزاء تلك اللغة. يمكن فهم آليات التواصل البشري اللغوي من خلال الثنائية المتقابلة اللغة / الكلام. ويقوم نظام اللغة على مفهوم العلامة، حيث تتكون العلامة من الدال / الكلمة والمدلول / المفهوم أو التصور الذهني، والذي يشير بدوره إلى الشيء في الخارج”. ثم يقرأ الطائي التحولات الثقافية في الفكر النقدي المعاصر، ويختتم الطائي محاضرته بالإشارة إلى أهم التقانات والجماليات التي بدأت في الظهور في الأعمال الأدبية لبعد ما بعد الحداثة بالنقاط التالية: عودة الاهتمام بالشكل والنظام والترتيب بدلاً من اللانظام والفوضى والتشويش على عمليات التلقي والاستقبال، والتي غالباً ما كان يتم توظيفها في أدب ما بعد الحداثة، والسعي نحو تحقيق الشمولية والتكامل والوحدة والغلق في العمل الفني من خلال خلق إطارات فنية لتأطير الحدود الفاصلة بين عالم النص والعالم الخارجي، والاهتمام بالقصة والحبكة التقليدية والتخلي عن تعقيدات تقانات ما بعد الحداثة من أجل تحقيق الوضوح وتجنب الغموض. يظهر أدب بعد ما بعد الحداثة اهتماماً متزايداً بالترابط المنطقي للأحداث في القصة وبناء الحبكة”. ويقول “كذلك عودة الاهتمام بالشخصية بوصفها ذاتاً تجريبية وليست مجرد كائن من ورق أو تركيب خيالي. وبحث جوانب التجربة الإنسانية وطبيعة المواقف الوجودية من خلال حركة الشخصية المتخيلة داخل إطار العمل الفني والأدبي، ويتجاوز القص في بعد ما بعد الحداثة استراتيجيات ما بعد الحداثة لتعطيل الفاعلية الإنسانية للشخصيات الروائية والتذكير المتعمد بحقيقتها المتخيلة ولا واقعيتها، والسعي لخلق نوع من التعاطف والتواصل بين القارئ والشخصية المتخيلة، وتأكيد إمكانيات القص والوحدات السردية الكبرى على تمثيل العالم الخارجي وتجاوز مفهوم اللا إحالة للأنساق التمثيلية في أدب ما بعد الحداثة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©