الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دروجبا وإيتو وكانو وأبو تريكة في «سباق الخير»

دروجبا وإيتو وكانو وأبو تريكة في «سباق الخير»
28 يناير 2010 23:23
قد تختلف الآراء حول تقييم الأداء الفني لنجوم القارة السمراء خلال العرس الأفريقي المقام حالياً في أنجولا، فالبعض يرى أن كبار النجوم الذين يبهرون العالم في الدوريات الأوروبية لم يتمكنوا من فرض كلمتهم في كأس أمم أفريقيا، وفشلوا في مقارعة صغار غانا، ونجوم الجزائر، وهواة مصر الذين يلعبون في الدوري المحلي، واتخذ البعض تراجع أداء هؤلاء النجوم ذريعة للهجوم عليهم واتهامهم بعدم الولاء والانتماء لمنتخباتهم، استناداً إلى تألقهم في صفوف الأندية الأوروبية وظهورهم بصورة باهتة في كأس أمم أفريقيا، وعلى الجانب الآخر هناك من يدافع عن هؤلاء النجوم ويؤكد ان بطولة كأس أمم أفريقيا ليست الساحة المناسبة لقياس تألق هؤلاء النجوم، وعلينا ترقب ما سوف يقدمونه في كأس العالم 2010، ويرى البعض أن تألق دروجبا وإيتو وكانو وغيرهم من المحترفين مع أنديتهم يرتبط بالدرجة الأولى ببيئة النجاح التي تتوفر لهم في أوروبا. وبعيداً عن هذا الجدل الذي يقوم على التشكيك في انتماءات البعض نجد على الجانب الآخر أن هؤلاء النجوم يتسابقون في الأعمال الخيرية ومد يد العون والمساعدة لأبناء قارتهم السمراء، فقد ساهم نجم نيجيريا نوانكو كانو في إنقاذ حياة عشرات الأطفال في نيجيريا من خلال جراحات القلب التي أجريت لهم في مستشفيات أوروبا على نفقته الخاصة، ولم يتردد في إنشاء مؤسسة خيرية في بلاده ومستشفى لمساعدة هؤلاء الأطفال، كما بادر نجم الكاميرون صامويل إيتو إلى التخفيف من مشكلات البطالة في بلاده، وبدوره ساهم كولو توريه في مساعدة ضحايا الحرب في كوت ديفوار، وكان لنجم الكونغو لوا لوا دور في التحفيف من معاناة طالبي اللجوء السياسي، ويساهم دروجبا في بناء مستشفى للفقراء في أبيدجان مؤكداً ان هذا العمل هو الأهم في حياته، كما شارك نجوم المنتخب المصري في حملات التبرع لبناء مستشفى سرطان الأطفال بالقاهرة، وظهر المدير الفني للمنتخب حسن شحاتة وبعض النجوم وعلى رأسهم محمد أبوتريكة وأحمد حسن وغيرهم من اللاعبين في حملات الدعاية لهذا المشروع الخيري الكبير، ويقوم محمد زيدان بدعم مشروعات تسهم في تخفيف معاناة الأيتام في مسقط رأسه بمدينة بورسعيد المصرية. كانو ومستشفى القلب نوانكو كانو النجم النيجيري الكبير، ولاعب بورتسموث الإنجليزي صاحب قصة نادرة تفيض سنواتها بالكثير من الدروس الإنسانية، فقد حصل على ذهبية الأولمبياد مع منتخب نيجيريا عام 1996 في أطلانطا، كما استطاع أن يحصل على 3 ألقاب لبطولة الدوري الهولندي مع أياكس، فضلاً عن التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، قبل أن يتجاوز العقد الثاني من العمر، ومن هنا توقع الجميع لهذا الشاب الصغير أن يحقق الكثير من الإنجازات، ولكنه اكتشف إصابته بمشاكل كبيرة في القلب عام 1996 حينما خضع للفحص الطبي أثناء انتقاله إلى إنتر ميلان، مما دفع الفريق الإيطالي إلى إرساله إلى الولايات المتحدة لإجراء جراحة دقيقة في القلب وبعد تعافيه من آثار تلك الجراحة بدأ أمل العودة إلى الملاعب مرة أخرى يدب في شرايينه التي أتعبها المرض، وكانت إرادته الصلبة أقوى من البديهيات الطبية التي قالت إن عودته لممارسة كرة القدم درب من دروب الخيال، ولكنه عاد بعد عام كامل وانتقل إلى الأرسنال عام 1999 ليبدأ رحلة جديدة مع الأمجاد الكروية، وواصل مسيرته مع أكثر من ناد إنجليزي. ومنذ عام 2000 وعلى إثر تجربته الشخصية مع المرض بدأ كانو في مساعدة أطفال القارة السمراء الذين يعانون من مشاكل صحية في القلب، وقام بانشاء مؤسسة كانو للقلب التي ساعدت 400 حالة مرضية من أطفال نيجيريا، حيث تم إجراء جراحات قلب لكل هؤلاء الأطفال في أوروبا على نفقة مؤسسته الخيرية. ثم عمل على إنشاء مستشفى تخصصي لأمراض القلب في بلاده يقوم بمعالجة الأطفال في القارة السمراء، وهذا المشروع الخيري سوف يقدم خدماته مجاناً. دروجبا يتبرع بالملايين رغم ما حققه نجم المنتخب الإيفواري وهداف نادي تشيلسي ديديه دروجبا من إنجازات وشهرة كبيرة في عالم كرة القدم، بحصوله مع البلوز على لقب الدوري الإنجليزي ومنافسته الدائمة على لقب هداف الدوري الإنجليزي، ومساعدة منتخب بلاده في الوصول إلى كأس العالم عامي 2006 و 2010، إلا أنه يرى أن أهم إنجاز في حياته هو مبادرته لإنشاء مستشفى خيري للفقراء في أبيدجان عاصمة بلده الأصلي كوت ديفوار، وقد تبرع النجم الإيفواري بمبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني لتنفيذ هذا المشروع الإنساني، وفي تصريحات للموقع الرسمي لنادي تشيلسي قال دروجبا :” بدأت في بناء مستشفى في أبيدجان، وهذا سيكون أفضل إنجاز في حياتي، فأنا أعتقد ان بعض اللاعبين ليس لديهم الوقت الكافي ليسألوا أنفسهم ماذا ستفعل بعد الانتهاء من ممارسة الكرة، وأنا لم أتأخر في توجيه هذا السؤال إلى نفسي والإجابة عليه عمليا، من خلال القيام ببناء هذا المستشفى”. وساهم عدد من نجوم الدوري الإنجليزي بمساندة دروجبا في خطوته التي اتخذها بتنظيم حفل خيري جمع دروجبا من خلاله نصف مليون جنيه استرليني لدعم مشروعه الخيري، وعلى رأس النجوم الذين ساهموا في هذا العمل مايكل إيسيان وجو كول وآشلي كول وأنيلكا وغيرهم من مشاهير اللاعبين. ووفقا للخطة الموضوعة سيفتح المستشفى أبوابه في أواخر 2010، وسوف يتم تأسيسه بطريقة عصرية ودعمه بكامل التجهيزات الطبية اللازمة. وكان دروجبا قد دشن مؤسسة للأعمال الخيرية في عام 2007م، لمساعدة البلدان الأفريقية، وخاصة في مجالات التعليم والصحة. كما يساهم النجم الإيفواري ولاعب مانشستر سيتي كولو توريه في دعم المشروعات التي تتبنى ضحايا الحروب الأهلية في بلاده وفي القارة السمراء، وبدورها استغلت الأمم المتحدة رغبة النجوم الأفارقة في دعم المشروعات الخيرية وبالاتفاق مع الفيفا ساهم أكثر من نجم أفريقي في مشروعات الأمم المتحدة الإنسانية وأبرز هؤلاء النجوم لوكاس راديبي الجنوب أفريقي، والكاميروني روجيه ميلا والمصري محمد أبوتريكة وغيرهم من النجوم. إيتو ملهم شباب الكاميرون بعد مسيرة كفاح حافلة بالمحطات الإنسانية والقدرة على تحدي الظروف الصعبة، قررت بعض الجهات تحويل السيرة الذاتية للنجم الكاميروني صامويل إيتو لاعب برشلونة السابق، ونجم انتر ميلان الحالي إلى فيلم سينمائي لتحفيز الشباب الكاميروني والأفريقي بشكل عام على النجاح في مختلف مجالات الحياة، والفيلم من إخراج جون بيير بيكولو ورصد قصة كفاح صامويل إيتو منذ بداياته المتعثرة في عدد من الأندية الأوروبية مروراً بإصراره على النجاح إلى أن أصبح أحد أفضل مهاجمي العالم، ويكفي انه حصل على المركز الخامس في قائمة الهدافين التاريخيين لبرشلونة، وتطرق الفيلم الى الأعمال الخيرية التي يقوم بها ايتو في بلده الكاميرون، لاسيما مساعدة الشباب في الحصول على فرص عمل، وغيرها من المشروعات الخيرية . المكافأة لدعم مستشفى السرطان في مصر دبي (الاتحاد) - في مصر لم يتردد نجوم المنتخب في مساندة الأعمال الخيرية، وتجلى ذلك بشكل واضح في دعم مستشفى سرطان الأطفال سواء عن طريق التبرع المباشر بالمال من المكافآت المالية التي حصلوا عليها عقب الفوز بكأس أفريقيا عامي 2006 و2008، أو من خلال المشاركة في الحملة الدعائية لبناء المستشفى، ومن المعروف أن مشاركة هؤلاء النجوم بما يمتلكونه من تأثير كبير في نفوس الجماهير في مثل هذه الحملات يرفع من وتيرة الاهتمام الشعبي بالمشروعات الخيرية، وساهم أبرز عناصر المنتخب المصري وجهازه الفني في هذه الحملة وعلى رأسهم حسن شحاتة ومحمد أبوتريكة وأحمد حسن، وهناك واقعة أخرى شهيرة حدثت عقب كأس الأمم الأفريقية 2006 التي فازت مصر بلقبها، فقد بادر أحمد حسن بوضع مبلغ من المال باسم طفل فقد والديه في حادث غرق العبارة السلام 98 بالتزامن مع إقامة بطولة أمم أفريقيا في القاهرة. كما يساهم محمد زيدان مهاجم المنتخب المصري المحترف بالدوري الألماني في دعم مشروعات لصالح الأطفال الأيتام في مصر، وخاصة في بورسعيد، وكان محمد أبوتريكة الذي يمتلك الرصيد الأعلى من الشعبية في الأوساط الكروية بمصر صاحب أكثر من مبادرة اجتماعية وإنسانية برعاية الأمم المتحدة آخرها توفير التعليم الجيد للأطفال، فضلاً عن دعمه الكبير للمشروعات التي تهدف إلى توفير الرعاية الصحية للفئات التي ينقصها هذا الجانب.? لوا لوا يساند اللاجئين دبي (الاتحاد) - حينما وصلت أسرة لومانا لوا لوا إلى لندن قادمة من الكونغو (زائير سابقاً) في 1989 لطلب اللجوء السياسي، قضى الطفل الذي كان في التاسعة من عمره حينها شهرين في معسكر لاحتجاز طالبي اللجوء حتى يتم البت في أمرهم، وكان لهذه الفترة تأثير كبير في تشكيل وجدان اللاعب الكونجولي الشهير، إلى أن حصلت أسرته على حق اللجوء السياسي وانتقل للعيش مع أقاربه في لندن، وحينما اشتهر لوا لوا بعد احترافه في صفوف نيوكاسل وبورتسموث ثم انتقل إلى اليونان، ومنها إلى قطر ظلت قضية طالبي اللجوء اللجوء السياسي تؤرقه وقرر أن يكرس وقتا لهذه القضية. ومن أقواله التي نقلتها وسائل الإعلام دفاعاً عن هذه الفئة: “يظن البعض أن طالبي اللجوء مجموعة من المرتزقة أو المجرمين، أتمنى أن أساهم في إظهار أنهم بشر مثلنا ويستحقون فرصة جديدة في الحياة”. وعلى الرغم من هذه الجهود البارزة من نجوم كرة القدم الأفريقية لدعم القارة السمراء في كثير من نواحي العمل الإنساني، إلا أن غياب الجانب الدعائي القوي الذي يسلط الأضواء على مثل هذه المبادرات.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©