الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

4 عوامل فنية قادت «محاربي الصحراء» لـ «الرباعية التاريخية»

4 عوامل فنية قادت «محاربي الصحراء» لـ «الرباعية التاريخية»
24 يونيو 2014 17:38
على الرغم من توقعاتنا بظهور المنتخب الجزائري بوجه مختلف في مباراته الثانية بالمونديال وانتظار الجماهير لتحقيق نتيجة إيجابية، إلا أن الفوز برباعية على كوريا الجنوبية أمس الأول جاءت بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، التي أسعدت جميع الجماهير العربية، ورفعت من سقف الطموحات على أمل تأهل «الخضر» إلى الدور الثاني وإكمال المشوار. وجاء الفوز الكبير والباهر بفضل أربعة عوامل رئيسة أسهمت في تغيير الصورة، وتقديم عرض فني جميل، حيث كانت المباراة عبارة عن تحد للاعبين أنفسهم، الذين انتفضوا على الذات وأظهروا أداء مختلفاً وروحاً جديدة، وتوجوا جهدهم بفوز باهر وتاريخي، وأكدوا للجميع أنهم قادرون على تقديم الأفضل وتشريف منتخبهم في هذا الحدث الكروي العالمي. كما ساهمت التغييرات التي أجراها المدرب خليلودزيتش بإدخال خمسة لاعبين في التشكيلة الأساسية لم يشاركوا أمام بلجيكا في اختلاف طريقة اللعب، واعتماد حلول جديدة كانت مفيدة في التعامل مع المنافس، خاصة على مستوى الوسط والهجوم بفضل امتلاك هؤلاء اللاعبين للمهارات الفنية والسرعة في الأداء. وتمثل السبب الآخر في عامل المناخ، الذي كان مختلفاً عن المباراة الأولى، التي لعبها «الأخضر» في الواحدة ظهرا بتوقيت البرازيل، وتعرض بسبب ذلك للإرهاق والتعب، وتراجع المستوى خلال الشوط الثاني، بينما ساهم توقيت مباراة أمس الأول في إقامة اللقاء وسط أجواء جيدة ساعدت اللاعبين على إنهاء اللقاء بشكل مميز. وفيما يخص العامل الأخير فهو يتعلق بالمنافس، حيث لم يظهر المنتخب الكوري بالمستوى المنتظر منه في هذا المونديال، وكان الأداء متواضعا للغاية، الأمر الذي لم يسعفه لمجاراة الرغبة القوية للاعبين الجزائريين في انتزاع الفوز وحسم النقاط الثلاث. وبالعودة إلى المباراة، دخل المنتخب الجزائري بعزيمة قوية وروح عالية، رغبة في الانتصار وتعويض عثرة البداية، والحفاظ على حظوظ التأهل إلى الدور الثاني، وكان اللعب بطريقة مختلفة عن المباراة الأولى، وذلك بالاعتماد على لاعبين يملكون مهارة فردية وقدرة على امتلاك الكرة والتحكم في خط الوسط، إلى جانب لاعبين يملكون السرعة في الهجوم لاقتناص الفرص ومفاجأة المنافس. وكان لكل من سليماني وجابو ومصباح التأثير الواضح في الارتقاء بمستوى المنتخب الجزائري، الذي سيطر على مجريات اللعب، وتحكم في الكرة، وهدد مرمى المنافس منذ البداية، حيث لعب محاربو الصحراء بنفس الرسم «التكتيكي» للمباراة الأولى، إلا أن الاختلاف كان في إقامة مثلثات للتحرك والاعتماد الكرات القصيرة لإرباك دفاع المنافس، وإيجاد المساحات لإسلام سليماني في الخط الأمامي. وعلى الرغم من أن تغيير خمسة لاعبين مرة واحدة بين مباراة وأخرى يعتبر أمراً غريباً في حدث كبير مثل المونديال، لأن ذلك يعكس خطأ المدرب في اختيارات مباراة البداية، إلا أن مفعول هذه التغييرات كان إيجابيا، ومنح «الأخضر» السيطرة على اللعب والتحكم في كل مجريات اللقاء منذ البداية وحتى النهاية، وقد ساهم تكاتف اللاعبين ورغبتهم الكبيرة في الفوز وتغيير الصورة والروح القتالية التي تميز بها الأداء في تحقيق انتصار كبير، حيث كان الهدف الافتتاحي انعكاساً حقيقياً لتوظيف المهارة الفردية والسرعة، والروح القتالية في استثمار كرة دقيقة، ومراوغة الدفاع وتسجيل الهدف الأول. ويحسب للمنتخب الجزائري في مباراة أمس الأول عدم تراجعه للدفاع، واللعب الهجومي من أجل تأمين الفوز، حيث سجل الهدف الثاني بعد دقيقتين فقط، ما رفع من المعنويات للعب بروح جديدة ورغبة أقوى والإيمان بحظوظهم في هذا المونديال. أما فيما يخص المنتخب الكوري، فقد ظهر متواضعاً في بداية المباراة، ولم يقدم المستوى المنتظر منه، والذي يليق بسمعته، وبعد الهدفين السريعين ارتبك واحتار بين التقدم الى الهجوم للعودة بالمباراة، أو تأمين مناطقه الخلفية أمام سرعة لاعبي الجزائر، حتى جاء الهدف الثالث، والذي كان بمثابة الضربة القاضية التي أدخلت اليأس في نفوس لاعبي كوريا وخفضت من حماسهم. وخلال الشوط الثاني، كانت المهمة صعبة، خاصة بعد إحراز محاربي الصحراء للهدف الرابع عندها ظهرت استفاقة الكوريين «متأخرة»، وغير مجدية بعد النتيجة الكبيرة التي تلقاها، ودون التقليل من الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الجزائري والنتيجة الإيجابية، فإن الصورة التي ظهر بها المنافس لم تكن مقياساً حقيقياً، لأن لاعبي الجزائر تحكموا في المباراة، وفعلوا كل ما أرادوا دون ردة فعل قوية من لاعبي كوريا. أجمل هدف رأسية حليش.. الأفضل يستحق هدف رفيق حليش لاعب الجزائر في مرمى منتخب كوريا، لقب «أجمل هدف» في الجولة الثانية للمجموعة الثامنة، نظراً للقيمة الفنية التي سجل بها الهدف، عندما صعد اللاعب فوق الجميع وسدد ضربة رأسية من ركنية في مكان مناسب، محرزاً هدفاً على درجة كبيرة من الأهمية لمحاربي الصحراء. وعلى الرغم من أن حليش يلعب مدافعاً، إلا أنه أظهر مهارة عالية في التسديد بالرأس، وسجل هدفاً رفع المعنويات، وحمس زملاءه لمواصلة اللقاء بروح عالية وحماس كبير، ويذكر أن حليش البالغ من العمر 27 عاماً شارك مع منتخب بلاده في 31 مباراة دولية، ويملك خبرة كبيرة بلعبه في دوريات أوروبية قوية. ظاهرة الجولة القدرات الخاصة.. «مفتاح الفوز» أبرز ما ظهر في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الثامنة، هو لجوء أغلب المنتخبات إلى المهارات الفردية لإيجاد الحلول المناسبة للتسجيل وحسم النتائج، حيث رجحت الفنيات والمهارات، والقدرات الخاصة للاعبين كفة المنتخبات الفائزة أمام التقارب الكبير في المستوى والتشابه في أسلوب اللعب والتعب الذي تعرضت له المنتخبات جراء المناخ. وتم تسجيل الأهداف أمس الأول، بفضل مهارة المهاجمين وفنياتهم العالية، والتي صنعت الفارق وحسمت المواجهة، وهذا العامل ظهر واضحا أيضا في عدد آخر من مباريات المونديال مثل مهارة الأرجنتيني ميسي، التي حسم بها مباراة منتخب بلاده مع إيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©