الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قادة عسكريون: الجيش العراقي بحاجة للأميركيين بعد 2011

قادة عسكريون: الجيش العراقي بحاجة للأميركيين بعد 2011
3 سبتمبر 2010 00:47
شكك قادة عسكريون أميركيون ومحليون في تمكن العراق من الوفاء بالمتطلبات الضرورية التي تعين القوات المسلحة الناشئة، على أداء الدور المنوط بها بكفاءة بعد انتهاء المهمة القتالية لقوات الولايات المتحدة، وذلك رغم النجاح الذي تم إحرازه على صعيد كبح العنف، ما يفتح الباب لاحتمال بقاء القوات الأميركية بعد الموعد الرسمي لاستكمال انسحابها المقرر في 2011. وأشار مستشارون عسكريون أميركيون إلى أوجه قصور وعقبات لا حصر لها بدءاً من نقص المستشفيات والأطقم الطبية، والإجراءات الروتينية العقيمة التي لابد من استيفائها في طلب قطع الغيار والمعدات العسكرية الحيوية الأخرى. وذكر العقيد ستيفن أبلاند رئيس فريق انتقالي لدعم الاستقرار، يقدم المشورة للفرقة الثالثة بالجيش العراقي في قاعدة الكاسك غرب الموصل، أن “القوات العراقية تؤدى أداء جيداً على المستوى التكتيكي.. لكن اللوجستيك هو عماد العملية الحربية”، وأضاف “النظام اللوجستي للقوات الأمنية العراقية في الوقت الراهن، أقل مما تتطلبه قدراتها التكتيكية”، ويأتي تقييم العقيد أبلاند في وقت بدأت فيه القوات الأميركية المتبقية، مهمة تتصل بالتدريب والدعم والإسناد، بعد انتهاء العمليات القتالية الثلاثاء الماضي. ولتوضيح أوجه القصور والتعقيدات الإجرائية، يقول المسؤول الأميركي “إذا أردنا تزويد كل جندي من القوات العراقية البالغ قوامها أكثر من 300 ألف عسكري، بقلم علينا تعبئة استمارة من ثلاث إلى أربع نسخ، وتسليمها لضابط برتبة أقل من مقدم، يتوجب عليه السفر إلى بغداد لختم الاستمارة قبل أن يعود إليك لتتسلم المستندات، وتذهب إلى مستودعات ليست بعيدة من هنا لتسلم المطلوب”، ويستعرض المقدم كريج بينسون مركزاً طبياً في قاعدة الكاسك مؤكداً أنه مجهز بأحدث الأجهزة، لكن التيار الكهربائي فيه كان مقطوعاً في معظم أجزائه لأنه يعتمد على مولد للطاقة وهو لا يكفي لسد حاجة المنشأة الصحية. وشدد بينسون على أن الجيش العراقي لديه المعدات لكنه يحتاج للكوادر المدربة ونظام لوجيستي فعال. وبدوره، يقول المقدم صلاح الدين رئيس الورشة بالقاعدة إن الكثير من الوحدات العراقية لا تهتم بصيانة الآليات والمعدات بشكل جيد، مما يتسبب في تعطيل المحركات والأجهزة. تراجع كفاءة الأنظمة اللوجستية العسكرية، دفع نائب قائد المهمة الأميركية الجديدة في العراق التي اصطلح على تسميتها بـ”الفجر الجديد”، إلى القول إنه يتوقع أن تطالب بغداد بتمديد إضافي للوجود العسكري الأميركي ما بعد ديسمبر 2011. وأكد الجنرال مايكل باربرو نائب قائد المهمة الجديدة أنه يدرك أن الحكومة العراقية، تنظر بعين فاحصة لثغرات ستلازم قدراتهم بحلول ديسمبر 2011، وهو أمر يزيد من قلقها، ويقدر العقيد ستيفن أبلاند أن عملية تطوير الإمكانات اللوجستية للجيش العراقي، ستستغرق ما بين عامين وثلاثة أعوام للارتقاء بها للمستوى المطلوب، وقال “نحن نعلم أنه لجهة ملاءمة التنظيم، وخاصة في المجالات اللوجستية وشؤون الأفراد والموارد البشرية والإدارة، ستكون أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب”، مبيناً أن النظام الحالي “غير فاعل بدرجة مخيفة”. من جانب آخر، يرى محللون سياسيون أن السيادة الكاملة للعراق لا تزال أمراً بعيد المنال، رغم تأكيدات مسؤولين عراقيين تحقيق مزيد من الاستقلال إثر انتهاء المهام القتالية الأميركية، ويقول الخبراء إن العراق ما يزال بحاجة إلى الأميركيين، للتعافي من آثار الاجتياح وأعمال العنف طوال 7 سنوات التي أدت إلى تدميره، ناهيك عن العقوبات الصارمة التي فرضتها الأمم المتحدة عليه، منذ احتلال الكويت عام 1990، وقال حميد فاضل أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد “اعتقد أنه ما يزال هناك الكثير من المعوقات أمام العراق لكي يحظى بسيادته”، وأضاف “قد يكون الانسحاب الأميركي (الوحدات القتالية) مؤشراً على أن السيادة في طريقها الى العراق”، وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اعتبر إنهاء المهمة القتالية “يوماً تاريخياً” نالت بلاده بموجبه السيادة والاستقلال، لكن الأستاذ الجامعي احسان الشمري يرى صعوبة في التحدث عن “استقلال العراق” في ظل استمرار وجود 50 ألفا من القوات الأميركية، وقال فاضل إن “اموراً كثيرة في العراق لا يمكن أن تسير دون الدور الأميركي، منها الملف الأمني.. هناك حاجة مستمرة للمظلة الأميركية فوق العراق لأنه ما يزال غير قادر على حماية نفسه من الاعتداءات الخارجية”، من جهته، أثار أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية عزيز جبر مسألة ضعف العراق حالياً مقارنة مع دول الجوار (إيران وتركيا وسوريا والسعودية”، مشيراً إلى تصريحات سابقة لرئيس أركان الجيش الفريق بابكر زيباري الذي صرح قبل فترة بأن القوات العراقية لن تكون جاهزة قبل 2020.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©