اسطنبول (وكالات) - رأى الكاتب التركي نصوحي غونغور امس أن التطورات التي رافقت احتجاجات ميدان “تقسيم” في اسطنبول وامتدت إلى عدد من المدن، أظهرت ضعفا في الشخصيات والكتل المؤثرة في تركيا عبر نقطتين، الأولى الخطاب الخشبي الذي تنتهجه قيادات هذه الكتل في حال الأزمات، والثانية تتمثل في ضعف الرؤية والقدرة على قراءة الحدث، واستشراف النتائج.
وقال غونغور في مقاله بصحيفة “ستار” التركية “إن أصحاب الكلمة المسموعة لدى الجماهير يفضلون استخدام هذا التأثير في النطاق الضيق، مستندين إلى القوالب القديمة التي يكون معظمها أيدولوجيا أو مذهبيا، الأمر الذي يزيد في تعقيد الوضع، ويربك أي تحرك من شأنه حلحلة الأزمة”.
وأوضح “أن ضعف القدرة على قراءة العواقب، تبدو أكثر وضوحا لدى القيادات، التي تعرف عن نفسها بأنها محافظة أو متشددة، وهذا ما يجعلها في كثير من الأحيان عاجزة عن المساهمة في التخفيف من التوتر، بسبب ضعف الرؤية حول التدابير الواجب اتخاذها، لمنع انزلاق الوضع إلى مرحلة أكثر سوءا، الأمر الذي يضعف أي رسالة قد توجهها إلى جماهيرها التي قد تصاب بخيبة أمل، يمكن أن تدفع بها لتبني خيارات مختلفة”.
واعتبر غونغور أن الجهات التي تحاول تصفية أردوغان سياسيا، والعمل لاحقا على رسم سياسات داخلية وخارجية واقتصادية جديدة، لم تدرك أن العوامل والمؤثرات التي تراهن عليها لا يمكن أن تقاس بثقل وقابلية أردوغان على إيجاد مخرج للأزمة، مشيرا إلى أن نفس العناصر حاولت ذلك في كثير من المناسبات وباءت بالفشل. وتمنى أن تكون الرسائل التي وجهها مناصرو أردوغان من خلال تجمعهم الجماهيري خلال استقباله في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول قد وصلت إلى الأطراف التي صدعت رؤوس الناس منذ أيام، وهي تتساءل فيما إذا وصلت رسائلها من خلال احتجاجات “تقسيم”، مشيرا إلى أن هذا التجمع يعيد التأكيد مرة أخرى على أصحاب القوة الحقيقيين.
عدد اليوم
